Al Jazirah NewsPaper Tuesday  28/07/2009 G Issue 13452
الثلاثاء 06 شعبان 1430   العدد  13452
اقتصاديون يطالبون بإنشاء البنى التحتية خلال الأزمة
السلطان: التعجيل بالمشروعات يوفر ثلاثة أرباع تكلفتها بعد سنتين

 

الجزيرة - عبدالله البراك

دعا اقتصاديون باستثمار فترة انخفاض الأسعار خلال الأزمة العالمية بتنفيذ مشاريع البنى التحتية. وقال العضو السابق باللجنة المالية بمجلس الشورى الدكتور عبدالعزيز العتيبي: (لا نستطيع الجزم بحجم المبالغ التي سيتم توفيرها في حالة استغلال الفرصة لصعوبة التنبؤ بالأوضاع الاقتصادية بعد سنتين من الآن، لكن من المؤكد أنه من الأنسب للأجهزة الحكومية أن تعجل بإنشاء مشاريعها لا سيما وأن الأسعار انخفضت مع أحداث الأزمة العالمية، ومن المرجح أنه تعاود الارتفاع مرة أخرى مع تحسن الاقتصاد وتعافيه).

وعن انتهاج المملكة زيادة الإنفاق وخاصة في مشاريع البنى التحتية مع بداية الأزمة العالمية. قال العتيبي (المشاريع التي دشنها خادم الحرمين الشريفين في الجبيل وينبع تعد اغتناماً للفرص المتاحة الآن في ظل تراجع الأسعار لإنشاء هذه المشروعات بتكلفة من المتوقع أن تكون أقل في حالة تحسن الاقتصاد العالمي ومعاودة الأسعار للارتفاع). وأضاف عضو مجلس الشورى السابق أن هذه العملية تسمى تكلفة الفرصة البديلة والتي تقاس أيضا بتكلفة التمويل.

وعند سؤاله عن أسباب التأخر في إنشاء هذه المشاريع خلال العقدين الماضيين كمشاريع النقل البري وغيرها، وهل ستعيد التوازن للمملكة في الفترة التي تلي الأزمة العالمية، قال العتيبي (إنه من المؤكد أن إقرارها في الخطة الخمسية القادمة محاولة لتعزيز وتحديث البنى التحتية للمملكة، ومع الفوائض المالية أصبح هناك فرصة لتحديث الكثير من القطاعات التي كانت متأخرة أو توسيعها أو حتى بناء قطاعات جديدة خاصة مع وجود الفرصة الحالية للوصول إلى ما يسمى بالتوازن).

وأوضح الدكتور عبدالرحمن السلطان أستاذ الاقتصاد في جامعة الإمام محمد بن سعود أن المؤشرات الاقتصادية في المملكة حالياً تعتبر جيدة وليس هناك شح في السيولة. وقال السلطان (إن السيولة الإضافية لم تسهم بضغوط تضخمية وهذا يعتبر جيداً، فنمو المعروض النقدي يكون غالباً مصاحباً لعملية الازدهار الاقتصادي، وبالتالي يتسبب بضغوط تضخمية، ولكن هذا لم نشاهده في الوقت الراهن).

وأضاف السلطان أن الظروف الاقتصادية الحالية مواتية لتنشيط المشاريع الإنشائية في المملكة، والواجب أن يكون هناك نشاط أكبر لتنفيذ المشاريع الإنشائية لعدة عوامل، منها الظروف العالمية الراهنة وتدني الضغوط التضخمية وإمكانية التعاقد مع الشركات الأجنبية، وهي ظروف إيجابية قد لا تتكرر، فمن المحتمل أن تتغير خلال سنة أو أقل، ومن الممكن أن تنفذ هذه المشاريع بنصف أو أقل من نصف تكلفتها لو تم إنشائها قبل سنة، وقد تعادل تكلفة إنشائها الآن ربع التكلفة التي ستكون عليها بعد سنتين.

وأكدت الدكتورة نورة اليوسف رئيسة قسم الاقتصاد في جامعة الملك سعود أن الأوقات الراهنة تعتبر فرصة جيدة لتعجيل تحديث وتوسيع مشاريع البنى التحتية خاصة أن الأسعار منخفضة والمملكة تملك سيولة كافية لإنشاء هذه المشاريع مع وصول سعر النفط الذي تعتمد عليه المملكة إلى 68 دولاراً تقريباً، فهذا يوفر سيولة إضافية للتعجيل في إنشاء هذه المشاريع. وأضافت (أن الحاجة ماسة في هذا الوقت لإنشاء هذه المشاريع خاصة مع ارتفاع عدد السكان وتزايد احتياجهم لهذه الخدمات).

وقال الدكتور زايد الحصان إن الإنفاق الحكومي يجب أن تعاد صياغته في الوقت الحالي بسبب الأزمة العالمية فهناك عدة مشاكل اقتصادية خاصة وأن أسعار البترول لازالت دون مستوياتها التي حققتها العام الماضي فمن الأجدى التروي إلى نهاية العام لتحديد حجم المشكلة وأضاف الدكتور الحصان أن انخفاض أسعار النفط وكذلك انخفاض احتياطي المملكة من النقد قد يؤثر على الأوضاع المستقبلية.الجدير بالذكر أن المملكة خطت خطوات واسعة في مشاريع البني التحتية، حيث أعلن العام الجاري عن توسع وإنشاء شبكة جديدة للسكك الحديدية، وكذلك توقيع عقود لإنشاء مدارس وغيرها من المشاريع.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد