Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/06/2009 G Issue 13418
الاربعاء 01 رجب 1430   العدد  13418
أضواء
استعراض القوة الزائف
جاسر عبدالعزيز الجاسر

 

بمناوراتها العسكرية التي حاولت من خلالها استعراض عضلاتها على مياه الخليج العربي، حاولت إيران تعويض التآكل المستمر في سمعة نظام الملالي بعد الأحداث المتواصلة في شوارع طهران؛ إذ أراد دهاقنة النظام التلويح بورقة إحداث الفوضى في الخليج العربي إن هم فقدوا القدرة على السيطرة داخل إيران..!!

قبل إجراءات انتخابات الرئاسة الإيرانية قدمت عروض أمريكية وغربية لملالي إيران بإعطائهم دوراً إقليمياً على حساب العرب إن هم رضخوا لما يريده الأمريكيون من توظيفهم لخدمة المخططات الأمريكية في المنطقة العربية وفق ما قدموه من خدمات للأمريكيين في العراق وأفغانستان؛ حيث كان للمشاركة الإيرانية في الغزو الغربي لهذين البلدَيْن المسلمَيْن الدور الأساسي لإتمام الاحتلال الأمريكي - البريطاني للعراق، والأطلسي لأفغانستان باعتراف الإيرانيين الذين يحلو لهم تذكير الغربيين والأمريكيين بالذات بما قاموا به من مساعدة لتسهيل احتلال العراق وأفغانستان، وأنهم على استعداد للعب نفس الدور في أماكن أخرى إذا أُخذت مصالح النظام العنصري الطائفي الحاكم في إيران في الاعتبار.

هكذا كانت الإشارات تُرسل من طهران إلى واشنطن ولندن وباريس وحتى برلين، وقد التقطت الحكومات الغربية هذه الإشارات وردت إيجابياً وأعلنت رسائل، تنوعت مصادرها من واشنطن وباقي العواصم الأوروبية، بأن الغرب على استعداد لمنح إيران دوراً إقليمياً حتى وإن كان على حساب حلفاء الغرب باستثناء إسرائيل، ومعنى هذا إطلاق يد ملالي إيران الذين يحملون دعوة نشر التشييع الفارسي الصفوي على حساب العرب والأتراك حلفاء الغرب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية..!!

وجاء الرئيس الأمريكي أوباما الذي أكد هذا التوجه الغربي، ووجّه العديد من دعوات طلب التفاوض والحوار حتى وإن لم يغير النظام وجهه.. ونبرة صوته وتعامله المتنمر مع دول الجوار.

هكذا كان الموقف قبل أحداث ما بعد انتخابات الرئاسة؛ إذ كان الجو مهيأ لقبول (عضو سيئ لجلسة المفاوضات..)، وأكثر من ذلك كانت المكافآت أيضاً جاهزة الدفع: تنصيب ملالي إيران شرطة للخليج العربي؛ لتسهيل مصالح الغرب، مقابل إطلاق أيديهم في نشر مذهبهم الطائفي الفارسي وإعادة مجدهم الإمبراطوري الغابر..!!

كل شيء كان مهيأ لحصول ملالي إيران على نصيبهم من الكعكة حتى جرت الانتخابات وتعارضت إرادة الشعوب الإيرانية مع رغبة الملالي؛ فتختار من لا يرغب فيه الملالي؛ فيضطر النظام إلى تزوير الانتخابات لتحدث الصدامات. ورغم محاولات خنق الكلمة ومنع نشر الحقيقة إلا أنها أبت إلا أن تظهر ويعرف الداني والقاصي ما يحدث في إيران من جرائم بدأت بالتزوير واستمرت في قتل الأبرياء من المتظاهرين وبقر بطون الفتيات وتركهن ينزفن فوق أسفلت الشوارع كما نقلت الأخبار التي تناقلتها الفضائيات؛ مما أوجد رأياً عاماً غاضباً في العالم أجمع، خاصة في الدول الغربية التي أرادت أن تمنح هذا النظام القاتل لشعبه دوراً إقليمياً متميزاً.

قتل الشوارع في طهران وقبلها التزوير يجعلان كل زعيم غربي يتخوف من مجرد الجلوس على طاولة تفاوض واحدة.. وليس تقديم المكافآت؛ ولهذا وكعادة ملالي طهران لجؤوا إلى الابتزاز؛ فاستعرضوا قوتهم الزائفة على مياه الخليج العربي.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد