Al Jazirah NewsPaper Friday  24/07/2009 G Issue 13448
الجمعة 02 شعبان 1430   العدد  13448
السلطة الرابعة
(سلطان الدوس) الكاتب بشؤون الاحتراف وعضو شرف نادي الرياض:
الاحتراف السعودي ولد خديجاً ..ويعاني

 

إعداد : سامي اليوسف :

السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «سلطان الدوس) الكاتب بشؤون الاحتراف وعضو شرف نادي الرياض» فماذا قال..

* بدأت كاتبا في صحيفة الرياض قبل سنوات وكان عنوان الزاوية متناغم مع مهامك الوظيفية في نادي الرياض كسكرتير للجنة الاحتراف واخترت اسم الزاوية (هموم احترافية) هل كانت أطروحاتك الإعلامية تصب في قناة الاحتراف فقط؟

- في البداية تركزت معظم الأطروحات الإعلامية عبر زاوية (هموم احترافية) عن كل ما يخص القضايا والمشكلات الاحترافية التي واجهت الأندية ونادي الرياض تحديدا في بداية تطبيق مشروع الاحتراف وإقراره قبل ما ينيف عن عقد ونصف من الزمن ومن الطبيعي أن تتمخض بعض السلبيات الناتجة عن قلة الخبرة والقراءة الجيدة للأنظمة واللوائح من العاملين في الأندية، فضلاً عن كون النظام حديث الولادة لذا تركزت هذه أطروحات عن الشأن الاحترافي وهمومه لأن الاحتراف لدينا ولد خديجا وأصبح يمر بمشاكل متعددة حتى هذه اللحظة.

* توقفت عن الكتابة طويلاً ونراك -هذا العام- تعود بشكل متقطع عبر (الجزيرة) هل سنرى (الهموم الاحترافية) من جديد؟

- الانتظام في الكتابة يا سامي يحتاج إلى لياقة عالية وجهد كبير ومتابعة شبه دائمة في كل ما يتعلق بالمشاكل والقضايا الرياضية وعلى وجه التحديد الاحتراف وشجونه طبعاً تزامن توقفي عن الكتابة لزيادة مسؤولياتي الوظيفة بجهة عملي صباحاً في (الخطوط السعودية) بالإضافة إلى ارتباطي مساءً بالعمل كأمين عام لنادي الرياض ومسؤول عن الاحتراف وهي بلا شك كانت من أسباب توقفي عن الاستمرار في الكتابة.

وأما بخصوص الكتابة عبر (الجزيرة) من حين إلى آخر فهذا شرف لي الكتابة في مطبوعة واسعة الانتشار وتمتاز بالمصداقية والموضوعية فضلاً عن مكانتها المهنية الرصينة، والحقيقة أود عبر هذه الإطلالة أن أشكر الأستاذ العزيز محمد العبدي الذي حرص على فتح المجال لتناول القضايا الرياضية المختلفة عبر (الجزيرة) المتوثبة والاستفادة من آراء الآخرين وتجاربهم المهنية عبر هذا المنبر الإعلامي

* كتبت مؤخراً مقالة بعنوان (من يحمي الأندية من جشع الوكلاء) هل ما تناولته يكشف بعض الثغرات في لجنة الاحتراف وجشع وطمع وجهل (الوكلاء) الذين لم يعمل بعضهم وفق ضوابط مهنية محددة وواضحة؟

- خلال فترة قصيرة تجلت أحداث مماثلة وجميعها تدور حول مشاكل الوكلاء وتورط اللاعبين بسبب (أميتهم الاحترافية!!) بمعنى أن معظم وكلاء اللاعبين هم من المتردية والنطيحة وجدوا باب مهنتهم الرخيصة واسعاً دون ضوابط فطفقوا في مزاولة العمل دون رادع أو ضابط والنتيجة تورط بعض اللاعبين مع أنديتهم الموضوع يا سامي أكبر مما تتصور ويحتاج إلى إعادة النظر إلى من يمارس مهنة (وكيل معتمد) وأهمها أن يكون يحمل مؤهل (قانون) وليس شهادة الكفاءة المتوسطة!! ونحن في حقبة العولمة الرياضية العلمية وهنا لن يخلص اللاعبين من طمع وجشع وجهل بعض (الوكلاء) إلا قوة النظام حضور القانون في العملية الاحترافية نضمن في كل الأحوال حفظ الحقوق وعدم الاستغلال الفاضح والواضح منهم والبركة في تساهل وتهاون لجنة الاحتراف!!

* من واقع تجربتك كمسؤول احتراف سابق في نادي الرياض كيف ترى واقع الاحتراف السعودي؟ وماذا ينقص اللاعب السعودي حتى يتفاعل مع هذا النظام الحيوي بما يعزز تواجده وحضوره الميداني؟

- بلا شك لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي بذلت جهوداً كبيرة خلال الفترة الماضية وهي تحاول أن تواكب جميع المستجدات والتطورات الخاصة بالأنظمة الاحتراف وجهود اللجنة برئاسة الدكتور صالح بن ناصر واضحة وملموسة رغم وجود بعض الأنظمة والثغرات التي تحتاج إلى إعادة نظر وإلى دراسة عميقة علاوة على تفرّغ اللجنة لتواكب أهمية النظام عالميا ومسايرته بكل مكوناته العلمية أما ما ينقص اللاعب السعودي ليتفاعل مع مهنته فينقصه الثقافة الاحترافية فهو ما زال يجهل الكثير من الحقوق والوجبات ولعل كابتن الاتحاد (محمد نور) مثال حي ينم عن ضعف ثقافة اللاعب السعودي احترافيا والبركة في ثقافة الدلال الزائد والدلع الفارط الذي غيب المفهوم الحقيقي للاحتراف من كل الأطراف!!

* حدثنا عن تجربتك الإدارية - الاحترافية بنادي الرياض؟

- تجربتي الإدارية التي قضيتها بنادي الرياض كمسؤول احتراف كان نجاحها من توفيق الله سبحانه وتعالى ثم توفر بيئة عملية وأجواء صحية نقيه سواء من جهاز إداري كان يشرف عليه الرئيس الذهبي الأمير فيصل بن عبدالله بن ناصر وجهاز فني بقيادة المدرب البرازيلي زماريو وأيضاً وجود النخبة من اللاعبين المتميزين والناضجين احترافيا في ذلك الوقت كانوا يتفاعلون مع النظام بكل احترام وسلوك متناهي وهذه الإضلاع شكل منظومة عمل متكاملة قادة المدرسة إلى الصعود إلى منصات التتويج والذهب.

* دعني أسألك عن مدرسة الوسطى، لماذا غاب الرياض عن دوري الكبار؟

- من أكبر المشاكل التي واجهة النادي خلال العقد الأخير هو تعاقب تسعة مجالس إدارية خلال هذه الفترة وهي بالعادة تكون إدارة مكلفة لمدة عام تعتبر بطبيعة الحال فترة قصيرة ولا يمكن وضع أي برامج تطويرية أو خطوات تصحيحية للنادي وخاصة الاهتمام بالقاعدة الأساسية لفريقي الناشئين والشباب بالنادي باعتبار أن هذه القاعدة هي الركيزة الأساسية لصنع فريق يشار له بالبنان ولا يخفى على الكثير أن نادي الرياض ليس لديه القدرة المالية أو مورد قوي يجلب له اللاعبين من الأندية الأخرى ومن هذا المنطلق كان من المفترض الاعتماد على أبنائه ولكن الوضع أكبر مما تتصور.

* ماذا ينقص مدرسة الوسطى لتعود من جديد إلى دوري الأضواء بعد غياب دام ثلاثة أعوام؟ وأين رجالات النادي المخلصين من دعم مسيرته؟

- النادي ينقصه الشيء الكثير حتى يعود من جديد إلى دوري الأضواء وإلى مكانه الطبيعي والأهم في ذلك وجود إدارة قادرة على تمويل النادي ماليا والصرف عليه وأن تكون مدة المجلس أربع سنوات إضافة إلى اختيار العناصر الإدارية القادرة على التطوير والتنظيم والتخطيط ووضع برنامج طويل المدى يرمي إلى الاهتمام بقطاع الناشئين والشباب لأنها الأساس في بناء فريق قادر على استعادة أمجاده الغابرة.

أما مسألة بيع بعض اللاعبين فهي طبيعيه لنادي مثل الرياض ليس لديه قاعدة جماهيرية كبيرة وأعضاء شرف داعمين ماديا سوى ماجد الحكير ولا عقود استثمارية وكل أعضاء مجالس الإدارة من الموظفين وليس لديهم القدرة على الدعم المادي والنادي بحاجة ماسة إلى المال وأيضاً الإعلانات المستحقة للنادي من رعاية الشباب تذهب لتسديد ديون سابقة لمدربين وعاملين وإداريين بعد تقديمهم شكوى ضد النادي إذاً بيع اللاعبين هو المنقذ الوحيد لتأمين مصاريف النادي وهذا هو الوقع المرير الذي نعيشه في مدرسة الوسطى.

* الإدارة الحالية اتخذت قرارا مفاجئا لمحبي المدرسة عند رفضت تجديد عقد مدربه الوطني القدير خالد القروني الذي نجح في الموسم الأخير وقدم عملا متميزا.. هل صحيح أن هذا القرار جاء لرفضه التدخلات في عمله؟

- عدم استمرار المدرب الوطني القدير خالد القروني مع الفريق هذا العام بعد النجاحات الكبيرة التي حققها مع المدرسة خلال الموسم الرياضي المنصرم ومن أهمها انتشاله من المركز الثاني عشر وصعد به إلى المركز السادس خلال تسع مباريات فقط أتصور أنه قرار خاطئ وارتجالي سيدفع النادي ثمنه باهظاً خاصة بعد تعاقد الإدارة مع مدرب تونسي مغمور!! وهنا الطامة الكبرى!

* أين الداعمون لمسيرة الرياض لا نكاد نسمع سوى اسم ماجد الحكير يتردد أين البقية؟

-الدعم المادي الذي يجده النادي من ماجد الحكير غير مستغرب البتة فهو من اكبر الداعمين لمسيرة المدرسة وأيضا لا ننسى الدعم الذي قدمه عضو الشرف بالنادي عبدالرحمن الروكان وخاصة خلال الموسم الماضي وهو جهد يشكر عليه ولكن هناك أشخاصا لهم جهود كبيرة وامتداد لسنوات طويلة من العطاء لنادي الرياض وهم حريصون كل الحرص على مصلحة كيان نادي الرياض من خلال مكانتهم الاجتماعية مثل محمد الحسيني والشيخ عبدالعزيز بن عسكر وغيرهم.

* قضية لاعبي الرياض (سعود حمود) و(حسين ربيع) اللذين انتقلا إلى النصر وأقحم فيه عضو شرفه الحالي (عبدالرحمن الروكان) ما حقيقتها؟ ومن المسؤول عما حدث من إشكالية احترافية؟

- قضية اللاعبين (سعود حمود) و(حسين ربيع) حصل فيها سوء فهم من وكيل اللاعبين، حيث كان يجب على الوكيل تسليم خطاب طلب احتراف اللاعبين إلى أمين عام النادي أو سكرتير النادي ويأخذ عليه رقم وارد وبالتاريخ والتوقيع على الاستلام، لكن يبدو أن خطاب الطلب قد تم توقيعه من شخص لا يحمل أي صفة رسمية بنادي الرياض!! وهنا تصعد الموضوع وأخذا حيزاً من النقاش بين الناديين والآن هذه القضية الاحترافية على طاولة لجنة الاحتراف للفصل في هذه الإشكالية وحل النزاع القائم بينهما حسب الأنظمة واللوائح الاحترافية.

ماذا تقول لهؤلاء:

- الأمير بندر بن عبدالمجيد:

- رغم أن فترة رئاسته للمدرسة كانت قصيرة لكنها تعتبر من المراحل الأجمل في تاريخ الرياض -النادي- فما قدمه سموه لمدرسة الوسطى سيظل شاهداً على حبه وعشقه ويكفي المساعدات الإنسانية التي قدمها سرا للاعبين كان يبتغي بها وجه الله عز وجل.

وقد طلبت من سموه أن يخبرني بهذه الهبات حتى يتم تسجيلها في دفاتر النادي وتثبت كتبرعات لسموه ولكنه رفض ذلك بشدة أنه سلوك الكبار وأخلاق الرجال.

- ماجد الحكير:

- شخصية رياضية واجتماعية راقية وناضجة بقيمها الأخلاقية وخصائصها السلوكية ومثل هذه النماذج الوفية تعجز عنها الكلمات أن تمنحه حقها فهو مثال الرائع في الإخلاص والوفاء والتضحية والدعم الدؤوب لهذا الكيان المخضرم ويكفي أنه رجل أزمات والتاريخ الرياضي يشهد له بذلك.

- محمد العبدي:

(أبو مشعل) إنسان راق بأخلاقه وأدبه الرفيع والمهني المتوثب الذي (يرفض المدح والثناء) وهذا سر نجاحه القيادي في (جزيرة الإبداع) ومنهج سلوكي يميز الكبار بمهنيتهم العالية وعملهم الإعلامي الرصين.

- عبدالرحمن الروكان:

الزميل المخضرم والصديق الوفي وصاحب المواقف البطولية التي تنبع من انتمائه وولائه وعشق أزلي لمدرسة الوسطى أتمنى أن نشاهده مشرفا على قطاع الشباب والناشئين بالنادي لخبرته الإدارية والإشرافية الطويلة في المجال الرياضي.

- د. صلاح السقا:

الطاقة العلمية المتقدة التي لم تستفد منها الرياضة السعودية وهذه حقيقة مؤلمة، فمثل التخصصات العلمية الرياضية النادرة التي تملكها النفساني السقا يفترض الاستفادة منها في العمل الرياضي كما هو الحال في الدول المتحضرة رياضيا التي صار العلم الرياضي الأكاديمي عندهم يمثل حجر الزاوية في منظومة النجاح.

- خالد القروني:

الخلوق جداً أبو عبدالرحمن شهادتي فيه مجروحة وهو- بالمناسبة- يعد من أفضل المدربين الوطنيين في وقتنا الحاضر فما قدمه لنادي الرياض وعلى سنوات طويلة من تضحيات وعطاءات ونجاحات متواصلة تجعلنا نرفع له قبعة الإعجاب له ولكفاءته العالية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد