قرأت إيضاح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز المنشور في جريدة (الجزيرة) يوم الثلاثاء 16-6-1430هـ بشأن ما أشار إليه معالي الشيخ عبدالله بن منيع حول مساعي الصلح في حقوق الدماء وما يراه فضيلته من تجاوزات في ذلك وتعليق الكاتبين عبدالله الفوزان ومحمد آل الشيخ حول الموضوع.
وإن إيضاح سموه يحمل مائدة فكرية في ثماني نقاط أساسية تكشف أن الأمر لا يترك للعواطف وتجاذب الأطراف وإنما تحكمه ضوابط شرعية ونظامية وأخلاقية وترعاه الدولة من خلال لجان للصلح موثقة تقرب بين الأطراف وترقق القلوب وتكبح جماح المغالاة والمبالغة وذلك لنشر المحبة والتسامح والعفو بين الناس، ولتناسي الأحقاد والثارات.
والمرجو من العلماء والخطباء وأرباب القلم ورجال التعليم أن يشيدو بمواقف التسامح والعفو والصلح، (وإذا وقعت البلوي -نسأل الله العافية- فلا يعني النظر إلى الحادثة بمنظار القسوة والغلظة فلكل حادثة ملابستها ولكل مصيبة ظروفها ولئن وجد من يبالغ ويغالي فنحمد الله أنها حالات محدودة).
فمجتمعنا ولله الحمد تسوده أخلاق وعادات أصيلة أشار لها سموه حين ذكر أن الكثير من أولياء الدم يحرصون على مقابلة سموه وتقديم التنازل في مكتبه وعلى مسمعه وبدون أي عوض وهذه العلاقة بين المجتمع في منطقة الرياض وسمو الأمير سلمان فريدة من نوعها غرستها أخلاق سموه الكريم وجسدتها تلك المواقف النبيلة.
هذا وقد استحرضت وأنا أقرأ ما ورد في الفقرة السابعة من إيضاح سموه حول الجرائم البشعة وعدم تعطيل الحدود تلك الجريمة البشعة التي اهتزت لها الرياض منذ أشهر والمعروفة بحادثة السلي حيث اغتال ذلك الجاني الطفل ثم أباه، فتلك الجريمة وإن كان من أولياء الدم قصر لكن الدولة وفي مدة وجيزة أنجزت المعاملة وعجلت بإجراءاتها ونفذت حد الله في أرضه وتناقلت وسائل الإعلام مشهد التنفيذ وكان مشهداً زاجراً ورادعاً، ولقي ارتياح الجميع والدعاء لولاة الأمر بالعز والتمكين.. فتنفيذ حدود الله أساس الأمن والاستقرار، وهكذا فالدولة ولله الحمد حازمة في مواضع الحزم فلا تسويف ولا تأجيل ولا تنازل ولا تسامح، ولكن يختلف الحال حين يكون للحادثة ملابسات أخرى تقدرها الجهات المختصة. حفظ الله لبلادنا أمنها وأمانها، وحرسها بعينه التي لا تنام.
د. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان / ab1367@hotmail.com