Al Jazirah NewsPaper Friday  19/06/2009 G Issue 13413
الجمعة 26 جمادىالآخرة 1430   العدد  13413
إيمان.. وثقة.. وأخذ بالأسباب
صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز

 

إن من سمات ولاة الأمر المسلمين العظام الإيمان المطلق بالله عز وجل، والاعتقاد الجازم بأن الباري تبارك وتعالى هو مدبر الكون، وأنه على كل شيء قدير.. وبهذا التوجه الإيماني الراشد تكبر الثقة بالنفس للمضي قدماً بكل قوة واقتدار لعمل كل ما من شأنه الفلاح والصلاح في الدارين، وأن مؤدى ذلك هو الأخذ بالأسباب؛ لأن الإنجازات والطموحات لا تتحقق بمجرد التمنيات وإنما باستشراف آفاق المستقبل وإعداد كل ما يلزم إعداده والتخطيط له وفق إستراتيجية شاملة لها أبعادها ومراميها المختلفة من أجل تقدم الوطن وللارتقاء بالمواطن لمستوى معيشي أفضل وتنويره بالعمل النافع وتبصيره بكل ما يدور حوله من قريب أو بعيد؛ ليكون على دراية تامة، وبما يجب أن يراعيه وأن يلتزم به للمحافظة على المكتسبات ولتنظيم أمور الحياة من حسن إلى أحسن وفق مفهوم الأمن الشامل للتمكين للاستقرار والوئام الذي هو من أهم مرتكزات التكامل المجتمعي والإنساني.

وإذا عدنا إلى مضامين خطط التنمية الخمسية للمملكة العربية السعودية التي بدأت منذ نحو أربعين عاماً والتي ما تزال منتظمة ويجري العمل بموجبها نلحظ أن محورها وجوهرها هو المواطن؛ لأنه بالقدر الذي يكون عليه من تفاعل مع الشأن التنموي تعظم النجاحات وتأتي أكلها بما يعود بالنفع العميم على المجتمع السعودي.. وهذا ما تبناه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وعضده الأيمن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية - حفظهم الله- والذين يواصلون الليل بالنهار على درب تحقيق المزيد من التقدم والازدهار حتى غدت بلادنا - ولله الحمد- مثالاً يحتذى أمناً واستقراراً ورخاء ورغد عيش، كما أن مكانتها إقليمياً وعربياً وإسلامياً ودولياً في خط بياني متصاعد لتمسكها بالثوابت وبنهجها السياسي الذي يعتمد الاعتدال وعدم التدخل في شؤون الآخر واعتماد لغة الحوار وترسيخ الاستقرار العالمي والتكاتف ضد الإرهاب بكل صوره وأشكاله وتوفير الطاقة بتوازن لمصلحة المنتج والمستهلك على حد سواء، وهذا هو ديدن المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - لذلك، فإن ذكرى البيعة التي نحتفي بها اليوم بحلول السادس والعشرين من جمادى الثانية1430هـ هي بمثابة وقفة تأمل لنستذكر ما أنجزنا للبناء عليه فيما نعتزم التخطيط مستقبلاً وبكل ثقة واقتدار.. والله الهادي إلى سواء السبيل.

مساعد وزير الثقافة والإعلام



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد