Al Jazirah NewsPaper Monday  06/07/2009 G Issue 13430
الأثنين 13 رجب 1430   العدد  13430
نهارات أخرى
نتحاور لنتعايش لا لنتشابه
فاطمة العتيبي

 

لا يمكنك إلا أن تبتهج بأن ألفا ومائتي سعودي وسعودية دربهم مركز الحوار الوطني ثم أطلقهم ليدربوا كافة الشرائح المجتمعية عبر مواقعهم المختلفة في ثقافة الحوار وكيفية جعله جزءاً من المشهد اليومي المعاش في كافة تفاصيل الحياة، بدءاً من الأسرة وأفرادها وانتهاء بالمسؤول وحواره مع من يقود ومروراً بشريحة هامة جداً وهي المفكرون والكتاب والمثقفون وأئمة المساجد ورجال الشريعة والإفتاء والقضاة في محاكمهم وأساتذة الجامعات في مدرجات محاضراتهم.

قلت ذات يوم إن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني (ورشة عمل كبرى) لنشر ثقافة الحوار.

واليوم وأنا أرى مئات المدربين والمدربات الذين تخرجوا في هذا المركز وتعاملت مع كثيرين وكثيرات من المترددين والمترددات على المركز كلهم قد بدت عليهم واضحة معالم ثقافة الحوار فهم يتحدثون بهدوء ويقبلون رأيك بتقدير ويختلفون معك بأدب ولا تغيب عنهم لغة الجسد ووسائل الإقناع والتأثير فثقافة الحوار وأساليب الحوار الناجح هي معلومة واسعة يتلقاها المتدربون ويتقنونها ويتولون نشرها من خلال مواقع أعمالهم المختلفة في شتى مدن ومحافظات المملكة.

* الشيء الذي لا بد أن نستحضره دائما ويستحضره معنا مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أن المتشابهين والمتماثلين لا يحتاجون إلى حوار بينهم، إنما الحوار وثقافته جاءت من اقتناع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله رائد الحوار وصاحب فكرته الأولى أن الحوار وسيلتنا للتلاقي في نقطة متوسطة تجمع بيننا تحت مظلة وطننا المجيد عبر اختلافاتنا وتعدديتنا التي لا تنفي عنا الوطنية.

تلك نقطة هامة لا بد أن يعيها الألف ومائتا مدرب فنحن نتحاور لأننا نختلف ونحن نتحاور لأننا نريد أن نلتقي تحت مظلة الوطن الواحد مثلما نحن نتحاور مع الآخر حتى نلتقي عبر نقاط مشتركة تجعلنا نتعايش مع الأمم الأخرى ونقبل اختلافها عند النقطة التي لا تمس ما نعتقده ونؤمن به.

* نحن نتحاور حتى نلتقي مع من نختلف معه على أرضية مشتركة ولسنا نتحاور حتى نتشابه أو نتطابق مائة بالمائة!!



Fatemh2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد