Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/06/2009 G Issue 13418
الاربعاء 01 رجب 1430   العدد  13418

دفق قلم
متعب بن عبدالله.. أدعو لك
عبدالرحمن بن صالح العشماوي

 

حينما سمعت خبر تعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائباً لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية شعرت أن شريطاً من الذكريات بدأ يمرُّ أمامي عارضاً عدداً من الصور التي تحتفظ بها الذاكرة.. ويا له من شريط يذكِّرنا برحلة الأيام ومسيرتها التي لا تتوقف. كانت الصورة الأولى التي لاحت أمامي من هذا الشريط صورة متعب بن عبدالله وهو يتابع التجهيزات لإقامة مهرجان افتتاح كلية الملك خالد العسكرية التابعة للحرس الوطني عام 1402هـ، حيث ذهبت إلى الموقع بصحبة الأخ الكريم الأستاذ عبدالرحمن بن صالح الشثري الذي كان مسؤولاً عن العلاقات العامة في الحرس الوطني وكان -رعاه الله- شعلةً من النشاط والحماسة والحرص على أداء العمل بأحسن طريقة وأنجحها.

في ذلك اليوم التقيت بالأمير الطموح متعب وتحدَّث عن نظرته المستقبلية لهذه الكلية، وعن أمله في أن تكون من الكليات الرائدة في مجالها العسكري، وشكرني على المشاركة الشعرية المنتظرة في حفل افتتاح الكلية الذي أقيم تحت رعاية ولي العهد عبدالله بن عبدالعزيز نيابة عن أخيه الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- لقد جلبتْ هذه الصورة صوراً عديدة للمناسبة نفسها، فقد التقيت بالأديب المثقف الشيخ عبدالعزيز التويجري- رحمه الله- وقال لي: إننا نحب الشعر الذي نلمس فيه الصدق، ونشعر فيه بالقيم والمبادئ والدعوة إلى الشيم ومكارم الأخلاق، وقال ضاحكاً: وأحسب شعرك من هذا النوع لأني إلى الآن لم أقرأ ولم أسمع لك قصيدة فيها مَدْحُ مبالغ فيه، أو كلمة تدعو إلى ما لا يليق، ثم التقيت بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- وفقه الله للخير- وهو وليَّ العهد آنذاك، وسمعت منه كلمات تثلج الصدر.

كان متعب بن عبدالله في تلك المناسبة (شعلةً) من النشاط والحركة والحرص على نجاح حفل الافتتاح لكليَّة هو قائدُها والمشرف على وضع نظامها وخططها وبرامجها.

وكان الحفل، وكانت مشاركتي فيه بقصيدة مطلعها:

قمم وروَّاد الهُدَى روَّادُها

تبقى برغم الحاقدين عمادُها

ومنها بيت توقَّف عنده الشيخ عبدالعزيز التويجري وحدَّثني عن سروره بمعناه وهو:

لو لم تكن للعين حكمة خالقٍ

لَسَطا على حَوْضِ البياض سوادُها

ومنها بيت أقول فيه:

القدس أرملة يلفِّعها الأسى

قد طال في كَنَفِ العدوِّ حِدَادُها

كان الحفْلُ تتويجاً لقائد الكلية الشابِّ متعب بن عبدالله، ولهذا كان إحساسه بنجاح الحفل كبيراً، وسعادته بانطلاقة الكلية عميقة.

ثم مضت السنوات، والتقيت بالأمير متعب قبل حفل افتتاح مهرجان الجنادرية الأوَّل حيث اختارتني اللجنة لإلقاء قصيدة الافتتاح، وكانت منه الحماسةُ نفسها، كما رأيتها في حفل افتتاح الكلية، الحرص والمتابعة والرغبة في النجاح، ثم مضت السنوات حتى برزت أمامي صورة لقائي بسمو الأمير متعب حينما تم اختياري لكتابة نص (الإنشاد المسرحي) (الأوبريت) لمهرجان الجنادرية الثامن عشر، وما دار مع سموه من حديث عن موضوع المهرجان لذلك العام، وهو (هذا هو الإسلام) وعن أهمية إبراز الوجهِ الحقيقي لديننا العظيم أمام العالم، وهي صورة مشرقة أيضاً، لمست فيها من حرص متعب بن عبدالله ومتابعته ما أسعدني.

صور متعددة عرضها أمامي شريط الذكريات، حينما سمعت بخبر تعيين الأمير متعب بن عبدالله نائباً لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية.

وماذا أقول بعد؟ أبارك لك يا متعب وأذكِّرك بأن المسؤولية الكبيرة تحتاج إلى مضاعفة الجهد، وأدعو لك ولكل من يحمل أمانة عمل صغيراً كان أم كبيراً بالتوفيق، والنجاح المستمر، والهداية إلى الصواب في كل خطوةٍ تخطوها، وأقول لك: هنيئاً لك الثقة ومثلك في اجتهادك يضع نصب عينيه قوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).

إشارة:

في منهج الرحمن أّمْنُ مخاوفي

وإليه في ليل الشَّدائد أّجْأرُ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد