Al Jazirah NewsPaper Monday  06/07/2009 G Issue 13430
الأثنين 13 رجب 1430   العدد  13430
الاعتماد الأكاديمي وتوكيد الجودة
د. خليل إبراهيم السعادات

 

عقدت في جامعة الملك سعود ورشتا عمل؛ الأولى حول الاعتماد الأكاديمي في التربية البدنية والرياضية، والثانية حول الاعتماد الأكاديمي البرامجي وتوكيد الجودة، فماذا يعني توكيد الجودة.

يعني توكيد الجودة تفادي العيوب والأخطاء في المنتج.....

..... أو الخدمة ويهدف إلى تحقيق هدف المؤسسة في المحافظة على مستوى معين من الجودة وتحسينها بشكل مستمر. ولا يكفي إعلان المؤسسة التزامها بالجودة أو أن تكون ضمن قواعدها وسياساتها، بل لا بد من اتخاذ جميع الوسائل والطرق التي تضمن جودة المنتج أو المخرج وفق معايير محددة تصنعها المؤسسة أو تتبع معايير من نماذج مختلفة الجودة، وبما أن هدف توكيد الجودة هو التحسين المستمر فإنه يستحسن أن تضع المؤسسات طريقة لمعرفة مدى الالتزام بنظام الجودة، وطريقة لتعديل الأخطاء، وطريقة لتعديل وتغيير النظام.

ويعد الاعتماد إحدى طرق توكيد الجودة وتعتمد هذه الطريقة على أن جودة المدخلات تؤدي إلى جودة المخرجات، وفي النظام التعليمي فإن هذا يتمثل في جودة مدخلات النظام التعليمي كجودة المنهج وجودة الوسائل والتشريعات والقوانين وجودة الإدارة وجودة الموظفين في المؤسسة التعليمية وجودة الطالب، ويتم تحديد معايير جودة هذه المدخلات وفق ما تضعه المؤسسة التعليمية لنفسها أو وفق معايير أخرى معترف بها كما ذكر سابقاً.

وفي هذه الطريقة تركز المؤسسة التعليمية على جودة المدخلات وتفاصيلها الدقيقة أكثر من تركيزها على التفاصيل الخاصة بالعمليات أو المخرجات.

طريقة أخرى لتوكيد الجودة وهي التقييم الذي يركز على تقييم مخرجات النظام التعليمي وهنا يتم تقييم البرامج والمواصفات، ومدى رضا الطالب عن الخدمات التعليمية، تلبية حاجات سوق العمل المحلي، وربما تأخذ وجهة نظر أولياء الأمور حول مستوى هذه الخدمات التعليمية أن تحسين الجودة عملية تشمل جميع الإدارات والأقسام في المؤسسات سواء كانت تعليمية أو غير تعليمية، وأن عملية التحسين تتم لتحقيق رضا المستفيدين وهذا يتطلب أن يعمل جميع الموظفين والعاملين والإداريين والأساتذة والمخططين لتحقيق هذا الهدف.

وتساعد الأبحاث العلمية على الوصول إلى الجودة والحفاظ عليها وتوكيدها نظراً لما تقدمه من نظريات وفلسفات وحلول مقترحة وتوصيات عملية وآلية لتنفيذ هذه الحلول والتوصيات.

وربما يمثل الطلاب مصدراً من مصادر تحسين الجودة بما لديهم من ملاحظات واقتراحات وانتقادات للنظام التعليمي، وقد يكون هذا المصدر ثرياً ومفيداً جداً، نظراً لأنه يأتي من المستفيدين أنفسهم بما لديهم من حاجات ورغبات وتطلعات يودون تنفيذها على أرض الواقع، وأولياء الأمور أيضاً يمثلون مصدراً آخر للمعلومات بما يقدمون من آراء ورغبات حول مستقبل وتوجهات أبنائهم بعد الانتهاء من مراحل التعليم.

ومن المفيد جداً نشر ثقافة الجودة بتقدير جودة المنتج والخدمات المقدمة ومقارنتها بمنتجات وأعمال أخرى في مؤسسات مماثلة، وأن تكون ثقافة الجودة جزءاً من الثقافة التنظيمية والإدارية في المؤسسة سواء كانت تعليمية أو غير تعليمية، وقد تتبع بعض الخطوات لتحقيق تحسين الجودة؛ مثل تحديد الأهداف والمعلومات، والتحليل، والتصحيح ومنع وقوع الأخطاء، أو محاولة منع وقوع الأخطاء.

ومن المهم ألا يُنظر إلى الجودة وتوكيدها على أنها عمليات تنظيرية فقط تقتصر على إلقاء المحاضرات وتقديم التنظيمات والتوجيهات وسرد النقاط واللوائح وتقديم أوراق العمل، بل يجب أن تربط بالنواحي العملية والتطبيقية الواقعية حتى تكون متصلة بهذا الواقع ولا تغرد خارجه أو أن تعيش في خيال لا وجود له.

ومن المهم أيضاً أن ترتبط بحاجات المؤسسات التعليمية وحاجات المجتمع المحلي وأفراده وأن تربط بالثقافة المحلية وأن يصل رضا المستفيد إلى مستوى عال حتى تتحقق الأهداف ويتم توكيد الجودة.

وعلى الله الاتكال.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد