Al Jazirah NewsPaper Sunday  21/06/2009 G Issue 13415
الأحد 28 جمادىالآخرة 1430   العدد  13415

في الوقت الأصلي
اللي ما يلحق.. يروح للملحق؟!
محمد الشهري

 

أخشى ما كنت أخشاه هو الانعكاس السلبي لوفرة المعطيات التي تصب في صالح الأخضر لتجاوز نظيره الكوري الشمالي مثل: التاريخ، الأرض والجمهور، الطقس الحار.. إلى ما هنالك من المزايا الواقعية والنظرية.

* تبخرت كل تلك المعطيات وتحولت إلى صخب ملأ الفضاءات بأطنان من الكلام الذي لم يختلف عن الكلام الذي سبق اللقاء من حيث التهويل والمبالغة وافتقاد الموضوعية.

* فالمدرب (العبقري) سابقاً تحول بعد المباراة إلى (أطرش بالزفة)؟!.

* والنجوم الذين راهن تجار الكلام على جدوى إعادتهم لصفوف الأخضر بدعوى إحداث الفوارق.. لم يضيفوا له ما يذكر فيشكر (؟!!).

* ولأن المسألة (كلام في كلام).. فقد سمعت من جهابذة التحليل الفني قبل المباراة ما يدعو للعجب (!!).

* فقد سمعت من يرى بأن على بوسيرو ولاعبيه التسجيل مبكراً.. وهناك من يجادل على أفضلية التسجيل مع بداية الشوط الثاني من المباراة.. في حين أن ثمة من رأى جدوى التسجيل في آخر الوقت، ولكل واحد من هؤلاء فلسفته وكأن الطرف المقابل عبارة عن قطيع من النجاح ما على حسين ورفاقه سوى اختيار الوقت للتسجيل في مرماه (؟!!).

* من مشكلاتنا الأزلية أننا نطالب بمدرب لا يخطئ، ونطالب بلاعبين أيضاً لا يخطئون فيما نحن نرتكب الأخطاء عياناً بياناً دون أن ننتقد أو نحاسب أنفسنا (!!).

* أقسم أنني منذ شاهدت التحشيد المبالغ فيه فضلاً عن حالة الاستنفار القصوى إعلامياً وعلى كافة الأصعدة.. انتابتني حالة من القلق والتوجس إلى حد الترقب من أن يتحول ذلك كله إلى عوامل ضغط على المدرب وعلى اللاعبين مما قد ينتج عنه افتقاد عنصر التركيز المهم والمطلوب في مثل هذه المباريات وهو ما حدث تماماً.. هذا عدا عنف الصدمة لدى أولئك الذين بالغنا في تحشيدهم واستنفارهم، عندما لا تأتي الرياح بما تشتهي سفننا (؟!).

* بالمناسبة: عندما كان (كوزمين) أكثر صرامة في تطبيق الانضباط الدفاعي والقناعة بالقليل من الأهداف.. مع الظفر بالنتائج وتحقيق المبتغى.

* كان هناك من ينتقده ويلومه كثيراً كونه لا يجيد طريقة الزج بأكبر عدد من اللاعبين الذين يجيدون (الفرفرة) ويكثرون من الحركة وسط الميدان بلا بركة على حساب الطرق المثمرة (؟!).

* وها هو المدرب الكوري (المحلي) المتواضع يؤهل منتخب بلاده محدود الإمكانات والقدرات وبأقل مجهود على حساب الأخضر الذي تسيد الملعب بالطول والعرض، وبالكثير من الحركة والفرفرة ولكن دون فكر (؟!).

* خلاصة القول: لا شك في أن ثمة أخطاء فنية.. كما أن هناك أخطاء عناصرية.. فضلاً عن أخطاء متعلقة بنا كإعلام كما أشرت سابقاً تمثلت بالمبالغة في الضغط على المنتخب من خلال الزخم البرامجي طوال الأسبوع الماضي دون هوادة.

* وقبل هذا وذاك.. هي مشيئة الله قضت بألا نتأهل مباشرة.. وإلا لتحقق ذلك من خلال تسجيل واحدة من الفرصة التي أتيحت، أو على الأقل عن طريق احتساب إحدى الجزائيتين.

* (عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم).

نريد النتائج؟!

* الحراك الدائر هذه الأيام سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى الأندية يكاد يكون من الظواهر غير المألوفة, أو غير المسبوقة.

* فالقيادة تعمل على قدم وساق في سبيل إبرام العقود الداعمة والمحفزة للنهوض بالشأن الرياضي وتحقيق التطلعات والتي كان من آخرها عقد (زين).

* والأندية تعمل على عقد الصفقات الفنية والعناصرية الكبيرة.. فضلاً عن استقطاب الكوادر الإدارية المؤهلة والقادرة على مواكبة المستجدات المتسارعة.

* كل هذا يلمسه ويعايشه المتابع سواء عن كثب، أو عن طريق وسائل الإعلام المختلفة.

* وكل هذا جميل ويبعث على البهجة والغبطة ولكن (؟!).

* الخوف، كل الخوف أن تظل هذه التحركات مجرد حبر على ورق.. أو كما قال المثل العربي: (جعجة بلا طحين) لا سيما وأن لنا باعاً طويلاً في فن الاحتفاء والتحمس للفكرة في بداياتها، ولكننا سرعان ما ندير لها ظهورنا للاحتفاء والتحمس لأخرى ما تلبث حتى يكون مصيرها هو مصير سابقاتها وهكذا دواليك (؟!).

* يعني بالمختصر المفيد: نريد أن نشاهد ونلمس ثمار هذا الحراك على أرض الواقع بدءاً من الموسم القادم (إن شاء الله).

يا زينكم ساكتين؟!

* ما الذي يدعو بعض المثقفين وحتى بعض المتثيقفين لاقتحام الساحة الرياضية في أوقات ومناسبات محددة تستدعي حضور من هم أكثر قدرة على طرح الرؤى والأفكار المتخصصة من أصحاب الخلفيات الرياضية المتمكنة (؟!).

* هؤلاء لا نقرأ لهم، ولا يظهرون على السطح الرياضي إلا عند حدوث أزمة ما (؟!).

* ولأن بينهم وبين المجتمع الرياضي (هوة) فئوية سحيقة اصطنعوها بدعوى الترفع عن كرة القدم وأهلها (عنطزة) من عند أنفسهم.

* لذلك لا يحضرون للخوض في الشأن الرياضي بقصد الإصلاح.. وإنما لممارسة التشفي والسخرية، والتعبير عن بعض عقدهم تجاه أشخاص وأندية بعينها.. حتى وأن بعضهم اعترف (بعظمة لسانه) على أن (جدته) تفهم في كرة القدم أكثر مما يفهم هو، ومع ذلك لا يكف عن حشر أنفه في أشياء لا يفقه فيها شيئا (؟!).

* لهذا أقول لهؤلاء: يا زينكم ساكتين.. فقد قالت العرب قديما (أعط القوس باريها).

في ذكرى البيعة

إيه بايعناك قبل أربع سنين

بالمحبة والثقة وانت اهلها

جعل الاربع يكملن بالاربعين

يا ذراها، يا سندها وظلها

الوطن لك وانت له كنز ثمين

(يا بومتعب) يا مجمع شملها


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد