Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/06/2009 G Issue 13424
الثلاثاء 07 رجب 1430   العدد  13424
وداعاً والدتنا الغالية حسينة العبدالله البسام
منى عبدالرحمن البسام

 

في يوم الجمعة 26 من شهر جمادى الآخرة ودعت محافظة عنيزة فقيدتنا الغالية الوالدة (حسينة) رحمها الله رحمة واسعة، حسينة صاحبة القلب الأبيض عاشت قصة كفاح ونجاح يرويها والدي صبيحة يوم الجمعة ولم أستطع أن أكمل سماع هذه القصة لشدة تأثري وبكائي عليها، ولكن الله سبحانه لطيف بها أكرمها بالعمة (مضاوي السليمان) واستقرت معها حسينة في محافظة عنيزة في بيت جدي إبراهيم العبدالرحمن وجدتي منيرة الصالح. كانا بمثابة الأم والأب لها. أحسنوا إليها وعاملوها كأنها بنت لهم. وكانت رحمها الله دائماً تذكرهم بالخير وتقول (عمي إبراهيم) و(عمتي منيرة) وواصل هذا الإحسان أبناؤهما البررة الوالد (عبدالرحمن) و(عمي حمد). صارت كأنها أماً لهم وتعاملهم كأنهم أبناء لها وكانت الوالدة حسينة لها مكانة خاصة عندهم وفي الأعياد الوالد عبدالرحمن والعم حمد لا يقدمان على حسينة أحداً يذهبان في الصباح الباكر لمعايدتها. وأكرم الله حسينة بزوج وفيّ هو أبو حمد (سليمان) وتناديه ب(سُويلم). عاشت معه حسينة قصة يضرب فيها المثل من حب ووئام. أذكر قصة ترويها والدتي وهي أن حسينة تعبت تعباً عظيماً ولازمت السرير ورافقتها العمة مضاوي السليمان.. وتأثر سُويلم وبدا يبحث زيادة عن طبيب يداويها. وأخذ أثر من (مريم القيصرية) وقيل له إن هناك دعوة مستجابة في حايط البراهيم (مزرعة قديمة) وبدأ يذهب ويدعو الله سبحانه أنه يكشف عن حسينة واستجاب الله سبحانه له ولا يخيب من دعاه.. ومن المواقف مع الوالدة حسينة.

1- كنا إذا أردنا أن نذهب إلى البر أو إحدى المناسبات لا بد أن يحضرها أحد إخواني أو أحد أبناء عمي ومن يتأخر على حسينة دقائق فإن أبو حمد له بالمرصاد يقول: حسينة تعبت واقفة... الخ.

2- كان معجباً بها وبكلامها وذات مرة كان تذكر لوالدتي سالفة كذا وكذا.. تعجبت والدتي وقالت معقولة يا أم حمد.. وإذا أبو حمد يسمع وينطلق ويرد على أمي (نعم ورآه يا أم عبدالله يعني حسينة تكذب افا عليك يا أم عبدالله...). قصص كثيرة لا أستطيع أن أحصيها.. وقبل سنوات تعب (سُويلم) وأدخل العناية المركزة وتعبت الزوجة الوفية نفسياً ونذرت أن الله إذا عافى سُويلم أن تذبح نُوق لأهل عنيزة وحضرت (سُويلم الوفاة) ومن يخبرها بذلك الوالد صعب عليه ذلك وذهبت العمة مضاوي ووالدتي وما إن أقبلوا عليها قالت أكيد سُويلم مات نعم مات سُويلم اصبري واحتسبي.. أظلمت الدنيا في وجه هذه الزوجة الوفية وصارت الحياة ليس لها طعم وذهبت إليها مرة من المرات وحاولت أن أسليها وأضحكها واطري سُويلم ولكنها لا تبتسم قالوا لي إنها لا تريد من أحد أن يذكره لأن ذكره يزيدها حزناً وألماً.. وذات مرة ذهبت إليها الأخت (عزيزة) ومعها أنواع من البسكويت وما أن نظرت إلى البسكويت انهالت حسينة بالبكاء وقالت هذا يحبه سُويلم.

رحلت يا والدتنا حسينة عن دنيا فانية إلى دار الخلود والبقاء. وإن غبت بجسدك عنا فأنت في قلوب أبنائك (عبدالرحمن، وحمد) وأبناؤهما وأحفادهما سيواصلون لك الدعاء والثناء. غبتي عن عيوننا وأنت يا أمنا في قلوبنا. أسأل الله سبحانه أن يجعلك بقرب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن يجمعك بوالديك وبزوجك الوفي وبعمك إبراهيم وعمتك منيرة. إنه سميع مجيب وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد