Al Jazirah NewsPaper Wednesday  17/06/2009 G Issue 13411
الاربعاء 24 جمادىالآخرة 1430   العدد  13411
الصيف وأحلامه..
محمد الدبيسي

 

لم نعد نطالع ذلك السباق (البديع) بين المناطق.. عند بدايات محرقة الصيف في الإعلان عن مهرجاناتها الصيفية.. التي كانت تصم بها حواسنا كل عام.. وتُمنينا كل منطقة.. بأنها الأحسن والأحرص على رفاهيتنا.. وأن (الصيف) فيها.. ربيع لا ينتهي..! وهي بذلك ضد قانون الطبيعة.. وحقيقة مناخنا (القاري).. الحار الجاف صيفاً.. البارد شتاءً..كما علمونا في المدارس..

** وفي الصيف الموعود.. تكثر حالات انقطاع التيار الكهربائي.. وتشح المياه.. ويشتد الحر والقر.. إلى حد تتمنى فيه.. لو أن جهود (المتسابقين) على توفير الرفاهية الصيفية لنا.. اتجهت إلى إعادة تأهيل محطات الكهرباء.. وزيادة قدرتها الاستيعابية والرقابة عليها.. وتحديث بنية محطات تحلية المياه.. بدل السباق المحموم على إيهامنا بصيف منعش بلا مقومات.. عدا مواسم التسوق.. التي تتحول فيها (المدن).. إلى مجاميع تجارية واستهلاكية.. هدفها استنزاف جيوب الناس..لا رفاهيتهم والتنفيس عنهم..

** نهم استثماري حاد وسعار رأسمالي عولمي.. أضحت معه مدننا؛ كيانات مصرفية.. في كل ناصية جهاز صراف آلي.. وبين كل صراف وصرَّاف.. صرَّاف..!

محاط بلوحات دعائية للجبنة والحليب والأحذية.. وشركات الجوَّال وجديد فخاخها وإغراءاتها السيَّالة.. و(البلديات) تقبض قيمة المكان.. وعيوننا تتكبد احتلال فضائها بهذه المظاهر......!

** مهرجانات الصيف.. تمثل جزءاً من الطموحات (التنموية) الاستقطابية للمناطق.. كل (منطقة) تريد أن تكون الأكثر ازدحاماً.. والأعلى دخلاً.. بلا منظم إداري.. وبلا تفكير

أو تخطيط استراتيجي واع.. وبلا تكامل أو تنسيق.. هدفها: (الجذب السياحي) الذي كان بين تلك المناطق.. مشاعاً تائهاً كل يدعي أحقيته وامتلاكه.. أما وقد أصبح للسياحة (كيان مؤسسي) مستقل.. من أنبل مخرجاته رائد الفضاء.. وقيِّم السياحة المسؤول.. إذ لا تجد في تصريحاته استغفال للناس.. ولا افتئات على طبيعة الواقع.. وحقائق الأشياء..

** يتنقل من منطقة إلى أخرى.. ويواكب مهامه ويباشر مسؤولياته..ويعي الفروق بين المناطق والاختلاف بين البيئات.. تنم أحاديثه عن مصداقية وواقعية واحترام عقول الناس..

وإدراك لمقتضيات الحديث.. وأبعاده وتداعياته..

** منذُ سنوات قليلة يعمل بصمت.. بلا وعود مجانية وبلا دوافع انفعاليه من حماسة مؤقتة.. استقطب كادراً إدارياً متخصصاً.. وشرع معه في صياغة خطط نظرية.. ومشاريع عمل بدأت نماذجها التطبيقية في استهلال الحضور.. أوقف الهدر المجاني ل(لمهرجانات الصيفية) المزعومة.. وبدأ في التأسيس ل(ثقافة وصناعة السياحة).. بوعي جدير بالاحترام.. لهذين (الخطين) ومساراتهما..



**.. وإذا ما كان لهذا القيادي الفتى من منقبة تذكر.. فهي واقعيته وموضوعيته،.. في التعاطي مع مسؤولياته ومجالها.. ومقتضيات وظيفته وموقعه التنفيذي.. إنه (مسؤول) يحترم عقول الناس.. في وقت هم أحوج ما يكونون فيه.. إلى من يحترم وعيهم وعقولهم..ولا يبيعهم الأحلام والأماني.. والكلام الجميل.. ويفتن عيونهم بالمجسمات الخرافية.. والتصورات المتخيلة..

** إن مسؤولاً يتمتع بهذه المقومات.. قمين بأن يحقق الله على يديه.. بعض ما يحتاجه الوطن.. ويتطلع إليه المواطن.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد