Al Jazirah NewsPaper Friday  19/06/2009 G Issue 13413
الجمعة 26 جمادىالآخرة 1430   العدد  13413
افتتاح أكبر الجامعات البحثية سبتمبر المقبل
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية صرح تعليمي متميز

 

جدة - فهد المشهوري - تصوير - خليل حدادي

كما غير النفط مستقبل المملكة الاقتصادي وجعلها في مصاف الدول الاقتصادية الكبرى، وذلك منذ السبعينيات ميلادية حتى أدخلها قمة العشرين، فإن مستقبل المملكة للمنافسة في العلم والمعرفة سيسجل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك لتبنيه ورعايته لأهم مشروع تعليمي تنموي تشهده بلادنا في العقود الأربعة الأخيرة، فمنذ افتتاح جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كأول صرح تعليمي نوعي في منتصف الستينيات الميلادية من القرن العشرين، لم تشهد المملكة مشروعاً تعليمياً متميزاً بالفكرة والنوعية نفسيهما، وربما أفضل بحكم الفارق الزمني حتى أعلن عن تأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي تعد من أكبر المشاريع العلمية في تاريخ السعودية، وواحدة من أكبر الجامعات البحثية على مستوى العالم.

جامعة عالمية

وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية هي جامعة للدراسات العليا البحثية من طراز عالمي يجري إنشاؤها في منطقة مكة المكرمة بمدينة ثول التي تبعد عن جدة مسافة 90 كيلو متراً وتتطلع إلى عصر جديد من الإنجازات العلمية في المملكة والمنطقة والعالم. وبوصفها جامعة مستقلة ومؤسسة قائمة على الجدارة، فسوف تعتمد الجامعة العديد من أفضل الممارسات المتبعة في جامعات بحثية رائدة لتمكين صفوة الباحثين من أنحاء العالم ومن كل الثقافات من العمل معاً لإيجاد الحلول المناسبة للتحديات العلمية والتقنية. كما ستسهم شبكة البحث والتعليم العالمية في الجامعة في دعم المواهب المختلفة سواء داخل الحرم الجامعي أو في الجامعات والمؤسسات البحثية الرائدة الأخرى من خلال اتفاقيات للتعاون البحثي والهبات والمنح الدراسية للطلاب. ويشغل الحرم الجامعي الرئيس للجامعة مساحة تزيد على 36 مليون متر مربع على ساحل البحر الأحمر بالقرب من مدينة رابغ، ومن المقرر افتتاحه في شهر سبتمبر 2009. حيث ستكون هذه الجامعة نقطة تحول تاريخي في مسيرة المجتمع السعودي التعليمية لو سارت وفق التصور الذي خطط له. فبمثل هذه المشاريع يمكن تأهيل أجيال قادرة على خدمة بلادها ومشروعها التنموي والحضاري المأمول. فقد غدا ارتفاع نوعية التعليم أحد أهم الفوارق التي تميز الشعوب والأمم عن بعضها بعضاً.

ويجري إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتكون جامعة دولية للأبحاث على مستوى الدراسات العليا تكرس جهودها لانطلاق عصر جديد من الإنجاز العلمي في المملكة ويعود أيضاً بالنفع على المنطقة والعالم، وهي تحقيق لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي راودته منذ عشرات السنين.

وقد توشحت جامعة الملك عبدالله هذه الأيام استعداداً لافتتاحها بـ 11000 نخلة تم غرسها على طول شوارعها الرئيسة والفرعية وفي ملاعب الجولف وعند مداخل الجامعة وفي الساحات أمام المرافق في إطار الأعمال الإنشائية التي تتم حالياً في الموقع الذي كان بالأمس صحراء ليتحول اليوم إلى واقع حقيقي يعيشه كل من شاهد ورشة العمل القائمة هناك لإنجاز المشروع في موعده المحدد خلال شهر سبتمبر من العام الجاري.

مبانٍ أنجزت

فهناك مبانٍ اكتمل إنشاؤها بنسبة 100% مثل: مراكز الأبحاث ومبنى الخوارزمي للعلوم والرياضيات ومختبرات البحوث وقاعة العلوم والهندسة ومبنى الإدارة، فيما يجري العمل في التشطيبات وواجهة مباني الجامعة تم تشكيلها وترصيفها وزراعتها ووضع المجسمات فيها وربطت بالطريق الرئيس للجامعة وكذلك المباني المدرسية ومركز التسوق والأحياء السكنية يذكر أن المشروع يحتوي على ست مدارس وثلاث حاضنات وتم الانتهاء من الجزء الأول من القناة بنسبة 100% وتم إطلاق مياه البحر فيها وأخذت شكلها النهائي فيما يجري العمل في تجهيز الجزء الثاني الذي يخلق جزيرة الصفا السكنية. أما فيما يتعلق بالمشاريع الترفيهية فقد تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لخمسة مبانٍ ترفيهية للسكن وأنجز ما نسبته 75% من الأعمال التشطيبية النهائية وتحوي تلك المراكز ثلاثة عشر مرفقاً ترفيهياً تقدم خدماتها مجانياً لمنسوبيها من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلبة وأسرهم وموزعة في مواقع مناسبة بالمناطق السكنية الثلاث وستكون جاهزة للخدمة قبل سبتمبر 2009 والمرافق تشتمل على - ثلاث برك سباحة كاملة التجهيز وجدر تسلق صخور وعدد من طاولات بلياردو، وسنوكر وملاعب إسكواش وملاعب كرة مضرب وبادمنتون وكذلك مجمع بولنغ 24 حارة، بالإضافة إلى ملاعب بيسبول ومضامير ألعاب قوى وقاعات تدريب لياقة ورفع أثقال وملاعب تنس وملاعب كرة سلة ويعد ملعب الجولف العشبي من طراز عالمي ويقع إلى الشرق من الجامعة بمحاذاة الأحياء السكنية من الشرق، وقد تم الانتهاء من أعماله الإنشائية بنسبة 100% وتم تركيب شبكة أنابيب ري المساحات الخضراء والأشجار وقد تم الانتهاء من زراعة الأرضيات بالنجيلة الطبيعية وتجميله بمئات من أشجار النخيل وتم إنجاز 90% من برك السباحة ورصفت جوانبها بالأحجار وعبدت ورصفت الشوارع المحيطة بملعب الغولف وتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لمبنى نادي الغولف والعمل جارٍ في تشطيباته النهائية ويحوي ملعب الغولف تسع حفر. وتهدف هذه المرافق إلى تمكين منسوبي الجامعة من ممارسة رياضات منوعة ومختلفة تناسب كل الأذواق والأعمار.

جامع الملك عبدالله

وتقف مآذن جامع الملك عبدالله شامخة الذي ربما يكون من أوائل المنشآت التي سيتم تسليمها في غضون بضعة أشهر حيث اكتملت أعمالها الإنشائية بنسبة 100% فيما يجري العمل للانتهاء من إضافة اللمسات الأخيرة وقد وصلت نسبة الإنجاز في الأعمال التشطيبية 95%، الجدير بالذكر أنه يستوعب 1500 مصلٍ وتم تركيب النجف وتجهيز المحراب، ومن المؤكد أن يصل السجاد الخاص بفرش أرضية المسجد من تركيا والمسجد مصمم على شكل قباب داخلية وكل قبة تحوي عدداً من النوافذ للإضاءة الطبيعية وبه ساحة خارجية تشرف على القناة المائية ويجري العمل حالياً على تركيب عددٍ من النوافير وأعمال الجبس والتبليط الخارجي كما تم الانتهاء من المساجد الأربعة الأخرى. أما الاستاد الرياضي فقد تم الانتهاء من تشييد وبناء مدرجاته الجنوبية والغربية. ويتسع لـ 5000 متفرج.

مجلس الأمناء

ويحكم جامعة الملك عبدالله مجلس أمناء مستقل دائم ويدعمها وقف يبلغ عدة بلايين من الدولارات، وهي تقوم على أساس الجدارة وترحب بالرجال والنساء من جميع أنحاء العالم، حيث إن أحد أهم شروط قيام صروح علمية وبحثية متطورة ومتميزة هو استيعابها مختلف الأفكار وإطلاقها العنان لحرية التفكير. وعلى هذا جاء تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس الفخري لمجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية - عند استقباله أعضاء مجلس الأمناء بقوله (إن هذه الجامعة ستكون مركز إشعاع حضاري يضيء بأسباب النهضة والتقدم لصياغة مستقبل أفضل للإنسان، مؤكداً أن هذه الجامعة ستستوعب كل الأفكار والثقافات وفق رؤية تنسجم مع روح العصر ورسالة الدين وأن الهدف من تأسيس هذه الجامعة قيام اقتصاد معرفي هدفه تنويع مصادر اقتصادنا الوطني.

حيث بدأت الجامعة بداية صحيحة بتشكيل مجلس أمناء من شخصيات عالمية يشكلون الهيئة المستقلة التي تشرف على إدارة هذه الجامعة الجديدة ومراكز أبحاثها، ومنح هذا المجلس صلاحيات كاملة كهيئة مستقلة للارتقاء بالجامعة إلى مستوى الرؤية التي تأسست عليها حيث نجح المجلس في تعيين أعضاء هيئة التدريس من ذوي الخبرة العلمية وأصحاب التميز الأكاديمي في مختلف التخصصات للتدريس في الجامعة بما يتوافق مع طموحات هذه المنارة المشعة وأهدافها المثلى، وبما ينسجم أيضاً مع مجالات الدراسات فيها كجامعة معنية بالعلوم والأبحاث والتقنية نظرياً وتطبيقياً. حيث أطلقت برنامج (الشَّراكةَ البحثية العالميّة)، وذلك بتوقيع اتفاقيات شراكة مع خمسة مراكز بحثية، واثنَيْ عَشَرَ رئيس فريق بحثٍ، وعشرين باحثاً يعملون في مجالات علمية وهندسية تعدّ محورية لرسالتها كبحوث تحلية المياه وعلوم الكومبيوتر والرياضيات التطبيقية، وعلوم الحياة الخاصة ببيئة البحر الأحمر، وأبحاث الطاقة والهندسة الحيوية، والنانوتكنولوجي، تهدف جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية إلى تأسيس جامعة من طراز عالمي للبحث والتعلم في مجالات عدة هي: الطاقة كتوسيع نطاق كفاءة الاقتصاد النفطي، الاحتراق النظيف، عزل الكربون، النظم الهجين، علوم وهندسة المواد الجزيئية كالتطبيق على الطاقة، العلوم البيولوجية وغيرها من الصناعات المهمة للمملكة العربية السعودية والمنطقة، العلوم الحاسوبية والرياضيات التطبيقية كالتطبيق في مجال الطاقة، علم الأحياء، الصحة البشرية والبيئة والصناعة، علم الأحياء الجزيئي، علم الجينوم كالزراعة وتربية الأحياء المائية، والصحة العامة.

ولم يكن اهتمام المليك بهذه الفكرة وليد الساعة، بل كان حلماً تطلع لتحقيقه منذ 25 عاماً. وقد أصبح هذا الحلم، بحمد الله، واقعاً يحمل الصفة العالمية والإنسانية. لقد قيض الله عز وجل هذا الملك بقلبه الكبير ونفسه الرفيعة ليكون خادماً لشعبه وللإنسانية. فمن يتأمل حديثه يجد خدمة الإنسانية حاضرة في أهداف مشاريعه، رأيناها في الطب ونراها في التعليم الآن. والملك يستمد هذا الشعور الإنساني الصادق من عقيدته الإسلامية. وظهر ذلك جليا عند تأكيده الهدف من إنشاء هذه الجامعة. فقد أكد أن الهدف: (هو التأسيس لقيام اقتصاد معرفي يهدف إلى تنويع مصادر اقتصادنا الوطني، ويكون جسراً للتواصل بين الحضارات،

ويضم المجلس الاستشاري لجامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا كلاً من الدكتور خالد سلطان، مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران والبروفيسور أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل ومدير مختبر علوم الجزيئات والفيزياء الحيوية بمعهد كاليفورنيا التكنولوجي بالولايات المتحدة الأمريكية والبروفيسور فرانك رودز، الرئيس السابق لجامعة كورنيل بالولايات المتحدة الأمريكية والسير ريتشارد سايكس، رئيس الكلية الملكية بالمملكة المتحدة والدكتور أوليفيي أپير، رئيس المعهد الفرنسي للبترول بفرنسا والبروفيسور هيروشي كومي ياما، رئيس جامعة طوكيو باليابان والبروفيسور شيه تشون فونغ، رئيس الجامعة الوطنية بسنغافورة والدكتورة كارين هولبروك، رئيسة جامعة ولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية والدكتور فقير كوهلي، الذي عمل سابقاً بالمعهد الهندي للعلوم في بانجلور، وحالياً في الإدارة التنفيذية في دار تاتا للاستشارات بمدينة مومباي في الهند والدكتور فرانك بريس، الرئيس السابق للأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد