Al Jazirah NewsPaper Wednesday  22/07/2009 G Issue 13446
الاربعاء 29 رجب 1430   العدد  13446
أضواء
من يجدد هواء بالون طهران..؟!!
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

الشيء المؤكد الذي لا يستطيع إخفاءه مناصرو نظام الملالي في طهران أن النظام قد تعرض إلى هزة عنيفة، هي أكثر من صدمة، وأصبح جليا أنه من الأخطار الداخلية التي أصبحت جدا خطيرة وأنها إذا ما ظلت تتفاعل فأنها قد تقصف بالنظام وتسقطه ولهذا فقد تداعى كل من له علاقة في النظام إلى انتشاله من الوضع المزري الذي أوصله إليه الاندفاع غير المدروس من قبل مرشد الثورة، وحفنة من المحافظين المتشددين الذين يتجهون ليس فقط للعزلة عن عموم شعب بل حتى عن شركائهم في ثورة الخميني الذين يطلقون على أنفسهم بالإصلاحيين.

هذه الحالة التي وصلت إليها الأوضاع في إيران جعلت المستفيدين من بقائه يبحثون عن طرق لانتشاله من المصير الذي يقوده إليه الملالي القابضين على السلطة.

وبما أن النظام أي نظام يتعرض إلى صدمة ما يفقد قدرته على الطفو، ويتحول إلى بالون مثقوب، فأن الحكومة التي ينصبها ذلك النظام وأصدقاؤه لا بد وأن يسعوا لمعالجة تلك الصدمة من خلال الاضطلاع بمهمتين في هذا السياق.

أولاً: اتخاذ مبادرات من شأنها أن تضخ عناصر دعم إضافية للنظام تكون بمثابة هواء جديد إلى بالون النظام حين يبدأ بالانكماش.

ثانياً: العمل على تقليص فرص حدوث الصدمات الخطيرة القادمة.

هاتان الفرضيتان كان من المفروض أن تبادر الحلقة القريبة من مرشد الثورة إلى استنباط أساليب وطرق تخفض الاحتقان وتفتح (هواء نقي جديد) لتجديد قوى النظم، أو إسناده ودعم قوائمه لمساعدته على البقاء إلا أن جماعة المرشد وبدلاً من أن تخفض الاحتقان زادت من درجته بمواصلتها الاعتقالات وإصدار التصريحات التي تحمل بين ثناياها التهديد والوعيد، وتوسيع دائرة الخلاف بين شركاء النظام...!!

ولأن السفينة المثقوبة تؤدي إلى غرق كل من على ظهرها فقد تصدى الفريق الآخر للقيام بمهمة تجديد هواء البالون، ومساعدته على البقاء مع محاولة (رقع الثقوب) وهكذا تعددت مبادرات مير موسوي الذي يسعى إلى تأسيس حزب جديد يستوعب من خلال الجيل الجديد من الشباب الإيراني، ومبادرة الرأس الثاني للنظام هاشمي رفسنجاني الذي عكف ولأيام يتدارس الأمر مع (آيات قم) وخرج بمبادرة ضمنها خطبة الجمعة التي اعتاد إلقاءها في جامعة طهران، المكان المفضل لتوجيه رسائل ثورة خميني.

أيضاً الرئيس السابق محمد خاتمي قدم هو الآخر مبادرة إنقاذ تتمثل في تنظيم استفتاء على مشروعة انتخاب أحمدي نجاد الذي تتزايد المطالب بنزع مشروعيه على أساس اتهامات بتزوير الانتخابات.

الاستجابة إلى هذه المبادرات... أو تشبث جماعة خامنئي عنها هو الذي سيحدد مصير نظام آيات طهران الذي يواجه صيفا حارا.... وحارا جداً.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد