Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/06/2009 G Issue 13408
الأحد 21 جمادىالآخرة 1430   العدد  13408
علاقة أكياس المبيض بتأخر الإنجاب

 

أن تعانى من وجود أكياس بالمبايض لا يعني أبداً أن تتأثر قدرتك على الإنجاب.. هذا ما تؤكده أحدث الأبحاث الطبية وما يؤكده الدكتور أشرف يونس (استشاري النساء والتوليد والعقم بمراكز الدكتور سمير عباس بالرياض)، فقد لوحظ أن معظم السيدات تعاني من ظهور أكياس بالمبايض في مرحلة معينة من العمر بدون ظهور أعراض وبدون الشعور بوجود مثل هذه الأكياس وأن الجسم يتخلص من هذه الأكياس بعد عدة شهور من ظهورها تلقائياً.. ولكن في بعض الحالات لا يستطيع الجسم أن يتخلص من هذه الأكياس تلقائياً.. وأحياناً يحدث العكس تماماً حيث تزداد في الحجم حتى تصبح مثل حجم كرة الجولف أو أكبر وبذلك يمكن أن تحدث المضاعفات.

ومن أنواع أكياس المبايض الشائعة كيس يحدث عادة نتيجة امتلاء الكيس بالسوائل لعدم قدرة الكيس على إخراج البويضة.. وقد يصاحب ذلك آلام بالحوض مع عدم نزول دم الدورة الشهرية أو حدوث اختلال بها وما يصاحبها من مضاعفات كالعقم أو الآلام أثناء الجماع ومن مضاعفاته أيضاً زيادة الوزن وخلل في الهرمونات وشعور بالاكتئاب.

وفي 10% إلى 30% من حالات وجود كيس بالمبايض قد يصاحبها زيادة في هرمون الإستروجين ونقص في هرمون البروجيسترون كما في متلازمة تكيسات المبيض polycystic ovaries التي غالباً ما يصاحبها أيضاً زيادة في هرمون الذكورة.

ولكن السؤال المباشر الذي قد يتبادر إلى الذهن الآن، ما هي علاقة أكياس المبايض بتأخر حدوث الحمل؟

فبالرغم من أن كيس المبيض قد لا يؤثر في الإنجاب ولكن تعدد الأكياس قد يؤثر على دورة التبويض مما قد تؤثر في قدرتك على الإنجاب.

كما أن قدرة المرأة على الإنجاب ستتأثر في حالة خضوعها للعلاج بالحبوب أو الهرمونات (حبوب منع الحمل) والتي قد تُعطى بواسطة الطبيب كأحد العلاجات الهامة لتنظيم الدورة وبالتالي لعلاج الأكياس الوظيفية للمبايض أو تكيسات المبيضين حيث إنها توقف التبويض تماماً بما يعني عدم قدرة المريضة على الحمل طوال فترة العلاج.. ولكن بعد انقضاء فترة العلاج وزوال الكيس من المبيض وبعد أن يوقف الطبيب المعالج العلاج بالهرمونات ستستعيد المرأة القدرة على الإنجاب مرة أخرى.

ويضيف د. أشرف يونس أنه قد يقرر الطبيب عدم جدوى العلاج بالهرمونات ويقرر إجراء الجراحة وقد لا يكتفي بإزالة الكيس ويزيل المبيض بالكامل في بعض الحالات التي تدمر فيها أكياس المبيض تماماً بحيث يضمر لدرجة لا يمكن فيها فصل نسيج المبيض عن الأكياس مما يعني ضعف القدرة الإنجابية لدى المرأة. كما أنه قد تحدث مضاعفات من الجراحة مثل حدوث التصاقات بقناة فالوب مما يؤثر على قدرتها على أداء وظيفتها الفسيولوجية.

لذلك المتابعة مع أطباء ذوي خبرة في هذا المجال تحسن من نسب الشفاء بدون التأثير على القدرة الإنجابية لدى المريضة.. حيث إنه يمكن الآن إجراء الجراحات عن طريق المنظار وبذلك تقلل من نسبة المضاعفات المحتملة.

ويجب أن تعلم المريضة أن وجود كيس على المبيض لا يعني بالضرورة إجراء جراحة لاستئصاله، ولكن يجب أن يكون القرار عن طريق طبيب موثوق به لأن ذلك يعتمد على عدة عوامل منها حجم الكيس وشكله في أشعة الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي واستمرارية هذا الكيس أو زيادته في الحجم والأعراض المصاحبة لوجوده.

وهناك عدة أنواع لأكياس المبيض منها:

أكياس المبايض الوظيفية حيث يظهر ويختفي تماماً بدون أية أعراض أو مضاعفات تذكر.

الكيس الأصفر Corpus luteum أيضاً يظهر ويختفي غالباً بدون أعراض بدون علاج أو مضاعفات.

كيس نزيفي وهو عادة ما يكون كيساً يحتوى على دم أو ينزف دماً ولذلك سُمي نزفياً أو نزيفياً وعادة ما يصاحبه الآلام بالحوض وقد لا يحتاج لعلاج إلا إذا زاد في الحجم أو صاحبه مضاعفات مثل الألم الشديد نتيجة لالتفاف الكيس حول نفسه أو حدوث نزيف شديد بالكيس.

ومن الأنواع الأخرى كيس البطانة المهاجرة وهو من أشهر الأسباب التي قد تؤخر حدوث الحمل حيث إنه قد يصاحبه وجود بطانة رحم مهاجرة في الحوض في مناطق متفرقة.. ومن الأورام الحميدة الشائعة في المبايض الكيس الجلدي أو Dermoid cyst وهو كيس يتكون أساساً من خلايا جينية.

وأخيراً يقول د. أشرف يونس إن أكياس المبيضين هي موضوع بسيط قد يكون نتيجة لاختلال الهرمونات بالجسم أو قد يكون السبب لحدوث هذا الاختلال وبالتالي تأخر حدوث الحمل وعلاجه يحتاج حكمة من الطبيب المعالج الذي يجب أن يكون ذا خبرة حتى يستطيع أن يضع الأمور في نصابها الصحيح ويضع خطة العلاج المناسبة سواء دوائية أو جراحية (بالمنظار أو عن طريق فتح البطن) حتى يحقق للمريضة أعلى فائدة ويجنبها الجراحة أو نظاماً علاجياً قد يضر أكثر مما يفيد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد