Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/07/2009 G Issue 13425
الاربعاء 08 رجب 1430   العدد  13425
مستعجل
الهيئات.. أفكار وتطلعات (1 - 2)
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

كلنا يتفق على أن جهاز الحسبة.. جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. حققت للوطن والمواطن.. منجزات رائعة.. ومنجزات تستحق الشكر منا أجمع.

** وكلنا.. يتفق على أن هذا الجهاز الكبير برجاله وبإنجازه.. له رسالة سامية.. رسالة كبرى.. رسالة متشعبة وكلنا.. يقف وراء هذا الجهاز ونسعى بكل ما نملك لمساعدته لإنجاز رسالته السامية..

* وقد كنت من المتابعين - وعن قرب - النشاطات الكبيرة التي يضطلع بها هذا الجهاز.. والمنجزات العظيمة التي حققت.. والدور الرائد الذي يتولاه.

** ونحن بالطبع.. لا نستغرب ذلك الإنجاز النوعي المتميز لهذا الجهاز لسببين..

** السبب الأول.. هو أن هذا الجهاز يضم (نخبة).. والنخبة هؤلاء.. هم أعضاء الهيئات هؤلاء علماء ودعاة وخطباء وأئمة مساجد ورجال أخيار هم (صفوة) فهل نستغرب هذا الإنجاز النوعي من تلك الصفوة؟

** الشيء الثاني.. أن هذا الجهاز.. يعمل في ميدان مهم للغاية.. ميدان يتعلق بجوانب تربوية وسلوكية وأمور مهمة للغاية لا يمكن التهاون أو الاستهانة بها.. أمور تستحق بالفعل.. أن تُسند لتلك الصفوة من الرجال.. وقد قاموا بها خير قيام.. واضطلعوا بمسؤولياتهم بكل أمانة ومسؤولية.. لأن هاجسهم أولاً.. هو رضا الله ثم خدمة المجتمع وخدمة أفراد المجتمع والحرص على هذا المجتمع وتجنيبه الشرور والمفاسد والانزلاقات والأخطاء السلوكية والتجاوزات التي تضرب المجتمع في مقتل.

* هؤلاء الرجال المخلصون يساعدوننا على تربية أولادنا.. ويساعدوننا على صنع الفضيلة داخل مجتمعنا ويساعدوننا على صياغة مجتمع نظيف صالح طاهر نقي.

* يساعدوننا.. على قمع الفساد والأخذ على يد السفهاء الذين لا يريدون للمجتمع خيراً..

* وجهاز الحسبة.. يشهد ما بين وقت وآخر.. تحولات ونقلات تستحق الإشادة.. وهو من أكثر القطاعات الحكومية حراكاً وتطوراً.. ولا صحة على الإطلاق لما يشاع أو يقال.. أن الهيئة لم تتطور.. أو أنها لم تحدث نفسها.

* جهاز الهيئة.. من أكثر القطاعات تواصلاً مع فعاليات المجتمع.. وهو أكثر القطاعات استضافة الكوادر والعقول والخبراء والمختصين في كل الميادين.. للتحاور معهم والاستفادة مما لديهم في تطوير الجهاز.. وقد استفاد الجهاز بالفعل فطوّر وحدّث وغيَّر وحقق الكثير.

** وهذا الجهاز.. قريب من الإعلام.. متواصل معه ومن أسرع القطاعات التي عينت متحدثاً رسمياً.. ومن أسرع الجهات التي استجابت لما ينشر وتفاعلاً لما يطرح سلباً أو إيجاباً.. ومن أكثر الجهات حضوراً إعلامياً واحتراماً للرأي الآخر.

* هذا الجهاز الكبير.. يملك كوادر لا يستهان بها (كما أسلفت) علماء.. وفقهاء.. ودعاة.. وخطباء مساجد وكوادر وعقول لا يستهان بها.

** ومثل هذه الكوادر والعقول التي يحفل بها هذا الجهاز.. هي التي تصنع النجاح.. ولا يمكن أن تتوافر في جهة أو قطاع دون أن تقوده إلى بر الأمان.

* وجهاز الهيئة اليوم - أمام نقلة أخرى (وهي وإن لم تكن معلنة ولكن كما يظهر) تركز على العمل النوعي.. وتحاول الاستفادة من تجارب الماضي.

* هذه النقلة.. تجعل الجهاز ينتقل من مرحلة إلى أخرى.. ليقوي دوره في المجتمع ويكون دوره مدروساً وممنهجاً وأكثر فاعلية.

* هذه النقلة.. ستركز على طرق وخطط عملية وعلى أدوات جديدة لتفعيل وإنجاز العمل.. مثل استخدام الكاميرات المثبتة في المحلات والأسواق.. وهي طريقة عملية ناجحة تستخدمها كل القطاعات في العالم.. التي تضطلع بدور أمني.. وجهاز الحسبة يضطلع بمثل هذا الدور.. واستخدام الكاميرات يجعل العمل أكثر دقة.. ويقلل من التجاذبات السابقة.. كما يجعل العمل دقيقاً ومنضبطاً.. كما أن افتراض وجود كاميرات.. هو الآخر سيجعل من يفكر في الخطأ يراجع نفسه ألف مرة.. لأنه لا يدري أين ومتى وكيف يرصد.. كما سينهي الكثير من المظاهر المرفوضة في أسواقنا.. وهي فكرة ذكية وخطوة عملية تستحق الإشادة.

** وهكذا اتجاه الهيئة للاستفادة من العاملات والعاملين في بعض المواقع كما قرأت في الأسبوع الماضي.. استفادة أعضاء الهيئة من العاملات في أمانة منطقة الرياض.. إذ من خلال جولاتهن التفقدية والمراقبة على المحلات يشاهدن بعض المخالفات والأخطاء والتجاوزات.. وهي ليست من اختصاص الأمانة.. بل من اختصاص الهيئات.. وبالتالي يتم إشعار الهيئة بمثل هذه المخالفات.. لتتفاعل معها وفق الأنظمة ووفق الإجراءات المتبعة وإصلاح ما قد يطرأ من خلل أو خطأ أو تجاوز.

** وهناك خطوات عملية مماثلة اتخذتها الهيئات في سبيل تطوير أداء الجهاز وتوسيع مسؤولياته وعمله.

* ولعل لي عودة أخرى حول جهاز الهيئات ودوره والمطلوب منه.. وما حصل عليه من تطورات ونقلات.

* كما أتمنى.. أن يكون هناك حوار حول الهيئات ودورها ورسالتها وتوعية الشباب والشابات بالذات.. بالدور والرسالة السامية التي يضطلع بها رجال الهيئة.. لأنني ألمس أن هناك من يحاول الإساءة إلى سمعة الهيئة لدى هؤلاء الشباب.

* لعلي أسلط الضوء على ذلك في زاوية لاحقة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد