Al Jazirah NewsPaper Sunday  21/06/2009 G Issue 13415
الأحد 28 جمادىالآخرة 1430   العدد  13415
بيعة مجدد شباب المملكة
سعود بن عبدالله بن طالب

 

من أهم المناسبات الوطنية التي يغتبط فيها الشعب السعودي، ويملؤه الفرح، وتغمره السعادة هي مناسبة ذكرى البيعة، ذكرى بيعة ملك القلوب، وسلطان الإنسانية: خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، نظراً إلى ما لمسه المواطن السعودي، وشاهده، وعاصره من إخلاص هذا الملك القائد، وتفانيه، وبذل أقصى جهوده، وكل وقته في خدمة بلاد الحرمين الشريفين، وفي سبيل إعلاء كلمة الإسلام، وفي سبيل تقدم الوطن، ورقيه، وازدهاره، ورفاهية المواطن، وعزته وكرامته.

وقد شاهد العالم كله بعامة، والمواطنون بخاصة عظمة الأعمال، وضخامة المنجزات التي استطاع القيام بها في غضون أربعة أعوام فقط، في جميع المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، والصحية، وغيرها، ففي المجال الاقتصادي شهدت المملكة تطوراً غير مسبوق تمثل في إنشاء المدن الاقتصادية العملاقة التي أذهلت العالم كله، وجعلت المملكة محط أنظار كبريات الدول الاقتصادية العالمية، وأمنية كبريات الشركات العملاقة ذات الجنسيات المتعددة مما سيعود - بإذن الله تعالى - بعظيم النفع والفائدة على مستقبل المملكة.

وفي المجال الاجتماعي شهد هذا العصر الزاهر ارتفاع مستوى معيشة المواطن، وزيادة رواتب الموظفين، ومضاعفة مخصصات الضمان الاجتماعي، وازدياد معونة الفقراء والمحتاجين، وغير ذلك.

وفي المجال التعليمي شهدت المملكة في السنوات الأربع الماضية تقدماً مذهلاً تمثل في رصد مليارات الريالات لبناء مئات المدارس، وترميم وصيانات آلاف المدارس في مختلف مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي، كما شهدت المملكة تضاعف أعداد الجامعات والكليات لتعم جميع مناطق المملكة ومحافظاتها، كما تم في هذا العصر الزاهر تنفيذ برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للابتعاث الخارجي، وهو برنامج ضخم لم تشهد المملكة نظيراً له من حيث أعداد المبتعثين من الشباب والشابات، ومن حيث عدد الدول المبتعث إليها، وهي أكثر من ثلاثين دولة من أكثر الدول تطوراً ورقياً في مجال التعليم العالي.

أما المجال الصحي فقد أولاه - حفظه الله - عناية فائقة، وذلك بتخصيص مليارات الريالات، لبناء عشرات المستشفيات والمستوصفات، كما تمت العناية العظيمة بتطوير الطب في المملكة، حتى أصبحت في مصاف الدول المتقدمة في مجالات طبية دقيقة كجراحة القلب، وزراعة الأعضاء، وفصل التوائم.

أما على المستوى العربي، والإسلامي والعالمي، فقد أصبح الملك المفدى - حفظه الله - يشار إليه على أنه من عظماء القادة المعاصرين، ومن أكثر الشخصيات العالمية المؤثر في مجريات الأحداث الدولية، ومن أعظم رجالات الفكر السياسي الذين يرجع إلى آرائهم، ويستنار بفكرهم في حل أعقد المشكلات الإقليمية والدولية والعالمية، لما يتمتع به - حفظه الله - من خبرة سياسية عظيمة، وحكمة إدارية واسعة، واطلاع كبير على الأوضاع الدولية، إضافة إلى ما حباه الله به من الفراسة، والحكمة التي يؤتيها الله من يشاء من عباده، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.

ويكفينا أن نورد مثالين مهمين على هذا:

المثال الأول: إنه عندما تهاوت اقتصادات الدول الكبيرة، وتداعت أسواقها، وأوشكت على الإفلاس، وجدنا قادة تلك الدول يفدون إلى المملكة التي لم تتأثر بتلك الأزمات الاقتصادية، للاستفادة من تجربتها، والإنصات إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وآرائه الحكيمة في كيفية التعامل مع هذه التداعيات الخطيرة.

المثال الثاني: إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما أراد إلقاء خطابه الشهير لمصالحة العالم الإسلامي، وإصلاح ما أفسدته الإدارة الأمريكية السابقة، لم يجد بداً من افتتاح زيارته للمنطقة بزيارة المملكة، لأنها مهد الإسلام، وللاستفادة من آراء الملك المفدى، والاسترشاد بتوجيهاته، حتى يؤتي خطابه ثماره المرجوة.

ولاشك أن هذا اعتراف من الدول العظمى بمكانة المملكة العالمية، وبمنزلة قيادته العظيمة، وحكمتها الظاهرة في التعامل مع جميع القضايا.

نسأل الله أن يسبغ على مجدد شباب المملكة، وقائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين ثوب الصحة والعافية، ويشد أزره بولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله ورعاهم -.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

*وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد