Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/06/2009 G Issue 13407
السبت 20 جمادىالآخرة 1430   العدد  13407
مستعجل
عملاق الشميسي.. أكمل نصف قرن بهدوء (1-2)
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

هذه المدينة (مجمع الملك سعود الطبي) يتربع على مساحة ضخمة وسط مدينة الرياض.. أخذ أكثر من مسمى.. لكنه تحول إلى عدة مستشفيات ومراكز تحت اسم مجمع واحد.

** هذا المجمع الضخم.. قدم خدمات طبية متقدمة لسكان منطقة الرياض وغيرهم لأكثر من نصف قرن.. ولك أن تتخيل منطقة الرياض.. التي تضم أكثر من سبعة ملايين نسمة بدون هذا المستشفى وهذا المجمع العملاق.

** تخصصات متعددة.. واستعدادات ضخمة وتجهيزات متقدمة واستعداد مستمر وإجراء عمليات معقدة.. وحل كل مشكلة طبية واستقبال كل حالة مهما كانت.. وتوفير الرعاية الطبية لها.

** هذا المجمع العملاق.. يتطور عاماً بعد آخر.. ويسعى لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المراجعين والمحتاجين لرعاية طبية.. وليس في قاموسه رفض أي حالة مهما كانت أو الاعتذار لمواطن طرق باب المستشفى وسأل العلاج.

** وكنت أتمنى.. كما تمنى غيري.. أن يُكرم هذا المجمع العملاق الكبير.. يُكرم تاريخه الطويل..

** ويُكرم لطاقته الاستيعابية الكبرى.

** ويُكرم لما قدم لمئات الآلاف.. إن لم يكن ملايين البشر خلال عمره الطويل.

** ويُكرم لأنه لم يرفض في يوم من الأيام حالة واحدة..

** ويكرم.. لأنه لم يتوقف يوماً عن التطور والتحديث والتجديد..

** ويكرم.. لأنه عدة مستشفيات في مستشفى واحد..

** ويكرم.. لأن خبرات وكوادر سعودية متمكنة تخرجت منه.

** ويكرم.. لأنه بفضل الله أولاً.. ثم بجهود طوارئ هذا المستشفى.. ولأكثر من خمسة عقود.. حافظ على حياة آلاف البشر من الهلاك والضرر وأنقذهم من موت محقق.

** زرت هذا المجمع العملاق الأسبوع الماضي.. وقابلت المشرف العام.. الخبير النشط الدكتور عدنان العبدالكريم.. واطلعت على كل جديد فيه.. وكان لي شرف الاطلاع على بعض المستشفيات ومراكز هذه المدينة الطبية المتكاملة وتجولت فيه وفي بعض أقسامه.

** ما شاهدته في هذا المجمع يفوق الوصف ويصعب الحديث عنه..

** تقترب من هذا المجمع وتشاهد أرتالاً بشرية قادمة.. وأرتالاً بشرية تخرج منه زحام سيارات من كل اتجاه.. وعشرات بل مئات البشر تندفع نحو المجمع لأنها تجد فيه الرعاية الطبية الجيدة.

** هذا المجمع.. لا يخدم سكان الرياض فقط.. بل يخدم سكان منطقة الرياض كلهم.. فهناك عشرات الحالات تُحول له من مستشفيات المنطقة يومياً.. هذا.. غير المحولين والمراجعين من مناطق أخرى غير الرياض.

** ولك أن تتخيل منطقة الرياض بسكانها الخمسة ملايين أو أكثر دون هذا المستشفى العملاق.. كيف سيكون وضعها؟

** تزور هذا المجمع.. وتجد الممرات مزدحمة بالمراجعين.. ومع ذلك تقدم لهم كل الخدمات اللازمة ويتم الاهتمام بالمريض ويُعطى كل ما يحتاجه من فحص وعلاج.

** في بعض المستشفيات.. مع أن مراجعيها ليسوا أكثر.. مواعيدها بالأشهر وقد يعود مريض دون موعد أو دون أن يُستقبل.. وهنا.. في هذا المجمع الكبير.. يُستقبل الجميع ويراجعه يومياً فوق ثلاثة آلاف حالة.. ربما تصل إلى أربعة آلاف.. ويجد الجميع (يومياً) كل الرعاية الطبية.. ويجدون العلاج اللازم على يد أمهر الأطباء والخبراء والاستشاريين.. ويجد التجهيزات الطبية المتقدمة.. ويجد العلاج المتوفر على مدار الساعة.

** هذا المجمع العملاق.. هو حقيقة.. مستشفى (المساكين) الذين ليس لهم واسطات.. وليس لديهم ثروة تؤهلهم لدخول مستشفيات فخمة.. أو تمكنهم من السفر للعلاج أو التدلل على المستشفيات.. هؤلاء البسطاء المساكين.. يجدون في هذا المجمع الكبير.. الحضن الدافئ.. ويجدون الاستقبال الطيب.. ويجدون الرعاية الطبية الكاملة..

** مازلنا حتى الآن نتذكر بدايات هذا المستشفى وسنواته الأولى وكيف كان.

** كان هو مستشفى الرياض.. ومستشفى منطقة الرياض.. وكانت الناس حتى سنوات ليست بعيدة.. لا تعرف.. إلا هذا المستشفى (مستشفى الشميسي) ولا تعرف.. إلا (إسعاف الشميسي) أو (إسعاف المركزي) ولا تعرف.. إلا هذا الصرح الطبي.. يراجعونه في كل حالة.. وحتى اليوم.. إذا شعر مريض بمماطلة أي مستشفى في الكشف على حالته أو تشخيصها أو أخَّروا موعد العملية.. لجأ إلى هذا المستشفى العملاق وأنجز كل ما يريد خلال يومين أو ثلاثة على الأكثر.

** لو دخلت مع باب الإسعاف (الطوارئ) وشاهدت.. كيف هي الاستعدادات لاستقبال المرضى والمحتاجين للإسعاف.. لوجدت مستشفى آخر متكاملاً بأقسامه وأجنحته وتجهيزاته وخبراته وطواقمه.. مستشفى آخر تماماً يستحق اسم (مستشفى الطوارئ).

** وهكذا عندما تزور أبراج هذا المستشفى.. تجد مستشفيات أخرى متكاملة.. مستشفيات وسط مستشفى.. وهذه المستشفيات مجهزة بالكامل بكامل احتياجاتها وجاهزة لاستقبال هذه الآلاف يومياً.

** لك أن تتخيل بالفعل.. الرياض ومنطقة الرياض دون هذا الصرح الطبي العملاق.. كيف سيكون وضعها؟

** هذا المجمع يمتص كل الحالات ولا يترك أي تساؤل أمام أي مريض.

** في هذا المجمع العملاق.. تجد الأطباء والمساعدين والفنيين والإداريين وفي كل المجالات كخلية النحل.. الكل (يركض ركضاً) وقد اعتادوا على هذا الركض اليومي لخدمة أكثر من أربعة آلاف مريض يراجعون يومياً.

** تعامل العاملين في هذا المجمع وطريقة تعاطيهم مع مراجعيهم.. أسلوب آخر مختلف من الرعاية والاهتمام والبشاشة ولطف التعامل واستيعاب كل ما يصدر عن المراجع مهما كان.. وكأن هذا المجمع قد أسس لأسلوب مختلف من التعامل الذي لا تجده خارجه.

** دعوني أكمل مشاهداتي في حلقة قادمة عن هذا العملاق الذي أكمل (54) عاماً دون أن يلتفت له أحد ولو بكلمة (شكراً).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد