Al Jazirah NewsPaper Friday  26/06/2009 G Issue 13420
الجمعة 03 رجب 1430   العدد  13420
صدى لون
مشاهدات في المعاصر العشرين 2-2
محمد الخربوش

 

كنت قد تحدثت في الأسبوع الفائت عن معرض الفن السعودي المعاصر في دورته العشرين الذي اقيم في صالة مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية في معهد العاصمة النموذجي وكنت قد تطرقت لبعض المعطيات الجيدة للمعرض ومنها تقديم المعرض لعدد من الأسماء الواعدة في مجال الحركة التشكيلية ومنها التشكيلي فهد النعيمة والذي قدم من خلال لوحته (قراءة) نموذجاً لتلك الأسماء تميز العمل الذي قدمه بالجرأة اللونية ومقدرته الجيدة في توظيف اللون في خدمة المنجز والذي تضمن العديد من الإيحاءات والدلالات والتعابير التي أوردها من خلال تعابير الشخوص إلى جانب قدرته في التلاعب بالضوء والظلام وتوظيفه بما يكمل مدلولات العمل الفني وفق تقنيات جيدة.

كما أن المعرض المعاصر استطاع ومن خلال الأعمال وتنوع مدارسها وتقنياتها قدم للمتلقي نماذج لما وصلت إليه حركة التشكيل السعودي المعاصر يضاف إلى ذلك التوجه الجميل لأعضاء لجنة تحكيم المعرض والتي استطاعت أن تنحاز للمنجز نفسه وما يتضمنه من مضامين وأفكار ورؤى فنية وتقنية بعيداً عن الاعتماد على اسم الفنان وخبراته وحضوره الإعلامي وغيره وبالتالي فإن الجوائز المخصصة للمعرض استطاعت ومن خلال لجنة التحكيم الإنصاف. ومن الجميل جداً أن يكون للعمل أو المنجز كل الاهتمام من قبل لجان التحكيم سواء في هذا المعرض أو غيره..

وكان من الجميل أيضا لو بادرت الجهة المختصة بتنظيم العرض بالعمل على التنويع وإثراء المعرض والحرص على الشمولية وأن يكون المعرض بالفعل نافذة يطل من خلالها المتلقي على شريحة كبيرة في المسار التشكيلي السعودي، ومن هنا فإن دعوة عدد من التشكيليين السعوديين المخضرمين الكبار سناً وعطاء للمشاركة بآخر إنتاجهم وتجاربهم في هذا المسار الجمالي جنباً إلى جنب مع زملائهم من متوسطي الخبرة والشباب والواعدين والواعدات حتى تكتمل الصورة أولاً، وليكون حضور مثل هذه الأسماء الكبيرة دافعاً معنوياً لزملائهم وباثاً في نفوسهم الحماس والجدية والرغبة في الحضور يتمثل هذا لو بادرت الجهة المنظمة بتخصيص ركن أو جناح في المعرض يخصص لأعمال هؤلاء الكبار ليكونوا ضيوف شرف أعزاء في هذا المعرض..

مجمل القول أن معرض الفن السعودي المعاصر في دورته الأخيرة جاء محملاً بالعديد من الإيحاءات الجمالية وإن كان تقديمه بهذه الصورة وبهذا الشكل ربما لا يعطي الواقع الفعلي للحقيقة التي وصلت إليها الحركة التشكيلية السعودية خاصة مشاركة شريحة هامة من الفنانين وكذلك الفنانات أصحاب الخبرة، وأصحاب الحضور المحلي والدولي الجميل والشيء الأجمل هو أن مثل هذه المعارض فرصة للفنانين وكذلك الفنانات لإثبات الوجود والحضور المشرف والذي لا يأتي إلا من خلال الثقة بالنفس والجرأة وقبل هذا وذاك البحث والتجربة.. تحية كبيرة لكل القائمين على هذا المعرض التشكيلي الكبير على هذا الجهد المتميز.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد