قصيدة رثاء في ابن جبرين - رحمه الله -
|
رحيل الكبار ليس كأي رحيل، وفقد العلماء ليس كأي فقد، إنه مصاب جلل وخطب مؤلم للقلوب، وهذه نبضات حرف حزين في رثاء شيخنا الجليل ابن جبرين عليه رحمات الله المتتابعة:
|
رحل ابن جبرين زار تناهي النوب |
وجلجل الحزن في الأرجاء والكرب |
شيخ الزهادة بحر العلم واأسفا |
على فراقك يبكي العجم والعرب |
صدعت بالحق تبني الدين علمكم |
هو الغزير وغيث الخير منسكب |
ملأت وقتك في درس عزيمتكم |
هي الشموخ وجهد منكم عجب |
تقدم السن لكن في ثيابكم |
روح الشباب وخير منك مرتغب |
تواضع باهر والقلب يسكنه |
صدق يقين وإيمان هو الرحب |
وجه بشوش وأخلاق يؤطرها |
حسن بهاء ولفظ رائق عذب |
ترعى المساكين تأسو الجرح في رحم |
تجود بالمال والإحسان منصبب |
حتى سكنت قلوباً مسها ضرر |
من هول فقدك هذا الشرق مضطرب |
أضحى يجاوبه بالحزن مكتسياً |
غرب أسيف وإن الكون مكتئب |
حملت هماً لدين الله تنصره |
لم تثنكم شانئات الحق والريب |
وقفت وقفة ليثٍ ليس يرهبه |
فم مريض وحقد أسود جرب |
شيخ الشريعة ذقت المر من مرض |
قد انهك الجسم لكن صبركم سهب |
هذا بلاء من الرحمن يرفعكم |
منازل الصبر والجنات ترتقب |
أحسنت ظني برب العرش أعلمه |
براً رحيماً شكوراً جوده خصب |
خلفت أجيالاً رداء العلم يسبغهم |
حب العقيدة يحدوهم وقد رغبوا |
إني لأحسبهم يقفون شيخهم |
نشراً لعلمٍ ونصر الدين مرتقب |
جاؤوا وفاء ودمع العين سابقهم |
وحزنهم واسع وقلبهم وجب |
ليكتبوا صفحة التوديع أسطرها |
سود وتملؤها الأوجاع والتعب |
أضحى يشاركهم في خطها زمر |
ممن بكوا شيخنا والدمع منسكب |
في موكب أجزل الرحمن هيبته |
يحكي مكانة أهل الفضل تكتتب |
فليرحم الله رب العرش عالمنا |
في جنة الخلد لا هم ولا وصب |
رباه ألهم بفضل منك أمتنا |
صبراً جميلاً وجبر منك نرتقب |
عبد الله بن سعد الغانم - تمير |
|