Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/06/2009 G Issue 13408
الأحد 21 جمادىالآخرة 1430   العدد  13408
في الوقت الأصلي
تفاءلوا بالخير تجدوه
محمد الشهري

 

عاد الأخضر من سيئول بنقطة لم تكن هي الطموح لولا أن الظروف التي أحاطت به مع بداية التصفيات وفقدان العديد من النقاط.. هي من فرضت ضرورة التعامل مع المواقف والخطوات وحتى الحسابات بهذا القدر من الحذر والواقعية المبررة.

** وبالتالي النظر إلى تلك النقطة بمنظار المكاسب.. على اعتبار أن المنعطف المفصلي والمصيري أمام الكوري الشمالي القادم.. سيكون على أرضنا وبين جماهيرنا وتلك لعمري من محاسن الصدف.

** بعيداً عما صاحب مباراة سيئول من شوائب تمثلت بإصابة عبده عطيف وعدم توفيق النجوم في استثمار الفرص التي أتيحت.. فضلاً عن استبعاد أحمد عطيف بالبطاقة الحمراء.

** وبعيداً أيضا عن كل ما أعقب المباراة من تحليلات وأطروحات اختلفت باختلاف وجهات نظر أصحابها.

** إلا أن الصقور الخضر بقيادة مدربهم (الشجاع) كانوا عند حسن الظن.. وقدموا مباراة مشرفة.. أجزم لو أن الظروف غير الظروف، والحسابات غير الحسابات.. للقنوا أصحاب العيون الضيقة درساً قاسياً كالعادة.

** ولعل أكثر ما يطمئن ويبعث على الثقة بتوفيق الله أولاً.. وثانياً من أن نجومنا باتوا على قدر كاف من الإحساس بأهمية لقاء الأربعاء القادم (إن شاء الله) أمام الكوري الشمالي.

** وأن رحلة الإقلاع إلى (جوهانسبرج) متوقفة على نتيجة هذا اللقاء.. فإما الحجز (o.k) أو الانتظار خمس سنوات قادمة (لا قدر الله).

** ولكي نستفيد من عاملي الأرض والجمهور كما ينبغي.. لذلك أضحى من المؤكد الذي لا يقبل أنصاف الحلول.. أن جماهير الوطن على موعد مع مسؤوليتها المعتادة.. والتي لا تقل في أهميتها وقيمتها الوطنية والتأثيرية والاعتبارية عن تلك المنوطة بنجوم الأخضر.

** والتي تتمثل بضرورة الحضور المكثف والدعم الإيجابي، والمؤازرة المتواصلة طوال زمن المباراة دون كلل أو ملل.

** فالوطن يستحق منا جميعاً أن نؤدي واجبنا نحوه دون منّة، ودون النظر لألوان الأندية أو أية اعتبارات أخرى مثل ربط واجب دعم ومؤازرة منتخب الوطن بمدى أو عدد من يمثله من نادينا أو ناديكم.. فالوطنية وواجباتها أسمى وأرقى من مثل هذه الحسابات البليدة..

** شخصياً أنا متفاءل.. وعلى الجميع أن يكونوا كذلك بعد أن يقدم كل واحد منا كل ما بوسعه من عمل يفرضه الواجب.

** وفق الله نجوم منتخبنا وسدد خطاهم وتصويباتهم وقولوا آمين.

وهكذا تستقيم المعادلة!

** يقول المثل الشعبي المتوارث: (من خدم الناس بلاش، اتهموه بالسرقة).

* ما أنا بصدده هنا - انطلاقاً من مفهوم المثل أعلاه - يتمحور حول الخبر المنشور هنا في (الجزيرة) يوم الثلاثاء الماضي المتضمن عزم الإدارة الهلالية على البدء بمعاملة نظيراتها في الأندية الأخرى بالمثل في مسألة إعارة أو انتقال اللاعبين تحت مبرر إنتهاء عصر الانتقالات والإعارات المجانية.

** ولأنني كنت أتحين الوقت المناسب لتناول الموضوع ذاته ولكن من زاوية أخرى فحواها التساؤل عن جدوى ذلك (السخاء) المتمثل في توزيع الفائض عن حاجة الفريق من اللاعبين بالمجان على بعض الأندية التي لا تقدر ولا تثمن هذه المواقف عندما تستدعي حاجة الهلال الاستفادة من أحد لاعبي تلك الأندية، سواء عن طريق الانتقال أو الإعارة.. حيث المبالغة في التعنت وعدم التعاون، في الوقت الذي تبدي فيه الكثير من المرونة والتعاون مع الأندية الأخرى إلى درجة تفضيل عروضها على عروض الهلال حتى وإن كانت تتساوى في القيمة (!!).

** بل إن الأمور تتجاوز في كثير من الأحيان والحالات مسألة سلبية التساهل في الحصول على العوائد المفترضة نظير تلك التنازلات والإعارات المجانية.. إلى ما يبديه ويجسده اللاعب الهلالي المعار من حرص على أن يكون أكثر فاعلية تتحول في كثير من المواقف إلى شراسة ومخاشنة بحق زملائه في الفريق الهلالي بشكل لافت بداعي إثبات الوجود أمام فريقه الأصلي عندما يلعب ضده، والأمثلة على ذلك أكثر من استيعاب هذه المساحة (؟!).

** وهنا يجب أن نشيد بقرار الإدارة الهلالية الذي أعادت بمقتضاه الأمور إلى نصابها ولكي تستقيم المعادلة على الأقل.

كعكة الهلال؟!

** لقد بات واضحاً بأن المكرمات الهلالية السخية لم تعد تقتصر على محبيه وعشاقه حين وضعهم في الموضع اللائق بهم (القمة).

** بل إن مكرماته تجاوزت النطاق الأزرق إلى أن طالت الكثير من (الغلابا) والمغمورين الذين يجدون في تناول شؤونه بالسلب، قدراً من قيمة لا يحظون بعشر معشارها حتى لو كتبوا المجلدات عن أنديتهم المفضلة (؟!).

** ولعل من آخر أولئك الذين ركبوا الموجة من مخرجات مدرسة (أبو مُرّة) هو ذاك الغلبان الذي كتب يوم الجمعة حاملاً (السلم بالعرض) حين راح يتحدث عن أمور أجزم بأنه أجهل من أن يخوض فيها (!!).

** فهو تحدث عن أسباب عدم (هيام) بعض المشجعين أمثاله بالهلال، وذلك من منظوره ومن ثقافته التي تشربها وتعلمها في المدرسة إياها، والتي لم تنتج سوى شلة من الكذابين والمأزومين (؟!!).

* تطاول كعادة (السفهاء) على الرموز وعلى الصروح الإعلامية النظيفة التي لم ترضخ للمصادر المشبوهة التي تباع فيها الذمم وتشترى (!!).

** ما يدعو للسخرية أن الأخ يتحدث عن الهلال الكيان العظيم وعن منسوبيه كما لو أن الأندية الأخرى ومنسوبيها نماذج ملائكية، وكأننا لا نعيش في بلد واحد على طريقة (كلنا عيال قرية) ونعرف تماماً من هو الذي بدأ بحمل راية (التكريه) والتعصب المتطرف (؟!!).

** فيا أخي: خذ كل ما تحمله في نفسك من حب جارف أو من كره قاتل، واذهب بها بعيداً عن الأماكن النظيفة.. أصلحك الله.

من الأمثال المصرية:

(يموت الزمار وصوابعه بتلعب)




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد