Al Jazirah NewsPaper Wednesday  15/07/2009 G Issue 13439
الاربعاء 22 رجب 1430   العدد  13439
أنت
أبناؤنا المراهقون
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

 

يالله صلاح العطا.. دعاء عرفت معناه وأحسست بكل ما يعنيه حينما صار لي أبناء مراهقون.. فشعور الخوف على الأبناء يتغلب على الشعور برجائهم.. فأنت أمام أبنائك بين ثلاثة خيارات.. الأول أن ترجو خيرهم.. والثانية أن تكتفي برجاء أن يفيدوا أنفسهم وألا يكونوا عالة على غيرهم.. والثالثة أن ترجو أن يكفيك الله شرهم.. لذلك فإن الخوف على الأبناء هو الإحساس الدائم المسيطر على كل أب وأم.

وها قد انقضت الامتحانات.. فدعونا نسيح بفكرنا حول التعليم وما نرجوه أن يكون ليحقق ما نأمله في أبنائنا.. فمثلاً.. امتحانات الشهادة الثانوية، لماذا تطبع على ورق وتكتب إجاباتها بالحبر الأزرق؟.. لماذا لا تكون الإجابات على الشبكة الإلكترونية وبدون حبر؟.. أليس ممكنا أن يؤدي كل طالب في المرحلة التوجيهية امتحاناته كلها من خلال الشبكة.. وأن يكون التصحيح إلكترونيا دون حاجة للجان التصحيح ولجان التدقيق ولجان الرحمة؟.. كل ذلك يمكن التحكم فيه بآلية صارمة لا تجاوز إنساني فيها ولا خطأ.

وهل ثلاثمائة ألف جهاز كمبيوتر مشكلة تعيق تنفيذ ذلك الحلم في بلد كالمملكة العربية السعودية؟.. إنني أظن -وبعض الظن إثم- أن الأموال المجمدة لمؤسسة الحرمين مثلاً لو تم تحويلها لصالح هذا المشروع الوطني بدلاً من تجميدها لكفى.

والآن دعونا نتناول أمراً يحار فيه الكثيرون.. في الإجازة الصيفية ما هو أفضل شيء يمكن أن تفعله لابنك المراهق؟.. سؤال كل له رأي فيه.. وكل يرى أن رأيه الصواب!.. المشكلة ليست ها هنا.. المشكلة أن ابنك المراهق لا بد أن يكون له رأي آخر.. هنا ما هي الخيارات المتاحة لمواجهة رأي أنت ترفضه.. أيضاً كلنا لديه الإجابة على ذلك السؤال.. لكن قليلين منا يعرف الإجابة الصحيحة.

أنا من هؤلاء الذين يرون أن من يستطيع نقل ابنه أو أبنائه المراهقين من البيئة التي اعتادوها إلى بيئة جديدة عليهم أن يكتشفوها ويسبروا أغوارها ويتعلموا مهارات العيش فيها عليه أن يفعل ذلك.. فأنا من هؤلاء الذين استفادوا من الابتعاث والدراسة الجامعية خارج الوطن.. وكسبت منها تجربة ومعرفة ما كنت أظن أن اكتسبها لو لم أُبتعث خارج المملكة وهذا معروف وفضل احمله لوطني ما حييت.. لذلك أرى أن من يستطيع إرسال ابنه خلال أشهر الصيف خارج المملكة.. لتعُّلم لغة ثانية أو الاشتراك في معسكرات تدريبية عالمية فعليه أن يفعل ذلك.. وإن لم يكن ذلك ممكناً فعليه تشجيع ابنه على حضور محاضرات تطوير الذات.. تلك المحاضرات القصيرة يمكن أن توقظ ابنك المراهق إذا أراد الله له ذلك.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد