Al Jazirah NewsPaper Friday  17/07/2009 G Issue 13441
الجمعة 24 رجب 1430   العدد  13441
مطاردة توم وجيري؟!
التقارب الأمريكي الروسي الجديد
د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ

 

القمة الأمريكية الروسية المؤخرة بين الرئيسين الأمريكي والروسي، وما أشير إلى نقاط الاتفاق كما يذكر أوباما: (تشكل نقاط الاتفاق بين أمريكا وروسيا أكثر من نقاط الاختلاف بينهما)، ومنها ما تم توقيعه من قبل الرئيسين المتمثل في السماح للشحن الجوي المتجه إلى أفغانستان عبر الأجواء الروسية.

أما نقاط الخلاف فيتصدرها مسألة تركيب الصواريخ المواجهة لروسيا في الجانب الأوروبي، بل على أراضي دول كانت تدور في فلك (الاتحاد السوفييتي) السابق. وهذه الاتفاقات والاختلافات ما للعرب منها وما عليهم فيها؟، ما يتعلق بكوريا الشمالية، إيران، القضية الفلسطينية، والمسائل العراقية والأفغانية والصومالية.

المعروف أن التقارب الروسي الإيراني تعتبره روسيا الورقة التي تلعبها عندما تتصارع سياسيا مع الغرب الذي تتزعمه، بالطبع، الولايات المتحدة الأمريكية. يقال: إن لسياسي روسي مقولة في العرب: (لا ينفعون صديقا ولا يضرون عدوا). يراهن العرب على (الأمريكان)، بناء على تجربة، أو خبرة، يمكن؟ ويعتبرون أنفسهم في خطر لو لم يفعلوا ذلك، أي القرب من أمريكا.

لنستعرض تجارب العرب، وربما المسلمين، مع الغرب، مع الدول الأوروبية تحديدا: الحروب الصليبية، الاستعمار، تكوين دولة إسرائيل، الاعتداء الثلاثي على مصر. أما مع أمريكا: إنهاء الحرب العالمية الثانية، الوقوف ضد الاعتداء الثلاثي على مصر، تحرير الكويت، غزو أفغانستان، احتلال العراق والإطاحة بصدام، المساندة المطلقة للدولة العبرية في فلسطين.

فكيف تحسب المعادلة، جبريا، بالزائد والناقص، هل نقول: إن أوروبا بالناقص، بالنسبة لقضايا العرب والمسلمين؟، وهل يمكن أن نقول: إن أمريكا بالزائد بالنسبة للقضايا العربية والإسلامية؟ هل يمكن القول: إن روسيا (غسلت يديها) بالنسبة للعرب وانحازت إلى إيران، تعاونها في تحقيق تطلعها لحيازة القوة النووية في منطقة الخليج، وفي وسط آسيا؟ وستكون هذه القوة النووية تقابل قوة الدولة العبرية في الشرق الأوسط، فمن جهة إيران ومن أخرى إسرائيل بالنسبة للعرب.

تمسك أمريكا (أحيانا) باليد الإسرائيلية لتمرر من خلالها أجنداتها، أفسوف تمسك روسيا باليد الإيرانية لتمرر بها أجنداتها هي الأخرى، أم فقط لتلوح بها (ورقة رابحة) عندما تتأزم الأمور بينها وبين أمريكا؟ ماذا بقي لروسيا من الأوراق أمام القوة والجبروت الأمريكيين ومدهما غير المتناهي.

زحفت أمريكا، ولا تزال على المياه الدافئة في الشرق الأوسط ووسط آسيا، كما كان يفعل الاتحاد السوفييتي المقوض، وترغب الزحف على المياه الباردة في الظهير الروسي. ألا تحسب روسيا لهذا الحسابات؟ ساندت أمريكا وتساند دولة نووية في الشرق الأوسط، أفلا تساند روسيا دولة نووية (مستقبلية) في الخليج؟

أسئلة تطرح على المخططين (الجيوستراتيجيين) وعلى مراكز البحث العلمي، في الوطن العربي بطوله وعرضه وامتداده المميز من الخليج إلى المحيط، لرصد التحركات الدولية وتحليلها ومعرفة مالها وما عليها من وجهة نظر عربية وإسلامية. أتحدى هذه المراكز، إن وجدت أن تقوم بمثل هذه الدراسات وترسم من خلالها توجهات تخدم القضايا العربية والإسلامية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد