Al Jazirah NewsPaper Sunday  28/06/2009 G Issue 13422
الأحد 05 رجب 1430   العدد  13422
ممر
صحف بلا مصداقية..!
ناصر الصرامي

 

عدد الصحف الإلكترونية العربية اليوم في توسع كبير وملفت، ويتوقع أن تشهد الفترة القادمة كماً إضافياً من صحف متخصصة من الناحية الجغرافية لمدن محددة أو مناطق بعينها، أو تخصص المحتوى، وفيما كانت منتديات الإنترنت تشكل السمة الغالبة على المواقع التفاعلية المحلية حتى العام 2005 حيث أوجدت منتديات تتخصص لقبائل ومدن وقرى، وحتى لعوائل بعينها، فإن مرحلة انتقالية تشهدها هذه المنتديات اليوم لناحية تصميمها وتصنيفها لتقترب من هيئة الصحف الإلكترونية الموجهة أو المتخصصة لفئة بعينها.

يضاف إلى ذلك أن عدد الصحف الإلكترونية اليوم داخل كل دولة، أصبحت تتفوق في عددها على الصحف الورقية المكتوبة بالرغم من حجم الاستثمارات المحدودة والموجهة لها مقارنة بوسائل الإعلام التقليدية. وإذا استثنينا المواقع الإلكترونية الإخبارية التي تقف خلفها مؤسسات إعلامية عملاقة فإن غالبية مواقع الصحف الإلكترونية المنفردة لازالت توجه أزمات عدة تتعلق بمصداقية ما تعرضه وتقدمه من أخبار وتقارير، وغياب شبه كامل للمهنية في محتواها الذي يميل بشكل فاضح لصالح وجهة نظر أصحابها والعاملين فيها، وهو ما تكشفه نوعية الأخبار والمقالات وحتى الصور التي تعرضها.

أمام هذه الصحف شوط طويل من الاستثمار لتتحول إلى مشاريع تجارية ربحية مستقلة، لكن أمامها شوط آخر لا يقل أهمية في خلق وتكوين ميثاق مهني راق، وحتى لا تصبح وظيفة الصحفي العامل في صحيفة إلكترونية وظيفة من لا وظيفة له، أو هواية عابرة لأشخاص غير ملتزمين بالمهنة وموضوعيتها، حيث غالبية العاملين فيها هم هواة صحفياً وتقنياً ليس أكثر، وليس لديهم إمكانيات كافية يمكن أن تمنحهم تأهيلاً مهنياً للكتابة أو التدوين، كما لا تملك هذه الصحف الجديدة إمكانية للتدريب والتأهيل.

الأكيد أننا أمام ظاهرة مهمة تستحق التسجيل والمتابعة لمرحلة مهمة في ازدهارها ونموها، والسوق سيكون قادراً على فرز الجيد والاحترافي منها، والمعلنون أذكى من أن يورطوا علامتهم التجارية بأسماء ومواقع لها أداء مهني مشبوه، يعجز العاملون فيها عن كتابة الخبر الصحفي بدقة ومهنية ولو بحده الأدنى، لا تجيد انتقاء القصص الصحفية، ولا تملك صبراً أو رغبة في توثيق معلوماتها ودقة ما تنشره، لتتحول إلى مصدر مفضل للإشاعات والإرجاف وليس الإعلام، وبينهما فارق كبير.

إلى لقاء

* * *




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد