شخصيتان مهمتان في حياتي ألفتهما وعرفتهما عز المعرفة وعن قرب الشيخ محمد النويصر شغل منصب رئيس الديوان الملكي بهمة وتفان وإخلاص وبحب منقطع النظير إلى جوانب تواضعه الجم وحبه لعمل الخير ومساعدته لمَن يعرف ومَن لا يعرف.
نحو خمسين عاماً عشتها وعايشتها معه علمتني الكثير من المعاني والقيم والمثل التي أملتها لدي التجربة الطويلة في كنفه من سيرته ومسيرته.
كان بالنسبة إليّ الأب والموجه والقدوة الحسنة والريادة في العمل.
دأب - رحمه الله - على أداء الواجب إلى درجة التفاني ليلاً ونهاراً دون كلل ولا ملل.. دقة في تسيير دفة العمل محكومة بالحزم والجدية إلى درجة الصرامة المسؤولة..
إحساس بالمسؤولية وأمانة الموقف وثبات الرؤية.
الروح الإنسانية التي تنزع إلى الخير والعون للمحتاجين ممن تتطلب ظروف حياتهم المساعدة، كان في حياته وجهاً مشرقاً ومثالاً يحتذى به في خدمة الكثيرين ممن مرت بهم ظروف صعبة تتطلب الحل والإنجاز.
رحل عن حياتنا بعد عمر مديد وبعد عطاء ووفاء في خدمة هذا الوطن الغالي وترك من بعده الذكر الحسن والثناء العاطر والدعاء له بالمثوبة والأجر على ما قدمه من جهد وتفان.
هكذا الرجال الأجلاء حياتهم بعد رحيلهم امتداد لحياتهم قبل رحيلهم متى كانت تلك الحياة عامرة بالخير والصلاح والحب والتواضع وأمانة العمل ونزاهة القصد.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته..
الشيخ عبدالله كامل الذي شغل في حياته مركزاً مرموقاً مدير عام ديوان رئاسة مجلس الوزراء كان - رحمه الله - فيه الأسوة والقدوة الحسنة بما عرف عنه وما اتصف به من حكمة وصرامة في تسيير دولاب العمل دون تأجيل ولا إبطاء ولا تهاون، صاحب ذاكرة قوية، محب لعمله ولمساعدة الآخرين.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
- مدير عام إدارة في الديوان الملكي سابقاً
