Al Jazirah NewsPaper Friday  26/06/2009 G Issue 13420
الجمعة 03 رجب 1430   العدد  13420
الاختبارات على منبر الجمعة
نايف بن حمود الرضيمان *

 

من المناسبات تصنع الأحاديث، ويتميز حسن الخطاب من ضده، ويوارى خلف الستار ما حقه التأخير إلى وقت الحاجة إليه، ومن حدث الناس بغير ما يشغل عقولهم فقد جنا على نفسه عليهم ما هم عنه في غنا. تتعالى أصوات الخطباء في المناسبات تحت عنوان المناسبة نفسها وقد لا يتفق الجميع على كل شيء، ولكن الغالب أن كلاً يتحدث عن زاوية من زوايا المناسبة يرى أن الحديث عنها أهم من بقية الزوايا، وقل من يتناول المناسبة من جميع زواياها لعدة أسباب منها: لضيق المقام، أو عدم الإجادة في الاختصار غير المخل، أو تشعب الموضوع، أو عدم مناسبة كمال الموضوع للحضور، إلى غير ذلك من الأسباب.

في هذه الأيام أكثر ما يشغل الناس أمر الاختبارات، فليس لخطيب الجمعة بد من الحديث عن هذه المناسبة ولو بإلماحه يسيرة، ولعلي أضع بين الخطيب نقاط تكون عاصر خطبته أو بعضها منطلقة منها: فعلى الخطيب أولا أن يدرك أنه ما من أحد يستمع إليه حال خطبته إلا وله علاقة بالاختبارات فإلم يكن طالباً فهو أبا أو وليا، أو معلما، أو مسؤولاً له علاقة بالاختبارات، ومخاطبة كل فئة بعينها يحتاج إلى خطبة مستقلة فيتوجب حينها عدم إهمال فئة على حساب الأخرى. ثانياً: لا بد من ربط هذا الحدث بأمر الدين وتذكير الناس بالاختبار الأخروي فالمناسبة مواتية. ثالثا: في أيام الاختبارات تظهر أمور لها علاقة قوية بالاختبارات كترويج الحبوب المسهرة التي تجر بدورها إلى الدخول في عالم المخدرات من أوسع أبوابها، وتجر إلى مشاكل في المجتمع كثيرة من مشاجرات وسطو وسرقات، وحوادث مرورية مروعة وغرها، فلا بد للخطيب أن يدرك هذا جيدا فيتناول الحديث عنه في خطبته. رابعاً: ليحرص الخطيب على أن يرسم للمستمعين خطة جيدة لتنظيم أوقات المذاكرة يستعين بها كلُ من له علاقة بالاختبارات. خامساً: تعريف المعنيين بالاختبارات بأهمية العلم والتحصيل الدراسي، وأن الأمر لم يكن من ضروب العبث بل ينطلق من ثوابت ومسلمات عبر خطة تعليمية محكمة. سادساً: الخطيب الجيد الموفق هو الذي إذا تحدث عن مشكلة بدأ بالتشخيص ثم وضع الحلول المناسبة وأوجد البدائل، حتى لا يخرج الناس بغير حلول لها فيقعوا في حيرة من أمرهم. أخيرا: التعريج على تصحيح النية وحسن العمل وتنبيه الناس لذلك أمر لا بد وأن يكون من أساسيات الخطبة وصميم الحديث.

* حائل



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد