Al Jazirah NewsPaper Friday  19/06/2009 G Issue 13413
الجمعة 26 جمادىالآخرة 1430   العدد  13413
منجزات تشرح الصدور

 

تعود بنا الذاكرة إلى أربع سنوات مضت عندما هب القاصي والداني لبيعة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- إنها صور ذهنية ارتسمت في ذاكرة الأجيال، فهي صور الإجلال والتقدير والولاء، نعم الولاء لرجل يستحق من شعبه كل وفاء، إنه الحب المتبادل بين القائد والشعب، لقد كانت مظاهر البيعة تحمل بين طياتها معاني الإخلاص، وقد دام إخلاص الشعب للقائد؛ فالشعب مع الملك في منجزاته وأمنياته وتوجهاته، فالملك يسعى لخير شعبه طيلة السنوات الأربع، ويطمح في رقي هذا الشعب النبيل، بل إن عبدالله بن عبدالعزيز يشعر الآخرين بأنه واحد منهم؛ فالتواضع يلازمه والقرب من الناس سمة من سمات خلقه النبيل.

لقد عزم الملك على بناء الإنسان السعودي، ففتح في كل إمارة جامعة، وبما أن المباني المستأجرة لا تؤدي الغرض التربوي فقد أمر أن يبنى مقر دائم للجامعة في كل إمارة، فبدأ البناء وقطع مراحل متقدمة، لقد أصبت بالدهشة عندما وقفت على العمل في واحدة من جامعات بلادي هي جامعة الجوف، مدينة جامعية كاملة يتواصل العمل في جميع مرافقها من كليات وإدارة، ومرافق أخرى، إنه عمل متواصل لا يعرف التواني والتخاذل، ونحن نتوقع أن تنجز تلك الأعمال الجليلة خلال سنوات قليلة، وفي الرياض العاصمة نقف على مباني جامعة الإمام التي يتقدم الإنجاز فيها يومياً، فنعرف أن الجد في العمل يوصل إلى النجاح فيه بإذن الله، إن أوامر الملك تترجم إلى أفعال من خلال عمل الرجال المخلصين، لقد عزم القائد على البناء في كل مرفق يخدم أبناء الوطن أو يخدم المسلمين عامة، ومن خلال هذه النظرة أمر بتوسعة المسعى بعد موافقة المختصين في الأمور الدينية من أبناء المملكة العربية السعودية أو من أبناء المسلمين عامة، وقد تمت التوسعة بعد أن صرفت عليها الأموال الطائلة، إن كل مرفق يسهل على المسلمين حجهم أو عمرتهم لا يتوانى خادم الحرمين الشريفين في تسهيله وتهيئته، قد شاهدنا التوسعة الأخيرة للمسعى: كيف سهلت السعي لمئات الآلاف من المسلمين، إنها أعمال جليلة يبذل فيها المال بسخاء من أجل إتمام أمور العبادة في أطهر بقعة على وجه الأرض، وكما اهتم خادم الحرمين بالمسعى اهتم بالجمرات، والاهتمام بالجمرات قديم، ولكن خادم الحرمين الشريفين وفق إلى الصواب، فوسعت ممرات الرمي وتعددت الطوابق وعظم البناء ليتحمل الكثافة البشرية في أيام الحج، والعمل في الجمرات يسير على قدم وساق، وخادم الحرمين يتابعه لأن تمام الإنجاز فيه إحياء للنفوس، فكم من أنفس فارقت الحياة بعد صلاة الظهر من يوم العيد وفي ظهر يوم التعجل، ونحن نؤمل من بناء خادم الحرمين الشريفين المتابع للجمرات خيرا كثيرا للمسلمين، يحفظ عليهم أنفسهم، في تأدية مريحة لشعيرة من شعائر الحج في أيامه الثلاثة؛ حيث الإقامة في منى ورمي الجمرات، إن بناء الجمرات عمل جليل لا يقدره إلا من عانى مشقة الوصول إلى حوض الرمي، وفق الله إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين إلى كل عمل جليل يسهل للمسلمين أمور حجهم وعمرتهم وزيارتهم للمسجد النبوي في المدينة المنورة.

ومن إنجازات خادم الحرمين الشريفين الحوار والحوار يقرب القلوب المتنافرة ويطلع كل فئة على ما عند الفئة الأخرى، فتتآلف القلوب ويزول الشك، ومن ثمرات الحوار أنه يحفز المسؤول ويحثه على العمل فهو يستعد للقول عن إنجازاته في عمله إما مدافعاً أو موضحاً، والطريقة التي تبناها الحوار في انتقاله من مدينة إلى أخرى طريقة جيدة؛ فمعالجة المشكلة الصحية في بلد المشكلة أفضل بكثير من معالجتها في مكتب الوزير أو المدير، فأهل البلد الذين يعيشون المشكلة يشعرون بالطمأنينة، ويرون جد المسؤولين وأن مشكلتهم في طريقها إلى الحل، فهذا التنقل من قبل هيئة الحوار من بلد إلى بلد آخر جعل للحوار قيمة منظورة، فالمعالجات لمشاكل المجتمع مفيدة وإن كانت الثمرة أقل مما يتوقعه الناس، إن خادم الحرمين الشريفين قد وضع ثقته في رجال أكفاء مهمتهم رفع ما يتوصل إليه الحوار في أي بلد، فيعرف ولي الأمر مشاكل الناس عن طريق الأخذ والعطاء، أما استدامة التنافر فليست من سمات مجتمعنا الذي يسعى إلى الخير وينشده عند صاحبه أياً كان، لقد أشار خادم الحرمين الشريفين في خطاب له إلى تصنيف الناس فلم يرض عنه، وذلك التصنيف ناتج عن الجفاء، فإذا اجتمع الناس وتحاوروا انكشف الخفي وانجلى المبهم وظهر الغامض، إن الحوار الوطني الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين له ثمرات آنية وثمرات قد تتحقق مستقبلاً إذا حسنت النيات وباحت الألسن بما في القلوب، لقد احتوت بعض الكتب على عبارات قد تؤوَّل، فإذا عرضت على مؤلف الكتاب وشرحها للمستمعين زال اللبس حولها، وانكشف ما كان خافياً من معناها.

ومن منجزات خادم الحرمين الشريفين مشروع السلام الذي غصّت به إسرائيل، وعرف بالمبادرة العربية، فعندما قدم خادم الحرمين الشريفين مشروعه للقمة العربية تبنته القمة العربية وأصبح مشروعاً عربياً أحرج إسرائيل أمام العالم، وما زال هذا المشروع يحرج إسرائيل في الأمم المتحدة وفي المنتديات الأممية فعرف العالم أن إسرائيل لا ترغب في السلام، فتحولت الأنظار عن العرب واتجهت إلى إسرائيل حيث عرفت بالعقبة أمام السلام في منطقة الشرق الأوسط، فخادم الحرمين الشريفين رافع راية السلام، يحب الخير للإنسان، فهو ملك الإنسانية، يأمر -حفظه الله- بالمساعدات للبلاد المنكوبة في أي قارة فالمساعدة إنسانية، ولذلك نشاهد طائرات الإغاثة السعودية في بلدان بعيدة، كما نشاهدها في بلدان قريبة.

ومكانة خادم الحرمين الشريفين مكانة مرموقة في المنطقة العربية وعلى مستوى العالم، فزيارة أوباما للمملكة في هذه الأيام دليل على تقدير أعظم دولة في العالم لخادم الحرمين الشريفين، لقد افتتح أوباما زيارته للمنطقة بالمملكة العربية السعودية تقديراً منه لجهود خادم الحرمين الشريفين في مجالات السلام والاقتصاد وتوطيد الأمن في العالم، ومكانة المملكة أبرزتها أزمات العالم فهي الدولة المعتدلة، ولذلك دعيت لقمة العشرين لأن اقتصادها ثابت ولم تعصف به العاصفة التي عمت معظم دول العالم.

وإذا كنا نعلم أن خادم الحرمين الشريفين يعمل ليل نهار فإن بناء الوطن لن يقف عند حد، فطموح المملكة العربية السعودية ليس له حدود، وهذا الطموح تعترضه عقبات منها عدم استيعاب الجامعات للطلبة مع وجود الجامعات الأهلية، وهذه العقبة ملازمة التعليم العالي وليس لها وجود في التعليم العام، فلم نسمع بأزمة قبول في التعليم العام بينما الأزمة تلازم الجامعات منذ سنين، مما اضطر كثيرا من الطلاب إلى الدراسة في الأردن والبحرين ودبي، ومن العقبات التي تعترض طموح المملكة توفير السكن للمواطن، فدخل الفرد لا يتيح له امتلاك منزل فلا بد من حل لهذه المشكلة، ومن العقبات فقدان الشباب في الحوادث المرورية وازدحام السيارات في شوارع المدن مما عطل مصالح الناس، ومن تلك العقبات أزمة المياه في المدن والمزارع هذه العقبات تلازم طموحاتنا وتسير معها عبر السنين، فلعل ملك الإنسانية يجد لها حلاً.

دمت يا خادم الحرمين حارساً أميناً لبلاد الحرمين تصون ترابها وترفع رايتها وتذود الأعداء عنها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد