Al Jazirah NewsPaper Friday  19/06/2009 G Issue 13413
الجمعة 26 جمادىالآخرة 1430   العدد  13413
حضور محلي وعالمي
د. حمد بن محمد آل الشيخ

 

سيسجل التاريخ وسيتناقل الأجيال كامل العوامل والمسببات التي جعلت واقع الأزمة المالية العالمية أخف ضرراً في المملكة.. سيقول الجميع إن عدم تأثر المملكة المباشر بهذه الأزمة التي يكتوي العالم أجمع بآثارها السلبية اليوم، يعود للسياسات الحكيمة التي انتهجها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله).

واليوم تحل الذكرى الرابعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين ملكاً على البلاد، وتحل هذه الذكرى في زمن يشد العالم من أزره ويربط أحزمته، وتفلس مؤسسات وتتأخر مشروعات وتزداد الأوضاع المالية سوءاً.. أما في المملكة فلا!

فبالأمس القريب يدشن الملك المفدى عشرات المشروعات بمليارات الريالات في الجبيل الصناعية، وتستمر عجلة التنمية في ركضها في كافة البلاد حسب ما وضع لها من خطط وبرامج ووفق تطلعات كافة المواطنين وبمتابعة وتوجيه من ملك البلاد، وجميعنا يتذكر توجيه الملك المفدى للوزراء في ميزانية الدولة قبل الماضية عندما حث الوزراء على سرعة تنفيذ المشروعات، مؤكداً (حفظه الله) ألا عذر لأحد في توقف أو تأخير تنفيذ أي مشروع.. إنها السياسة والجدية والنهج السليم في بناء الوطن والمواطن.

أربع سنوات مرت على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد، وفي هذه السنوات الأربع تحقق ما يصعب تحقيقه في هذا الزمن القصير وفي كافة الأصعدة المحلية والخارجية.. أربع سنوات والعالم ينظر إلى المملكة كدولة (حكيمة) تتبع سياسة تستوجب حضورا أعظم زعيم دولة في العالم للاستفادة منها وأخذ المشورة من قائدها، لم يكن أمراً يمر على أحد مرور الكرام أن يختار الرئيس الأمريكي باراك أوباما المملكة لتكون أول دولة عربية يزورها، ولا يتحرج من القول إنه حضر لأخذ المشورة من خادم الحرمين الشريفين.. أربع سنوات وحوار الأديان ينطلق من لسان وفعل الملك المفدى ليتردد صداه في أصقاع العالم، وتعقد الندوات والمؤتمرات العالمية لتحقيق هذه الرؤية الإنسانية النبيلة.. أربع سنوات صارت فيها المملكة من الدول العشرين الأقوى في العالم وعضو في قمة العشرين.

هذا جزء مما تحقق في أربع سنوات على الصعيد الخارجي، وفي شأننا المحلي يطول الحديث ويصعب حصر ما تحقق، ففي السنوات الأربع الماضية حققت المملكة أعلى ميزانية في تاريخها، وازدادت رواتب الموظفين في كافة المؤسسات المدنية والعسكرية، ومجلس الشورى صار اليوم بفضل تضاعف أعداد أعضائه عضدا قويا لتقديم الرأي والمشورة للحكومة ممثلة في مؤسساتها، وفي بقية المجالات الصحية والاجتماعية والتنموية كافة، صارت المشروعات شاهدة وشامخة على ما تحقق في زمن يصعب تحقيقه في بقعة أخرى من العالم، وفي الشأن التعليمي، يعجز اللسان وتجف الأقلام عن وصف ما تحقق، فجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث والتوسع في افتتاح الجامعات والكليات الحكومية والأهلية، ومعها الكثير من القرارات والمشروعات التعليمية في مختلف المراحل جعلت العالم يقف بتعجب وانبهار وإعجاب لما تحقق لهذه البلاد من (معجزات) في سنوات أربع.

إن أول كلمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (أطال الله في عمره) عقب توليه الحكم في البلاد حملت همه في تحمل الأمانة والتي أحسن أداءها بتوفيق من الله، وتحقق ويتحقق له ما أراد من خدمة المواطنين كافة بلا تفرقة كما كان يصبو إليه (حفظه الله).

عميد معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك سعود



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد