Al Jazirah NewsPaper Thursday  23/07/2009 G Issue 13447
الخميس 01 شعبان 1430   العدد  13447
تساءل عن إيقاف ترجمة موسوعة الأدب السعودي إلى التركية.. رئيس جمعية تاسكا.. محمد العادل ل(الجزيرة):
25 قسماً لتعليم العربية في الجامعات التركية تعاني الضعف وتنتظر الدعم.. وعلى العرب أن يعززوا ثقافتهم لدى الأتراك

 

«الجزيرة» الثقافية

سعيد الدحية الزهراني

يعود الدكتور محمد العادل رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون (تاسكا).. إلى أصول تونسية.. لكنه استقر عقلاً وروحاً في تركيا إذ تجاوزت إقامته هناك ثلاثة عقود تشكل عبرها إلى أن أصبح أحد أهم الخبراء في الشأن التركي ثقافياً وسياسياً واجتماعياً.. من هنا أخذ على عاتقه النهوض بمهمة تقديم الثقافة العربية وإبرازها على مختلف الأصعدة إلى أن استحق بالفعل لقب(سفير الثقافة العربية).. ويعد العادل رجل BR متنقل وعقلية إعلامية تطبيقية وتنظيرية مميزة.. التقته «الجزيرة» في تركيا من خلال زيارة نظمتها الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون (تاسكا) بالتعاون مع ولاية كوتاهيا.. فكان هذا اللقاء المختزل.. وقبله كان محمد العادل بكل تفاصيل الكرم واللطف والحب طيلة أيام الزيارة.

(تاسكا..الفلسفة والأطر والغايات)

يقول الدكتور محمد العادل معرفاً ب (تاسكا) الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون.. بوصفه رئيساً لها.. تأسست (تاسكا) أو (الجمعية العربية التركية للعلوم والثقافة والفنون) قبل عامين في أنقره بجهود وعضوية كوكبة من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين العرب والأتراك.. وتهدف (تاسكا) بشكل رئيسي إلى العمل على تنمية التعاون (التركي ?العربي) في مجالات العلوم والثقافة والفنون، انطلاقاً من فكرة أن السياسة والاقتصاد لا يمكن أن تحقق التعاون الحقيقي والشراكة الحقيقية بين الشعوب والبلدان، ما لم يتم تعزيزها بالأبعاد العلمية والثقافية والفنية والإعلامية التعريفية..

على ضوء هذه المحددات يتضح قناعة الجانب التركي وبالتالي اتجاهه نحو الشطر العربي مؤخراً من خلال العديد من المعطيات التي تترجم النية والرغبات الحقيقية لتنمية وتطوير العلاقات التركية العربية والإسلامية.. وهنا يأتي دور (تاسكا) لتتولى جوانب المعرفة والثقافة والفن فيما بين هاتين الحضارتين (العربية والتركية) ومحاولة توسيع دائرة الالتقاء عدم حصرها في نفقي السياسة والاقتصاد كما هو المعتاد في جل المسائل والعلاقات الدولية..

(مجالات تاسكا)

يقول الدكتور العادل حول جوانب المهام التي تضطلع بها الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون (تاسكا).. يرتكز عملنا في (تاسكا) حول مهمة إبراز الموروث الثقافي التركي وتقديمه للعرب بكافة متعلقاته ومجالاته وتنوعاته.. وكذا الحال فيما يتصل بإبراز الموروث العربي وتقديمه للأتراك على مختلف الأصعدة.. من خلال تنشيط حركة الترجمة والتوأمة بين الجامعات والأيام الثقافية.. وعبر تبادل البعثات الثقافية والإعلامية والمساهمة في إنشاء العديد من المراكز الثقافية وفتح دورات اللغتين العربية والتركية وغير ذلك من الأنشطة.

(مشروع تمكين اللغة العربية)

ويعرف العادل ب(مشروع التمكين للغة العربية في تركيا) فيقول: هو مشروع يسعى إلى تسجيل حضور إيجابي وفاعل للغة والثقافة العربية في تركيا نظراً للإقبال الكبير على تعلّم اللغة العربية من قبل مختلف الأوساط الرسمية و الشعبية في تركيا ودعماً لتوجّه المؤسسات الرسمية في تركيا وانفتاحهم على اللّغة و الثقافة العربية.. وكذلك دعماً لمؤسسات تعليم اللّغة العربية في تركيا من خلال توفير المناهج و الدورات الخاصة للمدرّسين ولاسيما في أقسام اللغة العربية في الجامعات التركية ومعاهد إلى دعم الدورات الشعبية للّغة العربية التي تشرف عليها الجمعية التركية العربية ومختلف الأوقاف و الهيئات التركية..

(اللغة العربية في الجامعات التركية) وأوضح

الدكتور محمد العادل رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون عن أن الجامعات التركية تحوي أكثر من خمسة وعشرين قسماً لتدريس اللغة العربية.. إلا أنها تعاني ضعفاً كبيراً في المقومات التي تنهض من خلالها.. ودعا العادل الجامعات والأكاديميات العربية وكليات وأقسام اللغة العربية في العالم العربي إلى مد جسور التواصل فيما بينها وبين تلك الجامعات ودعم أقسام اللغة العربية في الجامعات التركية.. مشدداً على أهمية أن تدرك الأقطار العربية الأهمية الاستراتيجية لمثل هذه الخطوة ومحوريتها الرئيسية مستقبلاً على ضوء بنائية العلاقات العربية التركية المتسارعة..

(أكاديمية الثقافة العربية)

كما أعلن الدكتور العادل عن فكرة تتعلق بإنشاء أو تأسيس أكاديمية للّغة و الثقافة العربية في العاصمة التركية أنقرة تتجاوز البعد اللغوي لتشمل الجوانب الثقافية والحضارية العربية الأخرى يتم من خلالها إقامة معارض فنية و ندوات فكرية ومسامرات أدبية وإبداعية وعروضاً ورقصات فلكلورية وشعبية.. وبصورة دائمة.. وذلك في إطار إعادة وتفعيل أوجه التعاون المتبادل فيما بين الأتراك والعرب وتجسيد قيم وقواسم الالتقاء والتقارب فيما بينهما.. خصوصاً مع إدراكنا جميعاً لما تتسم به العلاقات التركية العربية حالياً من تقارب وتناغم واتفاق..وتسارع الخطوات فيما بينهما في كلا الاتجاهين..

(ترجمة موسوعة الأدب السعودي)

من ضمن ما يتحدث عنه الدكتور محمد العادل من خلال عمله رئيساً لجمعية (تاسكا) من حيث خيبة الأمل المعتادة من الأطراف العربية: كان هناك فكرة لترجمة موسوعة الأدب السعودي الحديث إلى اللغة التركية وكان المشروع في طريقه للتشكل والظهور إلا أننا فوجئنا بتوقف هذا المشروع وعدم تفاعل وزارة الثقافة والإعلام السعودية في هذا الجانب.. وطالب العادل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه بإعادة النظر في هذا المشروع نظراً لما له من أهمية كبيرة تتمثل في التعريف بالمكون والمعطى الثقافي والأدبي السعودي وتعزيز وترسيخ جوانب التعاون والتمازج فيما بين شعبي المملكة العربية السعودية وتركيا..

ويواصل العادل حديثه في هذا الإطار حول أهمية الدعم العربي للغة والثقافة العربية في تركيا قائلاً: لا يخفى على أحد مدى الأهمية الاستراتيجية لتعزيز اللغة والثقافة العربية في تركيا لكننا للأسف نعاني واقعاً لم يدرك او يستوعب هذه الاهمية الاستراتيجية.. إن هذه المهمة الكبيرة تحتاج إلى دعم بشري ومالي وتقني كبير والدول العربية قادرة ومتمكنة في هذا المجال والفرصة اليوم تقف أمامهم على بعد خطوات وكلي أمل في ألا يفوت الإخوة العرب هذه الفرصة لتعزيز حضورهم ولغتهم وثقافتهم لدى الاتراك..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد