Al Jazirah NewsPaper Friday  03/07/2009 G Issue 13427
الجمعة 10 رجب 1430   العدد  13427
الأشرعة
الهيئة... ونحن
ميسون أبوبكر

 

في خطوة تهدف إلى التقرب من الشباب قامت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجدة بالانضمام لإحدى صالات البولينج التي يتردد عليها الشباب لمشاركتهم مباراة البولينج.. هذا الخبر استوقفني بشيءٍ من البهجة والسعادة حينها وهو من المبادرات الرائعة لرجال الهيئة التي لها تأثير جميل ودور مهم في تغيير بعض المفاهيم التي علقت بتفكير بعضهم.

** قبل أيام قام صاحب السمو الملكي النائب الثاني بتدشين مشروع الخطة الاستراتيجية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد قدم معالي الرئيس العام للهيئة لسموه الشكر على رعايته لهذه المناسبة التاريخية كما وصفها في مسيرة الهيئة.

هذا وقد أبدى بهجته بأن الرئاسة اليوم تشارك قطاعات الدولة مسيرة التجديد والتطوير مواكبة للعصر وتحقيقاً للسياسة الرشيدة لولاة الأمر حفظهم الله.

إن حضور صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله هذه المناسبة، وثناءه على دور الهيئة يضعها ويضعنا أمام مسؤولية كبيرة لا بد من تقديرها، الطرف الأول وهم رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه ثقة كبيرة من صاحب السمو ومسؤولية عظيمة تعني استخدام هذا الحق بالشكل الصحيح الذي يؤدي الغرض الحقيقي من وجود الهيئة وبالحكمة والموعظة الحسنة لتلين قلوب الآخرين فتفتح نوافذها للنصيحة، كذلك لا بد من تطبيق استراتيجيات مناسبة أشار إليها صاحب السمو ليكونوا بالمستوى الذي يليق بهم، ولا بد أن تحقق هذه الاستراتيجية نقلة نوعية بقيادة قائد هذه البلاد.

الطرف الثاني نحن.. وما دعاني إلى كتابة هذا المقال ليس بانتقال عدوى الكتابة عن الهيئة إليّ، ولكن ما سبق وذكرته في بداية المقال وكذلك المشهد الذي رأيته بأم عيني حين كنت في أحد (المولات) في الرياض أشاهد بعض التجاوزات لشبابنا، وفتياتنا، بل لبعض المتصابين والمتصابيات أيضاً، مما أشعرني بالأسف والغضب، فكيف لهؤلاء أن يمارسوا هذه التصرفات التي تجعلهم محط سخرية ودهشة من مجتمعهم.

في (المول التجاري) كان يستفزني وقوف بعض الشباب في أعلى السلم الكهربائي يضحك ويستهزئ ويطلق النكات بصوت عالٍ وهو يراقب الصاعدات على السلم، ثم إن بعضهم يلتقط الصور ولقطات فيديو من جواله بينما ينشغل آخرون برمي أرقام هواتفهم على المارات.

بينما كنت أتناول قهوتي ومن حيث لا يخطر ببال، التفت لأجد أحدهم يصور بكاميرا الجوال من بين جدار شجري وعلى بعد عشرة أمتار، تأسفت كثيراً على الرجل.. حيث لا يستدعي تصوير امرأة محجبة تتناول قهوتها بهدوء وتقرأ كتاباً ثم تدون ملاحظاتها، من باب الواجب والمسؤولية لا الشكوى قصدت رجال الأمن SECURITY وأخبرتهم بقصة الرجل ولم أشر إليه لأن حاله كانت مثيرة للشفقة أكثر، أدركت وقتها أهمية وجود رجال الهيئة في هذه الأسواق لا من باب المضايقة أو تقييد الحرية أو السطو على خصوصية الآخرين ونهرهم لتغطية الوجه أو.... بل من باب ضبط الأدب وتقديم التوعية والتوجيه لمثل هؤلاء المراهقين أو المرضى نفسياً والحفاظ على أصول وثوابت هذه البلاد.

نعم لوجود كاميرات في الأسواق حتى يتأنى لأولئك الانضباط واحترام حرية الآخرين وخصوصيتهم، نعم لوجود رجال من الهيئة ذوي طاقات بشرية متميزة في الأداء.. وغاية في الحرص على الحفاظ على النظام وعدم إثارة الفوضى.

نعم لكل ما من شأنه أن يحافظ على إنسانيتنا وخصوصيتنا واحترام هذا العالم الذي نشكل الجزء الكبير منه.

نعم لإعادة النظر في استخدام استراتيجية جديدة من قِبل الجميع..

أرجو أن نتمتع بالشجاعة الأدبية في تقبل النقد وفي الشجاعة لتغيير أنفسنا وفي الشجاعة لنقد هادف كذلك بعيد عن السخرية والاستهزاء بالآخرين أو الاستهانة بعملهم.

MAYSOONABUBAKER@YAHOO.COM





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد