Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/06/2009 G Issue 13424
الثلاثاء 07 رجب 1430   العدد  13424
ماتوا لكنهم أحياء في قلوبنا
محمد المناع

 

غابت عنهم شمس الحياة وفارقونا، البعض منهم غادرنا دون سابق إنذار والبعض سبق مغادرته عمليات جراحية ومراجعات في المستشفيات، ولكن في النهاية كلهم غادروا، من أبلغنا بذلك ومن لم يبلغنا تذكرناهم قليلاً ونسيناهم كثيراً، أو بمعنى أصح أنستنا إياهم الحياة ومشكلاتها والبعض منا أنستهم إياهم الحياة وترفها.

أما تخيلنا أنفسنا مكانهم في ثوان معدودات حيث خرجت تلك الروح الرقيقة من ذلك الجسد الغليظ انطلقت في السماء لبارئها وخالقها ونافثها، انطلقت سعيدة تلك الروح للرجوع لخالقها هرباً من معاصينا التي نرتكبها وارتكبناها في هذه الحياة ومن أجل التوقف عن اكتساب المزيد من الذنوب والمعاصي، وفي النهاية فضلت تلك الروح أن ترجع لبارئها هرباً من السلوك الذي أرهقها بتلك الذنوب والمعاصي.

الكل يعلم منا أنه عندما تفارق تلك الروح صاحبها يتم تكفينه وتطهيره لمرحلة أخرى في هذا الكون، يخرج الإنسان من على الأرض ومن مشاهدة منظر الشروق والغروب والنهار والليل ومن فوق التراب إلى تحت التراب، بعد تكفينه والصلاة عليه يحمل إلى ذلك القبر الذي لا يتجاوز الأمتار القليلة ليضعه في ذلك القبر أقرب الناس إليه وأحبهم إلى قلبه برغم دموعهم وحزنهم يهيلون التراب على جثته القابعة في أسفل القبر.

تشرق الشمس علينا وتغيب ومن يقبع تحت التراب لا يحيط به إلا ظلام دامس ينيره له رب العالمين إن كان من أهل الجنة ويلهبه له رب العالمين جحيماً إن كان من أهل النار.

بعد مراسم الدفن والتشييع نذهب إلى بيوتنا لنحزن على فراقهم وهو حزن فطري جبلت أنفسنا عليه، ولكن سرعان ما ننسى ذلك الإنسان الذي طالما ضحكنا وبكينا معه ومن أجله وبكى وضحك من أجلنا، نسينا ذلك الإنسان الذي طالما وقف معنا وساعدنا في محنتنا.

نسينا كل شيء بسرعة ودونما سابق إنذار إن كنا حافظين لمعروفهم تذكرناهم في المناسبات ولكن لا نتذكرهم دائماً، كلما تذكرناهم ولو في المناسبات لماذا لا نقوم بعمل صدقة جارية لهم قد تكون بعد الله سبباً في منجاتهم من عذاب يعيشونه في تلك اللحظة أو سبباً في تغيير موازين الحسنات والسيئات التي اقترفها وهو حي، لماذا لا تفعل ذلك؟

فنحن غداً سنلحق بهم فلماذا لا نساعدهم لكي يأتي غيرنا ويساعدنا؟؟



mana-aljazirah@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد