Al Jazirah NewsPaper Friday  17/07/2009 G Issue 13441
الجمعة 24 رجب 1430   العدد  13441
صدى لون
التحكيم عن بعد!!
محمد الخربوش

 

جرت العادة ووفق نظام أي تحكيم أو تقييم أن يتم ذلك وفق معايشة اللجنة المكلفة بالتحكيم للعمل (أياً كان) سواء كان نصاً شعرياً أو (لوحة فنية) أو قطعة نحتية أو قصة أو بحث أو صورة فوتوغرافية أو غيرها لب الحكاية أن موضوع التحكيم أمر في غاية الأهمية لأن رأي لجان التحكيم وقراراتها هو الفيصل وهو الذي يحدد مسار الجوائز ويحدد من هم أصحابها وفق أولويات وضوابط وشروط ومعطيات محددة أي أن لجان التحكيم تتعامل مع واقع محسوس ومرئي ومعايش بحالته الطبيعية وعلى كينونته ومن هنا فإن اللجنة قادرة على أن تتحسس كل جزئيات العمل وتدرك كل أسراره وخفاياه وقادرة أيضاً على أن تتعايش مع كل تفاصيل العمل ومناطق القوة والضعف فيه بعيداً عن الاجتهادات والتخمينات التي لا تستند على معايشة للعمل عن قرب !! وقد يحدث أحياناً حسب ما سمعت مؤخراً أن بعضاً من لجان التحكيم خاصة في مجال الفن التشكيلي تتعامل مع الأعمال من خلال الصورة الفوتوغرافية، وبالتالي فإن مسار قرار اللجنة يتم من خلال صورة العمل وليس العمل (بشحمه ولحمه) وإذا كانت هذه الحالة لدينا فأن هذا التوجه بالفعل هو توجه خاطئ وغير دقيق وغير عادل إطلاقاً خاصة إذا علمنا أن التصوير الضوئي يمتلك العديد من التقنيات اللونية والضوئية الهائلة إضافة إلى مهارة المصور نفسه وزاوية الالتقاط والمحسنات والمرشحات الضوئية وغيرها من تقنيات في التصوير الضوئي قد لا أعلم أسرارها، ومن هنا فإن الحكم على الأعمال الفنية من خلال الصورة هو مسار مائل قد يلحق الضرر بالكثير من الفنانين المبدعين وكم من عمل فني جاء من خلال الصورة أضعف بكثير من الواقع أو العكس، وبالتالي فإن مثل هذا التوجه إذا هو حدث أو سوف يحدث فعلاً فإنه قد يضر بساحة المسابقات وسوف يعمل على زعزعة الثقة مابين التشكيليين والجهات المنظمة . ثم أن طرح هذه الإشكالية وبهذه الافتراضية ليس موجهاً لأحد أو لجهة بعينها لكن مثل هذا الحديث تم تداوله هنا وهناك وبالتالي فإن الإشارة إلى مثل هذا النوع من التجاوزات هو قد يكون إجراء احترازيا لمنع حدوث ذلك لأننا معاً نعمل على أن تظل ساحات التشكيل بكل معطياتها وفعالياتها ومعارضها ومنافساتها خالية من كل المنغصات والعوائق أياً كانت.



Sada-art@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد