Al Jazirah NewsPaper Friday  26/06/2009 G Issue 13420
الجمعة 03 رجب 1430   العدد  13420
نقاط فوق الحروف
العفو لدى أعضاء الهيئة
محمد بن سليم اللحام

 

طالعتنا صحيفة الوطن في عددها 3189 بخبر تحت عنوان (عضو هيئة يعفو عن المعتدي عليه)، وقد جاء في الخبر: عفا عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة سراة عبيدة سلطان سعيد آل حية القحطاني عن المعتدي عليه لوجه الله ودون قيد أو شرط. ووثق قاضي محكمة سراة عبيدة تنازل عضو الهيئة في القضية التي تعود تفاصيلها إلى قيام المعتدي بطعن عضو الهيئة في يده، قبل سبعة أشهر، وذلك بعد أن منعه من محاولة دخوله لكلية البنات بسراة عبيدة، حيث تم القبض عليه من قبل الهيئة وتم تحويله إلى الجهات الأمنية ومن ثمّ تم تحويله لجهات ذات الاختصاص.

كما طالعتنا صحيفة الجزيرة في عددها 13337 تحت عنوان: (الزهراني التقى سمو أمير الشرقية.. وبارك سموه التنازل دون أي شرط... عضو هيئة الثقبة يعفو عن 4 جناة اعتدوا عليه واستحقوا سجن 13 سنة وجلدهم 1450 جلدة ) وجاء في الخبر تنازل وكيل مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالثقبة بمحافظة الخبر فلاح الزهراني عن أربعة أشخاص قضت الأحكام القضائية بسجنهم (13) سنة وجلدهم 1450 جلدة متفرقة بينهم أب واثنان من أبنائه.

وجاء التنازل عقب تقدم الزهراني بخطاب سلمه شخصياً لصاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز تضمن تنازله عن الجناة الأربعة الذين قاموا بالاعتداء عليه أمام مركز الهيئة في شهر مارس من عام 2007م.

من جهته قال فلاح الزهراني إن التنازل جاء لوجه الله تعالى ولم تكن هنالك ضغوط عليه قادته لهذا الإجراء.

وكانت الجهات القضائية أصدرت عقوبات تعزيرية على 4 أشخاص بينهم أب واثنان من أبنائه كانوا متورطين بشكل مباشر في الاعتداء حيث قضت العقوبات التعزيرية بسجنهم (13) عاماً وجلدهم 1450 جلدة.

وجاء هذا الحكم الذي تم العفو عنه بعد سلسلة من المرافعات القضائية كان آخرها نقض هيئة التمييز الأحكام التي أصدرتها محكمة الخبر قبل أكثر من عام وطلبت التخفيف إلا أن محكمة الخبر وقفت عند شهود في الحادثة أكدوا بشاعة الجريمة ليتحول الحكم إلى زيادة العقوبة بدلاً من تخفيفها وإثبات التهم على الجناة.

وتعود تفاصيل الحادثة عندما كان عضو الهيئة يمارس عمله المعتاد وضبط شابين أثارا فوضى في مجمع تجاري بالثقبة وأصرا على معاكسة الفتيات، حيث تم نقل الشابين إلى فرع الهيئة القريب لمناصحتهما وأخذ تعهد بعدم الرجوع لهذا السلوك، إلا أن مجموعة من أقاربهما وأصدقائهما دخلوا مقر الهيئة وانهالوا ضرباً عليه وسحبوه عنوة إلى خارج المركز أمام مرأى من أهالي الحي، مستخدمين العصي ومفتاح عجلات سيارة قبل أن تتدخل دوريات الشرطة.وبعد ذلك يتضح من خلال واقع هاتين الحالتين المنهجية الخيرة التي انتهجها أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين اعتدي عليهم وكيف أنها امتازت بإظهار الرفق بالمخطئ وتجلى فيها المعروف بكل معانيه الشرعية والإنسانية وهي تلك المنهجية التي ما برح أعضاء الهيئة يأمرون الناس بها ويحثون عليها وقد امتثلوها من خلال نماذج حية ظهر فيها حقيقة الابتلاء للمسلم تمحيصاً له.

وكلنا يعلم أن من أعظم الأخلاق رفعة العفو عند المقدرة لما يمثل من صفة عظيمة لله فيها الكمال، فهو سبحانه يحب العفو ويحب أن يرى عبده يعفو عن الناس وقد ربى رسوله على ذلك الخلق العظيم فقال الله لرسوله:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ{199} (سورة الأعراف،)ويقول سبحانه وتعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ(40)}) سورة الشورى).

ومع أن فضيلة العفو مع ما لها من مكانة وما توحي به من شيوع الخير في المجتمع يجب أن لا تثنينا عن تعلم الدروس والحذر من الخطأ والحرص على عدم التهور لما في ذلك من آثار وخيمة على الأمة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد