Al Jazirah NewsPaper Wednesday  22/07/2009 G Issue 13446
الاربعاء 29 رجب 1430   العدد  13446

الشاهد بيت واحد
الرضا بالافتقار إذا كان الغنى مجلبة للعار
أحمد عبدالله الدامغ

 

من المستغرب أن نسمع أحداً يفضل الفقر على الغنى، لكن استغرابنا يدفعنا إلى معرفة ما يعلل به ذلك التفضيل الذي يرفضه العقل ما لم يتبين تفسيراً لذلك، لأن الغنى مطلب لا يختلف عليه اثنان، والفقر ربما يوصف بأنه شبح لا يألفه أي إنسان على البسيطة.

وإذا تصورنا الغنى مادة والغني إناء لها فذلك حصيلة ما قرأناه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو: (إن لله تعالى أقواماً اختصهم بالنعم لمنافع العباد ويقرُّها فيهم ما بدلوها فإذا منعوها نزعها منهم، فحوّلها إلى غيرهم) رواه ابن أبي الدنيا عن ابن عمر.

والنظر إلى الغني، والفقير بعين الأدب المميزة للحالة الاجتماعية التي تسود سلوكياتها المجتمع، يكون لها نظرة لا ترى في الغني شخصاً يجب احترامه لغناه، إذا كانت سلوكياته الأخلاقية ممقوتة، بل ترى في الفقير المستقيم بدينه وعقيدته وأخلاقه ورجولته شخصاً يجب احترامه، لأن غنياً لا ينكر المنكر على نفسه ظناً منه بأن غناه سيكون غطاء لكل ما يرتكبه من مخالفات سلوكية وأخلاقية لا يمكن مقارنته بذلك الفقير أبداً.

ويترجم هذا النظر الذي يثبت فيه تفضيل الفقير على الغني الذي يتخذ من غناه مسلكاً أخلاقيا يفرض احترامه على مجتمعه قول الشاعر الأندلسي أبي عمر أحمد عبدالله بن حربون من قصيدة له:

ما أصعب الفقر لكني رضيت به

لما رأيت الغنى في جانب العار


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد