Al Jazirah NewsPaper Friday  12/06/2009 G Issue 13406
الجمعة 19 جمادىالآخرة 1430   العدد  13406
عبدالله الفيصل.. مجد يعانق عنان السماء!!
صالح رضا

 

طلب مني الصحفي النشط الأستاذ خالد الدوس مقالاً عن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز.. وبعد أن أعطيته موافقتي تملكتني الحيرة.. فالكتابة عن رجل بقامة الأمير عبدالله الفيصل وفي حيز مختصر ووقت محدد لهي الخطيئة بعينها.. فسموه جدول رقراق وسلسبيل عذب ونقي وصاف من الحكمة والفضيلة والعطاء أينما مضى.. فسموه يمضي ليؤسس رواسي خالدة.. سواء كان ذلك في المهام الحكومية التي أنيطت به.. أم مكنونات شخصه الشاخصة دوماً للقيم الخالدة والمثل العليا التي يسمو بها كمسؤول في مناصب عليا.. وكشاعر مبدع من شعراء الأمة الخوالد.. وكشخصية اجتماعية مثلى.. وكرياضي وضع أسس الرياضة الرواسي في وطن عظيم.. فمهما كتبت عن سموه فلن أوفيه حقه فهو مجد لا يحاط بكلمات ولا بقصيدة شعر ولا بكتاب أو ندوة أو حتى فيلم تراجيدي عن عبدالله الفيصل.

فإذا أردنا أن نبحر في جدول الرياضة لذهلنا من عطائه من ناحية ومن ظلم التاريخ له من ناحية أخرى وذلك بوضع ضبابية متعمدة على هذا الجانب من حياة عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز.

الأمير عبدالله الفيصل نشأ فارساً لا يشق له غبار وهو ابن العاشرة عندما كان ينهل من التربية الفاضلة لدى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله رحمة واسعة - عدا عن مشاركاته في سباق الخيل واستعراضاته في الرياض والطائف، مما يؤكد ولادته رياضياً من نبع أعظم الرياضات ألا وهي الفروسية في كنف أعظم ملوك الأرض قاطبة.

ويمضي الجدول العذب ليدخل الرياضة في مدارس مكة المكرمة وهو يتلقى تعليمه فيها.. فمثله لا يقنع أن يكون تلميذاً نجيباً وحسب، بل امتد عطاؤه لإدخال الرياضة المدرسية وبذر بذرتها الأولى في مدارس مكة المكرمة، ثم انطلق في أحياء مكة المكرمة لينظم أندية كرة القدم وهي تضم مدارس شتّى ومن كل بقاع الأرض بحكم وجود الجاليات فأراد - رحمه الله - أن يكون هناك ناد سعودي فأسس النادي الأهلي بمكة المكرمة.

هذا وكان هناك حراك رياضي وطني في مكة المكرمة وفي جدة وحتى في المنطقة الشرقية لتأسيس اتحاد رياضي سعودي لكرة القدم، وكانت أكثرها اجتهادات لم يكتب لها النجاح إلى أن أسس عبدالله الفيصل أول اتحاد حقيقي لكرة القدم في المملكة عام 1373هـ تحت مسمى اللجنة العليا لاتحاد كرة القدم تتبع سموه وهو آنذاك وزير للداخلية ومنه انبثق أول دوري سعودي بمسمى (كأس المليك) الذي كان أول دوري كرة قدم في المملكة العربية السعودية، ثم ترأس سموه اللجنة الأولمبية السعودية بعضوية سمو الأمير خالد الفيصل والشيخ عبدالرحمن أبا الخيل وزير الشؤون الاجتماعية آنذاك كمؤسس لها أيضاً.

هذا وكانت علاقة سموه مع عشقه الخالد لنادي الأهلي السعودي بجدة قد بدأت عام 1355هـ.. حيث تبنى سموه النادي ليكون قدوة للأندية الأخرى، فجعل منه - رحمه الله - امبراطورية شاملة لكل الألعاب الرياضية بعدما كانت الأندية في ذلك الحين مقتصرة على كرة القدم، فحمل جدول الخير معه كل الألعاب للنادي الأهلي ومنها انطلقت على مستوى أنحاء البلاد ولكل أندية الوطن.

وكانت جهوده كبيرة وعظيمة لتثبيت أركان الرياضة وكرة القدم على رأسها في مجتمعات ترفض هذه الرياضيات وترفض كرة القدم، وكان حلم وحكمة سموه بلسماً لذلك الرفض الاجتماعي.. فوجوده أعطى الرياضة بُعداً خلاقاً وقدوة يقتدى بها.. حتى الطلبة من اللاعبين يسهر على متابعتهم تربوياً ودراسياً.. ويكافئ اللاعبين الطلاب المتفوقين منهم ويشحذ من هممهم للتفوق الدراسي بل كان - رحمه الله - يضع لهم معلمين خاصين لضمان تفوقهم الدراسي مقروناً بتفوقهم الرياضي.

هذا وأؤكد أن هذه مجرد خواطر رياضية عن جانب واحد من شخصية عظمى أسست رياضة وطن بكامله.. رحمك الله أبا خالد وجزاك الباري عن الإحسان إحساناً أكبر وأعظم في حياتك الخالدة.. عليك رحمته تعالى ورضوانه.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد