Al Jazirah NewsPaper Friday  03/07/2009 G Issue 13427
الجمعة 10 رجب 1430   العدد  13427
جازان في عيون القادم إليها
د. عبد المجيد محمد الجَّلال *

 

جازان لؤلؤة الجنوب، الثغر الباسم، في أقصى الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية، تبدو للزائرين والسياح حُلَّة قشيبة بمدنها وقراها، وسهولها وجبالها، وأوديتها وشعابها، وأخوارها وهضابها، وسواحلها وجُزرها، وقد اتشحت بالغابات، ومنابت الشجر والعُشب، وعبير الاقحوان والحبق والدوش والكادي والفل والريحان والبعيثران والشار والبشام. في هذه المنطقة العزيزة من بلادنا، تتنوع التضاريس، والطبيعة، والمناخ، ومن ثمَّ تتنوع مصادر الجاذبية والسحر والجمال، بما يتيح للقادمين إليها خيارات أوسع في التنزه والتنقل بين معالمها السياحية.

القادم إلى جازان سيجد في الدرب، وصبيا، وبيش، والدائر, وأحد المسارحة، وصامطة، والريث، والحرث، وضمد، وأبي عريش، والعارضة، والعيدابي، وفرسان، والمراكز والقرى التابعة لها، مكاناً للراحة والتأمل، والاستمتاع بهدأة الليل وسكونه، ومعالم سياحية مفعمة بالثراء والتنوع.

في بحر جازان، وجُزرها، تتناثر المتاحف المائية الطبيعية، وغابات الشُعب المرجانية في أشكال هندسية بديعة، تحبس الأنفاس، وتجعل الناظر يتأمل أكثر في عجائب هذا البحر، وإبداع رب هذا الكون العظيم، في ملكوته.

وفي جبال جازان ومرتفعاتها: فيفا، والعبادل، وبني مالك، والحشر، والقهر، وبيش، وآل يحيى،... تبدو أكثر إثارة وإمتاعاً، وجمالاً وإبهاراً، وهي تعانق هامات السُحب، ويحيط بها الضباب، في لوحة ربانية تأسر الخواطر والمشاعر، وتتجاوز في المعاني والمباني لوحات البشر، وتشكيلاتهم الفنية. وتكتحل العيون برؤية المناظر الطبيعية الخلاَّبة، والنباتات العطرية الفواحة، والمدرجات الزراعية، والقلاع العالية، والقرى المتناثرة على سفوح هذه الجبال والمرتفعات.

ولعلَّ الأجمل في الحديث عن جازان، حين يتصل الأمر بمناقب أهل هذه المنطقة، فإلى جانب حضورهم عبر حقب التاريخ المتتابعة، وتراكم مخزونهم الثقافي والفني بكل تنوعه وامتداده، فقد كان لهم إسهام وافر بعلمائهم ومفكريهم ورجالاتهم في مشروع بناء الدولة السعودية الحديثة بشرائطها الحضارية المنبثقة من قيم الإسلام ومبادئه الرفيعة.جازان منطقة سياحية واعدة، غنية بالشواطئ البكر، والعيون المعدنية، والينابيع الكبريتية الحارة، وبالمواقع الطبيعية، والتاريخية، والأثرية، والتراثية، تستحق أن تتوجه إليها الاستثمارات والمشاريع والصناعات ذات الصلة، وأن يقصدها السياح والزائرون للتمتع بمعالمها السياحية، خاصة في فصلي الشتاء والربيع، حيث يعتدل الطقس، ويحلو التنزه، والصيد، والغوص، وارتياد الجبال والمرتفعات، كما يحلو الاستمتاع بمهرجاناتها الموسمية، ومأكولاتها الشعبية، وأسواقها بمنتجاتها التقليدية والتراثية التي تعكس حضارة هذه المنطقة وتنوع تراثها الثقافي.

عزيزي القارئ هلاَّ اكتشفت جازان!

مدير عام التطوير الإداري المكلف الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد