تحفل بلادنا بأسماء جغرافية كثيرة ورد اسمها في الشعر العربي، وقد أحصاها الجغرافيون بما يزيد على سبعين ألف اسم، وكم نتمنى توثيق تلك الأسماء وتوحيد طرق كتابة تلك الأسماء حتى لا تكون عرضة للتحريف من خلال إنشاء قاعدة معلومات تضم أسماء الأماكن في المملكة وخصوصاً أن أكثرها يحمل تاريخاً وقصائد شعر وأحداثاً تاريخية مرتبطة بها لأهمية ذلك في إثراء الثقافة الجغرافية وخلال رحلاتي في داخل بلادنا وخاصة عندما كنت أعمل في وزارة المعارف قديماً - وزارة التربية والتعليم حالياً -، كنا في الجولات التفتيشية نمر بأعلام جغرافية وجبال وأودية وأماكن ومسارات طرق القوافل وأماكن تاريخية وجغرافية نحفظ أسماءها من خلال قصائد الشعراء، وقد كان أسلافنا قديماً يتغنّون بطرقهم التي يسلكونها في أسفارهم ويصفون ما يلاقونه من تعب ومشقة عبر مسارات تلك الطرق الوعرة والجبال والأودية التي يجتازونها، لقد بذل أسلافنا من علماء التاريخ والجغرافيا جهوداً كبيرة ووصفوا معاجم ولعل من أهمها معجم ما استعجم لأبي عبيد البكري ولعل الذي دفعه إلى تأليف كتابه هو شيوع التصحيف في أسماء المواضع بين الناس ورأى أن ذلك قد استعجم على الناس ووضع كتابه للمحافظة على النطق الصحيح وضبط الاسم لغةً ومكاناً، كذلك ياقوت الحموي وضع كتابه (معجم البلدان) في القرن السابع الهجري واحتوى على معلومات قيّمة عن أسماء الجبال والمياه والأمكنة. ولا ننسى في هذا المقام ما قام به كل من الشيخ حمد الجاسر وعبد الله بن خميس ومحمد العبودي وعالق البلادي وسعد بن جنيدل وعبد الله الشايع وغيرهم من الأعلام، والرحالة والمؤلّفون القدماء مثل الأصفهاني والهمذاني وغيرهم من مجهودات ذاتية ودراسة الأسماء وتحديد مواقعها ومعرفة الطرق وما كتبه أولئك العلماء، فالكثير من شبابنا اليوم لا يعرف الكثير من الأسماء والمواضع التي وردت في الأحداث التاريخية وفي الشعر العربي لذا فكم نحن في حاجة إلى ضبط الأعلام الجغرافية في بلادنا، وحقق الله الآمال.
