أين يكون الفائز في انتخابات الرئاسة الإيرانية، فإن هذه الانتخابات وما سبقتها من حملات دعائية ومناظرات بين المرشحين قد عرّت نظام ولاية الفقيه في إيران، وخصوصاً تلك التي جمعت الرئيس الحالي أحمدي نجاد والمرشح الإصلاحي مير موسوي رئيس الوزراء السابق في عهد ولاية خميني إذ كان يشغل منصب آخر رئيس للوزراء وبعدها ألغي المنصب، مناظرة أحمدي نجاد حولها الأخير إلى هجوم شخصي وصل إلى حد القذف والإساءة الشخصية إلى هاشمي رفسنجاني الذي ينظر إليه على أنه خليفة علي خامنئي، وبالتالي فهو الصورة الأخرى لولاية الفقيه ورفسنجاني يعد نفسه وكذلك أنصاره بأنه شريك للفقيه علي خامنئي وبالتالي فإن الإساءة إليه والكشف عن أخطائه، بل واتهامه وعائلته بالسرقة أثناء حكم رفسنجاني يُعدُ نيلاً من نظام ولاية الفقيه ورموزه، وهذا ما ترك تداعيات كبيرة في الشارع الإيراني دفعت رفسنجاني إلى التهديد برفع دعوى قضائية ضد أحمدي نجاد، وطلبه اجتماعاً عاجلاً مع ولي الفقيه علي خامنئي، حيث ذكرت المصادر أن الاجتماع طال أكثر من ثلاث ساعات حسب ما ذكرت صحيفة (اعتماد ملي)، والمعلومات التي تسربت بعد ذلك الاجتماع تؤكّد أن اتفاقاً ضمنياً قد تم بين خامنئي ورفسنجاني على إقصاء أحمدي نجاد ورفع ولي الفقيه دعمه الذي يحاول نجاد وأنصاره الاتكاء عليه لتعويض نبذ الشارع الإيراني له والذي أخذ يتلقى هتافات وشعارات تندد بالرئيس الحالي أحمدي نجاد والمرشح للانتخابات ومنها (أحمدي رفت) ورفت بالفارسي معناها (ارحل) ولكن تقال بصورة مشمئزة كأن تقول بالعامية (انقلع)..!! وهذه الهتافات التي يرددها أنصار مير حسين موسوي وكانت نشيد المسيرة المليونية وهذه ليست وحدها التي تهدد استمرارية رئاسة أحمدي نجاد لولاية ثانية، فالخبراء الإيرانيون في قياس الرأي يقولون إن الناخبين الذين أتوا بأحمدي نجاد سيعزلونه، وإن قرار إقصاء نجاد قرار شعبي عززه عمل رفسنجاني هذا وتخلي خامنئي عنه، وان العزل سيتم من خلال صناديق الاقتراع التي جلبته وانها هي التي ستعزله هذا إن لم تكن هناك حسابات أخرى لولي الفقيه وجماعته الذين يتخوفون من توجهات مير حسين موسوي الإصلاحية التي تتوافق مع توجهات أعداء الثورة الإسلامية حسب ما يقولون (...) وهو ما قد يدفع جماعات مستفيدة من تشدد أحمدي نجاد كالحرس الثوري إلى مساندته الذي يتهمه أنصار موسوي بأنه قام بتزوير فاضح لصالح أحمدي نجاد في المناطق الريفية..!!
