Al Jazirah NewsPaper Monday  06/07/2009 G Issue 13430
الأثنين 13 رجب 1430   العدد  13430
د. طلال:
التشخيص الدقيق لأسباب الصداع بأحدث الأجهزة يؤدي إلى نتائج ممتازة

 

يعاني حوالي 60 - 70% من سكان العالم آلاماً في الرأس بين الحين والآخر، وكثير من هذه الآلام تختفي تلقائياً في غضون ساعات، ولكنها تستمر عند البعض لفترة أطول وتتردد كثيراً عند القليل من الناس. هناك أسباب مختلفة ومتعددة لآلام الرأس، فحسب إحصائيات الجمعية الدولية للصداع International Headache Societyيوجد ما يقارب 176 نوعاً من هذه الآلام، منها ما هو شائع بشكل كبير ومنها ما هو نادر الوجود. وتختلف آلام الرأس في طبيعتها وموضعها في الرأس وكذلك في قوتها حسب النوع الذي يمكن تحديده من قبل طبيب أمراض المخ والأعصاب.

تشخيص أسباب الصداع يكون من خلال مجموعة من أحدث الأجهزة مثل أجهزة تخطيط الدماغ وكذلك التصوير الطبقي مثل CT-scan أو MRI الرنين المغناطيسي بالإضافة إلى تخطيط الدماغ EEG وتحليل مختبري في بعض الحالات.

تعتبر آلام الرأس أحد أهم الأعراض التي يشتكي منها الناس في عيادة طب المخ والأعصاب والتي تدفع أصحابها أحياناً كثيرة إلى استشارة الطبيب.. وفي هذا الحوار سنلقي الضوء على عرض الصداع ومعرفة أسبابة وأنواعه وسبل العلاج والتشخيص مع الدكتور طلال محفوظ استشاري المخ والأعصاب بمستشفى د. سليمان الحبيب بالقصيم.

الدقة تؤدي إلى علاج ناجح

* دكتور طلال ما هي أنواع الصداع وأسباب حدوثه وهل يكون الصداع نتيجة أمراض أخرى...؟

- ينتج صداع الرأس عن كثير من الأمراض منها ما هو داخل الجهاز العصبي ومنها ما هو خارجه، حيث يعتبر في هذه الحالة عارضاً من عوارض مرض ما يسبب ألماً بالمريض. وفي كثير من الأحوال يشكّل هذه الصداع مرضاً عصبياً بحد ذاته لذلك يتوجب على الطبيب أن يحدد بدقة نوعية المرض ومن ثم يستطيع أن يصف الدواء المناسب والملائم لكل حالة وذلك من خلال الاعتماد على أحدث طرق التشخيص التي تعتمد على الأجهزة الحديثة، حيث إن التشخيص الدقيق مقدمة لعلاج ناجح.

95% من الحالات ناشئة عن تغيّرات فسيولوجية

وحسب التصنيف الدولي للصداع يوجد ما يعرف بالصداع الابتدائي primary headache ونسبة حدوثه تتجاوز 90% من حالات الصداع وينشأ هذه النوع عن تبدلات فسيولوجية أو وظيفية في أماكن معينة من الرأس كالأوعية الدموية ومراكز معالجة الألم في الدماغ وكذلك العضلات الرأسية والتي تنتج عن استجابة الجسم لتغيّرات كيماوية عضوية تحدث هذه التبدلات.

وللصداع الابتدائي أنواع كثيرة من أهمها وأكثرها شيوعاً هو ما يعرف بالصداع التوتري tension headache وصداع النصفي أو الشقيقة Migraine وكذلك الصداع العنقودي ClusTer Headache وهناك أنواع أخرى شائعة أيضاً كالألم في العصب الثاني للرقبة C2 والمعروف بالألم ابتداء من الرقبة والامتداد وراء الأذن يصل للعين مما يستدعي أحياناً إجراء بعض الحركات الدقيقة والحساسة للرقبة لفك هذا الألم والتخلص منه نهائياً، علماً بأن هذه الحركات الخاصة يجب أن تجرى بواسطة طبيب متمرس جداً.

تأثير للأمراض الأخرى

أما النوع الثاني فهو الصداع الثانوي Secondary Headacheونسبة حدوثه 10% من مجموع الصداع وينشأ عن أسباب كثيرة ومختلفة منها على سبيل المثال الصداع الناتج عن التهاب السحايا أو الأورام السرطانية، وكذلك الجلطة أو النزيف الدماغي، التهاب الجيوب الأنفية، ارتفاع المفاجئ لضغط الداخلي للعين. وكذلك قصر أو انحراف البصر ومشاكل الأسنان وأسباب كثيرة.

40 - 60% يصابون بالصداع التوتري

* دكتور.... ما هي مظاهر الصداع وما هي أكثر الأنواع شيوعاً...؟

- مظاهر الصداع تختلف باختلاف نوع الصداع، فالنسبة لأكثر الأنواع شيوعاً وانتشاراً بين الأنواع الابتدائية للصداع التوتري، حيث تبلغ نسبة الإصابة به 40 - 60% من الناس ونسبة إصابة الذكور تشابه نسبة إصابة الإناث بهذا النوع وينتج عن توترات وتقلصات في عضلات فروة الرأس والعنق وتوصف أعراضه بإحساس بشد أو بضغط من ضعيف إلى متوسط القوة في مناطق مختلفة من الرأس أو في الرأس كله ويستمر في معظم الحالات لفترة قصيرة نسبية. وممكن أن يتحول هذا النوع - مع مرور الوقت - إلى صداع مزمن قد يصعب علاجه إذا كان في مراحل متقدمة.

أنواع كثيرة

أما بالنسبة لثاني أنواع الصداع شيوعاً وهي الشقيقة أو الصداع النسبي Migraineفقد يسبق هذا الصداع إحساس بقرب حدوثه وتغيّر بالنظر أو تغيّرات مؤقتة مصحوبة بتنميل أو ثقل في أحد الطرفين أو اضطراب في النطق وقد تستمر هذه الفترة إلى حوالي 30 دقيقة تليها الصداع الحقيقي الذي يمكن أن يصيب نصف الرأس أو الرأس كله ويكون غالباً من النوعي النبضي مصحوباً أحياناً، بالغثيان الذي قد يؤدي إلى التقيؤ. ويفضل المريض عادةً البعد عن الضوء والضوضاء. ونسبة الإصابة بين النساء تفوق نسبة الرجال بأربعة أضعاف. وقد تستغرق نوبة الشقيقة من 4 ساعات إلى 3 أيام. وهناك أنواع أخرى أقل شيوعاً أو نادرة الحدوث.

تحديد السبب الحقيقي أمر ضروري

* إذاً د. طلال كيف يتم علاج الصداع..؟

- لا بد في كل الأحوال من تحديد السبب الحقيقي لهذه الآلام وهو أمر ضروري لغاية للوصول إلى التشخيص السليم حتى يتم الوصول إلى أفضل النتائج في موضوع العلاج.

ومن الضروري استشارة الطبيب لمعرفة السبب وعلاجه الذي سيقوم أحياناً بالفحوصات اللازمة وكذلك الاستعانة بأدوات التشخيص مثل أجهزة تخطيط الدماغ وكذلك التصوير الطبقي مثل CT-scan أو MRI الرنين المغناطيسي بالإضافة إلى EEG وتحليل مختبري إن لزم الأمر ESR-CRP.

نصائح طبية

* قبل أن ننهي الحوار دكتور.... ما هي النصيحة التي توجهها لمن يعاني من نوبات الصداع المتكررة...؟

- ينصح مريض الصداع بأخذ قسط كاف من النوم خلال الليل وضبط مواعيد الاستيقاظ والذهاب إلى الفراش وكذلك الانتظام في وجبات الطعام وأخذ الكمية والنوعية المناسبة وتجنب الإرهاق والضجيج أو التعرض لأجواء متقلبة. وممارسة تمارين الاسترخاء من حين لآخر والبعد عن الانفعالات والتوترات النفسية. عدم التأخير في تناول الأدوية التي وصفها الطبيب وكذلك عدم الإفراط في تناول العقاقير المسكنة. استشارة الطبيب لوصف الدواء المناسب لكل حالة بعد إجراء الفحوصات اللازمة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد