Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/07/2009 G Issue 13445
الثلاثاء 28 رجب 1430   العدد  13445
ممر
كيف تعمل ذاكرتنا....؟
ناصر صالح الصرامي

 

ذاكرة الإنسان هي المخزن المعرفي لكل خبراته ومعارفه وتجاربه، معرفتنا بها قليلة جدا، وطرق تنظيمها أو حمايتها أقل، فهي التي توجهنا نحو اتخاذ قرارات أو تشكيل مواقف من الأشياء من حولنا، هي مركز المعلومات الذي يدفعنا إلى اتخاذ القرارت اليومية سواء تلك البسيطة مثل كمية السكر المطلوبة لكوب شاى، أو القرارات المصيرية في حياتنا (زواج، طلاق..)،وحجم المخزن في هذه الذاكرة من معلومات ومعرفة يفسر سلوك الأشخاص ومواقفهم التصادمية أو الحادة أو المسالمة، وذلك طبقا للكم ونوع ما تحفظه الذاكرة أو (تمسحه) مؤقتا أو نهائيا، وطريقة عملها الخفية فيما تعيد استدعاه حسب المواقف والتاثيرات،وكلما تنوع حجم المخزن كلما صار الإنسان أكثر انفتاحا وتسامحا بعد الوصول إلى القدرة على استشعار الاحتمالات.

وركز العلماء في العقد الحالي على البحث في جينات متعلقة بالذاكرة، بهدف تحديد الأسس الجزيئية للذاكرة البشرية، وتفكيكها، كاجين كِيبرا Kibra، الذي يساعد على تنظيم أدائها.

و(كيبرا) جينة تم العثور عليها في وقت سابق، لكن مهمتها عند البشر كانت مجهولة، وهذا الجين الموجود في الدماغ هو من يتعرّض لأضرار بليغة عند الإصابة بالأمراض أو العاهات، التي لها علاقة بعمل الذاكرة، لكن يبقى ما هو معلوم عن كيفية عمل الذاكرة محدود جدا.

من ذلك مثلا، لماذا يتذكر الناس الأحداث المؤثرة بشكل أفضل من الأحداث العادية، وهي مسألة أساسية ومؤثرة في السلوك النفسي للانسان.

حيث ترتبط الذاكرة بالكثير من المشاكل النفسية التي تساهم في تعاسة البشر،او تعيق حرية حركتهم،وقد تسبب الخوف والتردد،و تؤثر على تصوراتهم المسبقة للأماكن والناس وكل الأشياء من حولهم، لذا تعتبر العناية بالذاكرة من خلال تزويدها بالمعلومات المتنوعة حول المفاهيم المختلفة حلا علميا ومباشرا لتنشيط الذاكرة البشرية وفتح آفاقها.

وهو ما يفسر مثلا أن الأشخاص الأقل حظا في التعليم، هم الأكثر تعصبا، ويمكن أيضا تيسيرهم واستغلالهم لأهداف غير إيجابية وتحويلهم إلى متطرفين، أو مجرمين، ولديهم القابلية للقيام بالأعمال الإرهابية.

ويشير باحثون على أن الذاكرة الإنسانية - كمستودع ومخزن للمعلومات والتجارب الشخصية هي محرك وموجه للسلوك الإنساني بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يجعل الأبحاث تتجه في هذا الإطار لعلاج أمراض الذاكرة التي تؤدي إلى الضياع الكلي كما في الزهايمر، أو خلل أدائها الذي يؤدي إلى أمراض نفسية وعاهات يعاني منها الأفراد بصمت،وحيث اللجوء إلى الطبيب النفسي لازال عيب اجتماعي.

لذا ستكون فرصة أن ننشط ذاكرتنا هذا الصيف ونثري محتواها بالقراءة، قراءة كل ما تقع عليه عيوننا أو نصل إليه من عناوين، ودون أحكام مسبقة.

أما الإجابة المباشرة عن السؤال عنوان المقال، فهي ببساطة (لا أحد يعرف بعد كيف تعمل ذاكرة الإنسان).

إلى لقاء

* * *




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد