نشر في صحيفة الجزيرة يوم الخميس الموافق 2 رجب1430هـ، في العدد 13419 خبر بدء استقبال الطلبات للراغبين في الالتحاق بالدفعة الخامسة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وقد استبشرت بعنوان الخبر وانجذبت لأستقي أطراف هذا الخبر الذي انتظرناه وقتاً طويلاً، لأن الملاحظ في الفترة الماضية توقف غير مبرر من مقبل وزارة التعليم العالي لهذا البرنامج الذي له الأثر الواضح الآن وفي المستقبل بمشيئة الله تعالى، غير أن فرحة الخبر لم تكتمل، فعند قراءتي لتفاصيل الخبر تفاجأت بانعدام الفرص للتخصصات النظرية على وجه العموم، والتخصصات الإنسانية على وجه الخصوص، فأكملت الخبر دون أن أجد أي إشارة لفرص أو عدد معين من المقاعد للمبتعثين مخصصة للتربية الخاصة، وهو التخصص الذي سمعنا على لسان الدكتور الموسى وكيل وزارة التعليم العالي في اللقاء التوعوي لمبتعثي المرحلة الرابعة بأنه في شهر صفر سيتم الإعلان عن600 فرصة لتخصصات التربية الخاصة التي تشمل الإعاقة السمعية والإعاقة الفكرية وصعوبات التعليم والتوحد والاضطرابات السلوكية وخلافه، غير أننا انتظرنا من شهر ذي الحجة من عام 1429هـ، وحتى شهرنا الحالي شهر جب، لنفاجأ بأن المرحلة الخامسة لم تفي بالوعود التي انتظرناها طيلة الفترة الماضية.

العجيب فيما حدث وما يحدث أن الجامعات الناشئة حالياً والجامعات الراسخة في المملكة تعاني من عجز كبير في كادر أعضاء هيئة التدريس في أقسام التربية الخاصة في تلك الجامعات، هذا ونحن نغض الطرف عن المجالات الأخرى كالمؤسسات الاجتماعية والجمعيات المتخصصة ومجالات الإعلام المختلفة التي تنتظر من وزارة التعليم العالي لفتة لدعم التربية الخاصة وزيادة أعداد المتخصصين لسد النقص الحاصل الذي عجزت الجامعات عن تغطيته طيلة السنوات الماضية.

إن مجال التربية الخاصة لا يزال تخصص ناشئ وفي ريعان شبابه، والمتحمسين لهذا المجال والمحبين لهذا التخصص أعداد كبيرة تريد دعم المجال من خلال مواصلة دراسة الماجستير والدكتوراه لسد النقص الحاصل أولاً، ولنقل الخبرات الخارجية لدعم التخصص داخل مؤسسات المملكة العربية السعودية، وهذا لن يتأتى إلا بتضافر الجهود ودعم المسؤولين لذلك من خلال توفير وتخصيص عدد معين من بعثات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث لصالح التربية الخاصة.