Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/06/2009 G Issue 13407
السبت 20 جمادىالآخرة 1430   العدد  13407
نهارات أخرى
الرقية الشرعية تحتاج إلى تقنين!
فاطمة العتيبي

 

قضايا القتل التي فاجأتنا الأسبوع الماضي ليست قليلة آخرها المعلم في مدرسة تحفيظ القرآن الذي قتله زميله والتي بررها أهل القاتل بالمرض النفسي الذي يعاني منه ابنهم وهو ما دفعه لارتكاب الجريمة!

** يقول د. طارق الحبيب البروفسور النفسي الشهير بأن الجرائم التي ترتكب بسبب المرض النفسي هي الأقل نسبة مقابل كثرة الجرائم التي يقدم عليها الأسوياء عقلياً، كما أن د. طارق الحبيب طالب من خلال برنامجه (النفس والحياة) الذي أذيع على قناة الرسالة يوم الخميس الماضي بأن يحضر الطبيب النفسي للمحكمة ويدور بينه وبين القاضي نقاش حول المريض القاتل، وألا يكتفى بالتقرير الخطي فالتقرير لن يكون مجزياً للقاضي، وطالب بأن يعمل بهذا الإجراء إسوة بما يحدث في بريطانيا التي درس فيها.

** كثير من الجرائم التي يرتكبها مرضى نفسيون بإمكاننا الحد منها -بعد أمر الله سبحانه- إذا أعطينا لأنفسنا مهلة القراءة والاطلاع والثقافة وعدم الاكتفاء بالتعليق الجاهز على شماعة (مصاب بالعين أو مسحور) فكثير من المظاهر الأولية التي تصيب المرضى يرجعها الأهل إلى العين أو السحر، ويمضي المرض بابنهم ويصل إلى مرحلة ارتكاب الجريمة لأنهم لم يبادروا في عرضه على طبيب نفسي إضافة إلى الرقية الشرعية التي لا اختلاف على فضلها حتى في الأمراض العضوية لأنها تسهم في اطمئنان النفس على أن الأفضل أن (يرقي) الإنسان نفسه، عكس ما يحدث الآن من سفر وعناء وزحام ومتاجرة بالرقية الشرعية.

خاصة أن كثيرا من (الراقين) لا ينصحون الأهل بزيارة الطبيب النفسي بل ويقللون من أهمية هذا الأمر فبعضهم يعتبر -بجهله- أن العلم الحديث مناقض للدين وخاصة العلاج النفسي.

** المرضى النفسيون هم ضحية ثقافة منغلقة ومحدودة وغير قادرة على الانطلاق الصندوق الصغير الذي حشرنا به أنفسنا سنين عدداً، فنحن نتكل ولكن ليس على الله، بل على العلماء والراقين الشرعيين وحفاظ الحديث وحفاظ القرآن، جعلناهم ينوبون عنا في كل شيء وهم بوصلتنا وعطلنا عقولنا التي خلقها الله لنا والإرث العظيم من القرآن والسنة والفكر والثقافة المتنوعة التي تجعلنا نختار لأنفسنا ما نريد نحن بقناعة واختيار وليس ما يملي علينا بسبب جهلنا، فالمؤمن القوي بعلمه واطلاعه ووعيه واختياره خير من المؤمن الضعيف، المستكين، الخائف من قراءة كل ما يختلف عما ألفه لأنه لا يثق بوعيه وثباته واختياره.

إنه تغييب العقل الذي أثمر أن يخرج الواحد منا من الرقية الشرعية إلى حيث يأخذ سلاحه الأبيض ليقتل من يتمثل له شيطاناً بتأثير الانفصام.

** لا بد من إضافة التاريخ النفسي للأسرة لشروط الزواج وفحوصه، كما لا بد من إضافة التشخيص النفسي للسجل الوظيفي، هذا ليس لنصادر هؤلاء من حقوقهم في الزواج والوظيفة بل لكي نساعدهم على الاختيار الأمثل ونضمن لهم المعالجة التي تقيهم -بأمر الله سبحانه- من بلوغ مرحلة الجريمة.

** إنني أؤكد على ضرورة عرض كل من يتردد على الرقاة الشرعيين على الأطباء النفسيين للتأكد من وضعهم النفسي ومدى خطورته على من حولهم.



Fatem2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد