في يوم الثلاثاء 16-6- 1430هـ شدني عنوان مقالة (محمد عبده وعائض القرني) للكاتب محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ وكان يتحدث في المقالة عن قصيدة (لا إله إلا الله) التي تعاون بها الشيخ عائض القرني مع الفنان محمد عبده لينشدها طبعاً الكاتب اعتبر أن هذه القصيدة والأحداث التي دارت حولها هي (قنبلة الموسم) وفرقعة إعلامية أراد الشيخ عائض من خلالها الإثارة وزيادة الأضواء والشهرة وكذلك أضاف المليون للمسابقة حولها هي زيادة في الفرقعة والإثارة الإعلامية ثم بعد ذلك استمر في عرضه الساخر بالشاعر وقصيدته وأن القصيدة (عادية) واشتشهد لذلك بقول الكاتب عبده خال.. وحتى لا أصبح صدى لمقال الكاتب وأعيد ما قاله لعلي في بقية الأسطر الآتية أناقشه عما طرح في مقالته الآنفة وملخصها في النقاط التالية:
- بحث الشيخ عائض عن زيادة الشهرة من خلال هذه القصيدة.
- أن القصيدة (ضعيفة) لكن الشهرة الكبيرة لعائض زادت من وهجها.
- مليون عائض زيادة في الفرقعة الإعلامية فهي كما يقول تمويل (للفرقعة).
أما أن الشيخ عائض يريد الشهرة فهذا يرتقي ويرتفع عنه الشيخ وينبغي علينا ككتاب ومثقفين أن نرتقي بأنفسنا عن الخوض في نيات الأشخاص والغوص في ضمائرهم فهذه أمرها إلى خالقها الذي يعلم السر وما أخفى أما نحن فلنا الظاهر ولنا إنتاج الشخص وإبداعه وكلامه وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس كما حدثنا المصطفى صلى الله عليه وسلم فنحن خلقنا لعبادة الله ونشر الفضيلة ونشر الكلمة الطيبة التي{أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}
كما هو الطريق الذي يسلكه الشيخ عائض في دعوته نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحد فنحن لم نخلق لتسليط أقلامنا على الناس وتحليل ما يجيش في صدورهم وتقويلهم ما لم يقولوه وتأويل كلامهم وكذلك فنحن ليس لنا إلا الظاهر وهكذا ينبغي علينا التعامل مع قصيدة الشيخ عائض بأنها قصيدة توحد الله وتعظمه وتذكر المسلم بمآله وبحثه على أن يقدم شيئاً وعملاً خيراً ينجو به يوم الحساب وأن لا إله إلا الله أفضل الكلام وأفضل الكر فهي تتحدث عن الرب العظيم وأن صاحبها بحث عن صوت جميل ينشرها وقد أحسن اختيار الفنان محمد عبده للإنشاد لجمال صوته وأيضاً وهو الأهم لتميزه بتلحين القصيدة وجمال الإيقاع في إنشاده فالشيخ أراد أن يضيف إلى جمال هذه القصيدة جمال الإنشاد كي ينشد معها الشباب ويشتد لسماعها معظم الناس وتصبح لا إله إلا الله على كل لسان.
أما قوله إن القصيدة ضعيفة وأيده على ذلك عبده خال فنجيبه بأنك لست متخصصاً وكذلك عبده خال.
أما أنا فأرى أنها قصيدة رائعة وأتمنى من الشيخ عائض أن يزيد على المليون لأن القصيدة جميلة فالشعر ليس طلاسم وتعقيدات غامضة ومعاني عويصة الشعر كلمة رقيقة خفيفة.. الشعر بيت موزون مقفى وفق الشاعر في اختيار إيقاعه ووزنه، الشعر مضمون رفيع وقيمة عظيمة وكلمة صادقة وفكرة هادفة وكل ما سبق تتمتع به قصيدة الشيخ عائض.. وكي لا نزعج القارئ ونملله فلعلنا نختم بالنقطة الأخيرة وهي قولك:
أنه لما ضعف الشيخ أمام الإغراء زاد من الفرقعة بالمليون فنجيبك بأن الشيخ أراد أن يلفت الساحة الثقافية الشعبية إلى أن سباق الملايين ينبغي أن يكون على أحسن كلام وأحسن معنى وهو قول لا إله إلا الله.. فنعم السباق أن يتنافس أبناؤنا وشعراؤنا على الإبداع في إصدار قصيدة في تعظيم وتوحيد ونشر خيرها وفضيلتها في الآفاق.
والشعر رسالة وقيمة وهدف ناصع وأعطانا الشيخ عايض نموذجاً حياً ومثل لنا بهذه القصيدة لعلها أن تكون بداية خير ونقطة انطلاق لمشاريع تنافسية فاضلة ومسابقات هادفة وأخيراً فتجربة الشيخ عائض تجربة ناجحة تحرك الوسط الإعلامي والثقافي بشيء نافع وقيم.
خالد عبدالعزيز الحمادا
alhamada1427@hotmail.com