لعلي أسوق هذه المفردات ليعلم أكثرنا أن الحياة مليئة بالوجع والشجن، بل أكثر من ذلك، وربما صغيرتنا أعطت أكثر مما ينبغي لشريحة ضعيفة النفس فما كان منهم إلا أن خذلوها وجعلوها تتخبط في دروب ومتاهات.. مزقوا أوتار قلبها. فتاة تحمل كل سمات الخير والطيبة في داخلها نقية، كزهرة تتفتح للتوّ لم تعتد على هذا العالم الذي يعج بالوحوش البشرية الذين يأخذون مصالحهم ثم ويمضون لسبيلهم، كانت تغدق العطاء النفسي والمعنوي والمادي تقف إلى جانب صديقاتها تشد من أزرهن تعطي بلا حدود كانت تعتقد أننا نحيا في عالم اليوتوبيا ذاك الحلم الذي عجز البشر عن تحقيقه.

نحن نعيش في أرض طغت عليها المصالح الشخصية والأهداف والنوايا السيئة، والأنا ولا مجال للطيبة التي يعدها الأكثرية سذاجة، (ودروشة) كما يصفونها، لكنها غير ذلك فيها نقاء نادراً ما يتحقق على هذه الأرض التي انطمست فيها الفضيلة. يؤلمني عميقاً حزنها الشاحب دموعها نجوماً دامعة في ليلة باردة. أهديها نجمة.. بحجم دمعة وبنقاء النور الذي يملأ قلبها ويفيض.

هذا الكائن الرائع قبيلة الفراشات نابتْ على جناحها، وقافلةُ نجوم، الخافتةُ المضيئة تماماً كشمعة. هي زهرة أوركيد التي أهدتني باقة وردٍ وجففتْ دمعتي وردةً في دفترِها. أهديها هذه الأبيات لابن وزيدون عسى أن تكون مواساة لها في عالم يزداد ظلماً وظلاماً وهنيئا لها بذاك القلب الماسي الذي قلما نجد مثله في هذه الدنى.

إلى أن قال:

وأقول لها الحلم لا يعني أن نغمض عن الواقع بل نراه من زاوية أخرى لسنا، فراشات ولا أزهار نحن بشر من لحم ودم، من خطأ وصواب لا أجنحة لنا للطيران صديقتي حاولي أن تقربّي عبر قلبك المسافة بين السماء والأرض وحكمي عقلك مع تلك الشرائح التي تأخذ ولا تعطي واعلمي أن البشر ليس كائنات كريستال. وأخيراً محبة أكبر من كلّ الأحزان.