Al Jazirah NewsPaper Friday  17/07/2009 G Issue 13441
الجمعة 24 رجب 1430   العدد  13441
وصف الحوار بأنه (أحد موجهات المعرفة) في الألفية الجديدة
فيصل بن عبدالله يؤكد تفعيل 187 موضوعاً منهجياً تحث على القيم والتسامح

 

الجزيرة - خاص

وصف سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد (الحوار) بأنه أحد موجهات المعرفة في الألفية الجديدة الذي يؤدي إلى (تبادل الخبرات والمعارف ونجاح الشراكات).

وقال سموه في ورقته التي ألقاها في منتدى المدربين والمدربات الأسبوع الماضي: إنني مؤمن بأن السبيل الأكثر نضجاً وجاهزية اليوم لإعادة دوران عجلة الحوار الهادف والفكر النقدي السليم هو المعلم.

وأضاف أننا بحاجة إلى مُربين على مستوى من المهنية والكفاية والقدرة، لتحويل ما يدرسه الطالب نظرياً في مدرسته إلى أفعال وسلوك يمارسه مع زملائه ومعلميه ومجتمعه.

وأشار سموه إلى وجود 187 موضوعاً، موزعة على كل المراحل الدراسية، تحث على قيم الحوار والتسامح والوسطية، (ونريد أن تؤدي هذه الموضوعات دورها كما يجب، وأن تتمثّل القيم النبيلة في سلوك أبنائنا داخل المدرسة وخارجها، وأن نقيهم مسالك الإرهاب والتطرف، ونأخذ بأيديهم نحو طلب المعالي من الأمور).

وقال: إن الخلاف مبدأ إنساني وكوني، مصداقاً لقول العزيز سبحانه {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، لكن المذموم منه هو الذي يتحول إلى فتنة وإلى عنف لأسباب واهية ما أنزل بها من سلطان، وما الحوادث المؤسفة التي قد تتحول إلى شقاق في المجتمع إلا نتائج مؤلمة لتغييب (أدب الخلاف)، وممارسة (ثقافة التصميت) ومنع الصغار والشباب من التعبير عن آرائهم، والوصاية المتوارثة المبنية على الإخضاع والفردية واختفاء سياسة الإقناع.

وشدد سموه على أننا دخلنا فاصلاً زمنياً هائلاً عما ألفه البشر عبر قرون، فرض ثورة بدأت تعيد تشكيل كل شيء حولنا.. ولكي نتصور حجم التغيّر هذا.. انظروا إلى وابل الرسائل الفضائية والإلكترونية وقدرتها على اقتحام خصوصياتنا في كل زمان ومكان نكون فيه.. تأتي ومعها قيم مختلفة ومواقف ومضامين حضارة كونية آخذة في النمو بسرعة، وأسلوب حياة بمقاييس خارجة عن سياقات ما اعتدنا عليه مع ذواتنا وأسرنا وأعمالنا ومجتمعنا.. وإن التقنية -التي غيّرت مجرى الكون- بكل أشكالها ومجالات عملها التربوية والصحية والاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية.. هي البُنية التحتية (للثورة المعرفية) المرتبطة (بالثروة واقتصاد المعرفة) الجديد، وهي نفسها مصدر التهديد المجتمعي الغامض، وليس أمامنا خيارات أفضل من اقتحامها وتطويعها على أسس سليمة وتأهيل الناشئة فكرياً وعلمياً، فهي آخذة في النمو والتطور المذهل نحو إنتاج المعرفة وتسويقها بأشكال مبتكرة كما يؤكد العلماء، محدثة بذلك مزيداً من التعقيدات المهنية، سواء كنا تربويين أم مهندسين أم أطباء أم اقتصاديين.. بل تجاوز الأمر إلى ظهور مهن جديدة يجري معها إعادة تعريف أدوارنا وتغيير في مسؤولياتنا باستمرار مع ما يصاحب ذلك من تحديات جديدة غير مألوفة.

وأكد سموه أمام هذا الانفصال بين عالم الأمس البعيد وعالم اليوم المرتبك تتأكد (رابطة الحوار) التي تدعم إنسانية البشر للفهم المشترك، وتقود إلى إعمال الفكر.. ذلك أن إنشاء المدارس وتعميم التعليم في العصر الجديد لا يكفي لاكتساب مقومات الازدهار المعرفي والوقاية من بعض تأثيراته، إلا إذا أصبح (الفكر النقدي) ركناً أساسياً من أركان التعليم منذ نعومة أظفار التلاميذ، وأن يتشرب الأطفال ثقافة الحوار السليم في سنوات أعمارهم الأولى بلغة محببة يفهمها الطفل، ليتعود على الحديث اللين بعيداً عن التشنّج والقسوة في الخطاب، ولا نستهين بإمكاناته الفكرية وقدراته على الاستيعاب، وسيكون لذلك نتائج مدهشة تفتح الباب أمامهم للتعرف على ما في الدنيا من آفاق وبدائل وفرص، وتكشف النقائص والأوهام التي تقف في الطرق المؤدية إلى المعرفة.

وأكد سموه دور المدربين والمدربات وقال: إنكم مقبلون على عمل جليل تعملون من خلاله على إبراز سُنّة حسنة، ورسولنا الكريم عليه السلام يقول: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً) و(سَنّ في الإسلام) تعني: إحياء وإظهار ما قد يخفى على الناس مما يحتاج إليه المجتمع؛ لذلك فإن الأمل فيكم يتعاظم اليوم، حيث تباشرون التدريب العملي لموضوع هو الآن شغلنا الشاغل، وتؤسسون لمرحلة تعاطي جديدة لتطبيق (الحوار) على مرتكزات علمية.

وفيما يلي نص كلمة سموه:

حاور الله جلّت قدرته ملائكته الكرام قبل أن يوجد الإنسان، ثم حاور آدم عليه السلام في موقف عظيم، فكانت البداية مع الحوار الذي رسم به منهج حياة البشر حتى اليوم وإلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.. فنحن نبدأ يومنا بحوار داخلي مع النفس أمام الفطرة السليمة، حينها نناجي الخالق عز وجل عندما نُصبح بذكر الله ونُمسي بذكره تعالى، فيكون سلوكنا نتيجة أفكارنا العميقة التي تنعكس في حواراتنا مع أسرنا وزملائنا في العمل ومع الناس على هذا الكوكب، فبالحوار السليم لا الجدل السقيم تستقيم الحياة، ويحصل القبول، وينتشر الحب والوئام بين الناس، وفي محكم التنزيل: {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا}.

ويعد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (الحوار) أحد مقومات التطوير، ومن مقولاته الشهيرة حفظه الله: (إننا لا نستطيع أن نبقى جامدين والعالم من حولنا يتغير، ومن هنا سوف نستمر بإذن الله في عملية التطوير وتعميق الحوار الوطني).

إن في ذلك دعوة إلى الحوار الجيد المؤدي إلى التطوير والإصلاح على أسس راسخة تراعي آدابه وأركانه ومقاصده الوطنية العليا التي تتجاوز النظرة الضيقة المحصورة في الفردية إلى آفاق رحبة تعبِّر عن فكر جماعي وهو بمثابة السياج الأمني للوطن بكل مكتسباته وتطلعاته.

كما أطلق -حفظه الله- مبادرته العالمية الشهيرة لحوار الحضارات التي لقيت ترحيباً دولياً عالياً، وعدَّ دعاة السلام (مؤتمر مدريد) علامة فارقة في تاريخ الإنسانية لتعضيد السلام، ومواجهـة أشكال التطرف والسيطرة والإقصاء في العالم.

إذاً فأنتم -أيها الإخوة والأخوات- مقبلون على عمل جليل تعملون من خلاله على إبراز سُنّة حسنة، ورسولنا الكريم عليه السلام يقول: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً) و(سَنّ في الإسلام) تعني: إحياء وإظهار ما قد يخفى على الناس مما يحتاج إليه المجتمع؛ لذلك فإن الأمل فيكم يتعاظم اليوم، حيث تباشرون التدريب العملي لموضوع هو الآن شغلنا الشاغل، وتؤسسون لمرحلة تعاطي جديدة لتطبيق (الحوار) على مرتكزات علمية وتربوية، فيستفيد من علمكم وخبراتكم مئات الآلاف من زملائكم المشرفين والمعلمين، وبالتالي الأبناء والبنات (ثروة الوطن الأولى) ومصدر عزته ومنعته.

إننا بحاجة إلى مُربين على مستوى من المهنية والكفاية والقدرة، لتحويل ما يدرسه الطالب نظرياً في مدرسته إلى أفعال وسلوك يمارسه مع زملائه ومعلميه ومجتمعه.. وقد مررت في بعض قراءاتي لوثائق وموجهات العمل في وزارتنا (التربية والتعليم) على وثيقة ثمينة بعنوان (القيم في مناهجنا) أشارت إلى وجود (مئة وسبعة وثمانين موضوعاً) موزعة على كل المراحل الدراسية، تحث على الحوار والتسامح والوسطية، ونريد أن تؤدي هذه الموضوعات دورها كما يجب، وأن تتمثّل القيم النبيلة في سلوك أبنائنا داخل المدرسة وخارجها، وأن نقيهم مسالك الإرهاب والتطرف، ونأخذ بأيديهم نحو طلب المعالي من الأمور، ونعلمهم أن (الخلاف) مبدأ إنساني وكوني؛ مصداقاً لقول العزيز سبحانه (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) وفي ذلك حكمة؛ إذ لولا الخلاف ما وُجدت الأضداد لنتعرف على الطريق الحق، لكن المذموم منه هو الذي يتحول إلى فتنة وإلى عنف لأسباب واهية ما أنزل بها من سلطان، وما الحوادث المؤسفة التي قد تتحول إلى شقاق في المجتمع إلا نتائج مؤلمة لتغييب (أدب الخلاف)، وممارسة (ثقافة التصميت) ومنع الصغار والشباب من التعبير عن آرائهم، والوصاية المتوارثة المبنية على الإخضاع والفردية واختفاء سياسة الإقناع، وتعطيل العقل وإخماد التساؤل، خصوصاً بعد تراجع دور الأسرة التي هي أيضاً في بعض الحالات ضحية لسلسلة من التناقضات بين ما يتعلمه الأبناء وما يواجهونه في حياتهم العامة، الأمر الذي أدى إلى ذوبان شخصيات بعض الأفراد فكانوا مقلدين وضعفاء في إدارتهم للخلاف الذي قد يقع (بل لابد أن يقع).

أيها الإخوة والأخوات:

إنني مؤمن بأن السبيل الأكثر نضجاً وجاهزيةً اليوم لإعادة دوران عجلة الحوار الهادف، والفكر النقدي السليم هو (المعلم المؤهل) المؤمن برسالته والقدوة الحسنة لتلاميذه الذي يستمع إليهم ويحاورهم ويستشيرهم ويشجعهم على أن يعبّروا عن ذواتهم وعلى المصارحة والمبادرة بالفكرة والرأي وتقبل مبادئ الخلاف، ويترفق معهم مصداقاً لقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه)، ويوضح لهم أن الحوار لا يعني إقفال الطريق بانتصار أحد الطرفين، وإنما هو الرضا والقبول بالنتائج، ذلك أن الرأي الفكري نسبي الدلالة على الصواب والخطأ، ولا يستطيع أحد أن يدّعي امتلاك الحقيقة المطلقة، والذين لا يجوز تخطئتهم هم الأنبياء عليهم السلام فيما يبلغون عن الخالق عز وجل، أما ما عدا هذا فيندرج ضمن مقولة الإمام الشافعي رحمه الله (رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) وهذا منهج حياة ينبغي ألا يغيب عن مدارسنا وسائر حواراتنا التربوية التي تقوم على قواعد الاحترام المتبادل الحر والمنطلق.

وتتأكد (ضرورة الحوار) في هذا العصر، حيث يُعد أهم موجهات الألفية الجديدة ومكاسبها النشطة والفعالة الذي يؤدي إلى تبادل الخبرات والمعارف ونجاح الشراكات في جميع المجالات، بعد أن تكسّرت حدود الزمان والمكان في فضاءات مفتوحة، فبات الكون كتاباً مشرعاً أمام الجميع، ولم تعُد وسائل المنع والتشويش والحظر مجدية للحفاظ على الهويّة والعادات والقيم -كما كنا نفعل إلى عهد قريب لا يتجاوز العقد من الزمن- بل أصبح لزاماً علينا أن نتصالح مع هذا العالم ونواجه عواصف من التناقضات المُدهشة بما أرشدنا إليه ديننا الإسلامي الصالح لكل الأزمنة والأمكنة، القائم على العقل ومقارعة الحجة بالحجة.

وعلى الرغم من كل التسميات التي أطلقها العلماء بحسب تخصصاتهم على عصرنا الجديد هذا، إلا أنها جميعها تلتقي عند حقيقة ظاهرة وهي اننا دخلنا فاصلاً زمنياً هائلاً عما ألفه البشر عبر قرون، فرض ثورة بدأت تعيد تشكيل كل شيء حولنا.. ولكي نتصور حجم التغيّر هذا.. انظروا إلى وابل الرسائل الفضائية والإلكترونية وقدرتها على اقتحام خصوصياتنا في كل زمان ومكان نكون فيه.. تأتي ومعها قيم مختلفة ومواقف ومضامين حضارة كونية آخذة في النمو بسرعة، وأسلوب حياة بمقاييس خارجة عن سياقات ما اعتدنا عليه مع ذواتنا وأسرنا وأعمالنا ومجتمعنا.. فهل نستطيع -مثلاً- أن نتجاهل الإنترنت التي تعد سوقاً مفتوحة للشراكات الاقتصادية الناجحة، وتبادل المعلومات والأفكار، ووسيلة نقل تحملنا عبر عالم افتراضي بالغ التعقيد إلى أقصى ما نتخيل، ومصدر عمل مربحة لمئات الملايين الذين يعملون من بيوتهم، ومرجعاً لبلايين التجارب والخبرات، وخزانة معرفية اقتصادية فاقت كل أشكال حفظ وتنمية المال التقليدية..

ونُنجز بوساطة الحاسب الآلي اليوم أهم وأعقد العمليات الإدارية والمالية، هذا على الرغم من أننا نعمل مسوّقين بالمجان لعشرات الرسائل الإعلانية التي تخترق إرادتنا فنحملها بأيدينا وفي جيوبنا، وتفرض علينا التعامل معها ذهنياً وعلى مستوى الزمن، وأن هذه التقنية ذات المنافع العديدة هي نفسها تكون مرتعاً لتجار الرذيلة والحروب على القيم، وملتقى للمتطرفين ومروجي الشائعات والدجّالين، ودعاة الانحلال الخلقي.

إن التقنية -التي غيّرت مجرى الكون- بكل أشكالها ومجالات عملها التربوية والصحية والاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية.. هي البنية التحتية (للثورة المعرفية) المرتبطة (بالثروة واقتصاد المعرفة) الجديد، وهي نفسها مصدر التهديد المجتمعي الغامض، وليس أمامنا خيارات أفضل من اقتحامها وتطويعها على أسس سليمة وتأهيل الناشئة فكرياً وعلمياً لفك طلاسمها.. ففي الوقت الذي فاق فيه حجم الإنجاز المرتبط بالتقنية خلال هذا العقد في كل المجالات ما أنجزته البشرية خلال قرون، فإن هذا المنجز الذي يزهو به العالم اليوم سيبدو متواضعاً بالمقارنة مع التحوّلات الكبرى التي ستحدث في المستقبل القريب، بوساطة البلايين من شرائح الحاسبات الآلية التي يؤكد العلماء أنها آخذة في النمو والتطور المذهل نحو إنتاج المعرفة وتسويقها، محدثة بذلك مزيداً من التعقيدات التي سيترافق معها إعادة النظر في مسؤولياتنا المهنية، سواء كنا تربويين أم مهندسين أم أطباء أم اقتصاديين.. بل تجاوز الأمر إلى ظهور مهن جديدة يجري معها إعادة تعريف أدوارنا وتغيير في مسؤولياتنا باستمرار مع ما يصاحب ذلك من تحديات جديدة غير مألوفة.

وأمام هذا الانفصال بين عالم الأمس البعيد وعالم اليوم المرتبك تتأكد (رابطة الحوار) التي تدعم إنسانية البشر للفهم المشترك، وتقود إلى إعمال الفكر.. ذلك أن إنشاء المدارس وتعميم التعليم في العصر الجديد لا يكفي لاكتساب مقومات الازدهار المعرفي والوقاية من بعض تأثيراته، إلا إذا أصبح (الفكر النقدي) ركناً أساسياً من أركان التعليم منذ نعومة أظفار التلاميذ، وأن يتشرب الأطفال ثقافة الحوار السليم في سنوات أعمارهم الأولى بلغة محببة يفهمها الطفل، ليتعود على الحديث اللين بعيداً عن التشنّج والقسوة في الخطاب، ولا نستهين بإمكاناته الفكرية وقدراته على الاستيعاب، وسيكون لذلك نتائج مدهشة تفتح الباب أمامهم للتعرف على ما في الدنيا من آفاق وبدائل وفرص، وتكشف النقائص والأوهام التي تقف في الطرق المؤدية إلى المعرفة.

أما إذا تراخينا عن ذلك فسيقتصر دور العقل على التلقي فحسب دون أن يفكر ويسأل، وسيتحول إلى وعاء يستقبل كل ما يُصب فيه، مأخوذ بوهم النقص، مُعطّل القدرات، سهل الانقياد.. ولا شك أننا لا نقبل لأبنائنا وبناتنا الضعف والهوان، وسيؤلمنا أن يكونوا لعبة في أيدي بؤساء الإنسانية ومفسدي الأخلاق ودعاة الفرقة والاقتتال ومالئي الأنفس بالأحقاد والساعين إلى تلويث الفكر والمعيقين للحضارة المعرفية.

وفي الختام:

أتمنى لكم التوفيق فيما أنتم مقبلون عليه، وكل الشكر والتقدير للاخوة في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وعلى رأسهم معالي رئيس المركز الشيخ الجليل صالح بن عبدالرحمن الحصين ومعالي الأمين العام الأخ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر وجميع الاخوة المنظّمين لهذا اللقاء الطيّب، الذين أتاحوا لي هذه الفرصة السعيدة للقاء بكم في أول مناسبة ثمينة تجمعني بزملاء المهنة من رجال وسيدات الميدان التربوي بهذا المستوى من الحضور والمهنية، وهو أمر مفرح ومشجع أن يكون (الحوار الراقي) رفيقنا منذ البداية، والله أسأل أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد