Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/06/2009 G Issue 13424
الثلاثاء 07 رجب 1430   العدد  13424
الغيمة التي غادرت سماءنا !
هناء محمد الطويان

 

ودعتنا ورحلت عمتنا العزيزة (أم أحمد) (حصة بنت عبدالله الخريف) رحمها الله، كان فقدها كبيراً، وغيابها مؤثراً، لأنها اتصفت بصفات نادرة، وأخلاق عالية، شعارها حب الجميع، وعنوانها التواصل، ودارها دار الكرم والمعروف.

بابها مفتوح لأفراد العائلة لا يقفل إلا عند النوم، تناديني يا ابنتي! مبتسمة دائماً، حتى في أشد حالات المرض قسوة!

تعلمت منها التراث والتاريخ وعشق القديم! علمتني الأمثال ومعانيها ومناسباتها.. وإذا طرحت عليها الأسئلة.. أخذت تشرح بوضوح وتأنٍّ حتى أفهم!

وإذا غبت عنها يومين، بادرتني قائلة (يا هلال يا مبارك)! تناديني (با ابنتي) أولادها إخواني، وبناتها أخواتي، وأنا واحدة منهم في حظوظ الحب!

لا تكره، لا تحقد، تقدم حُسن الظن دائماً، تعتذر لمن حولها دائماً..

هكذا كانت أم أحمد.. ربيع في حياتنا وغيمة في سمائنا، وفرح في أيامنا.. تُحب حديقتها، وتعشق ظل نخلاتها.. ولطالما جلست معها، تحت وارف النخيل، وهي لا تمل متعة القص والحكي، ومن حولنا دائرة الأحباب يُشاركوننا متعة الحديث وأُنس المجلس..

سبحان الله.. ما أعذب تلك الأيام وأجملها.. رحلت سريعاً وكنا نظنها لا ترحل.. ولكنها طبيعة الحياة التي نغفل عن حقيقتها..

إن القلم ليكتب وهو يئن، والعقل يُملي وهو حزين، والذكريات تجيش في الصدر.. رحماك ربي.. كانت رحمها الله تُحبني كإحدى بناتها، تُمسك يدي بقوة في شدة مرضها.. كأنها تقول: لا تنسين الأيام الجميلة!!

وكيف أنسى.. عمتي العزيزة.. إنكِ في ذاكرة القلب باقية ما بقيت الحياة..

إنني الآن أرثيك للجميع، وأدعو الجميع إلى أن يستغفروا لك، ويدعوا لك بالرحمة والغفران والفردوس، سأتصدق عنك، وأذكرك بخير، سأعتبر أولادك إخواني، وبناتك أخواتي، سأود من يودك وأحب من يحبك وأحتفظ بوصاياك النبيلة.

سأقتدي بأخلاقك، وتواصلك وتعليمك.. لأنها طبائع تجلب الفرح والسرور وتقرب إلى الله سبحانه..

وداعاً أم أحمد.. والموعد جنات الخلد عند مولانا البر الرحيم..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد