Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/07/2009 G Issue 13453
الاربعاء 07 شعبان 1430   العدد  13453
مطر الكلمات
المرأة السعودية والإلحاد
سمر المقرن

 

هل سبق أن سمعتم بسعودية ملحدة، زنديقة تسب الإسلام والله ونبيه عليه الصلاة والسلام؟ إن كنتم قد سمعتم فأنا أقول لكم إن هذا كله كذب وافتراء، ومن كانت كذلك فلتعلن اعتراضها ولتثبت لنا بأي وسيلة لها مصداقية كوسيلة صحفية أو إعلامية لكي نغير حساباتنا, وإن لم تفعل فلتسكت للأبد. أنا لا أتجنى على أحد، ولا أتحدث باسم أحد سوى نفسي، وكل نفس بما كسبت رهينة, ولكل إنسان أن يُعبر عن رأيه فلا مشكلة عندي, لكن ما أعرفه عن تجربة حقيقية مع معظم مثقفات بلدي اللواتي كنت حريصة كل الحرص أن أتشرف بمعرفة معظمهن من كل أصقاع بلدي في نجد والحجاز والشرق والجنوب والشمال, أنهن كلهن بلا استثناء, كل من لقيت, نساء السعودية كن مسلمات محافظات تقيات محترمات مؤمنات يحببن الله والإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.

برغم طول وعرض تجربتنا مع عالم الإنترنت الافتراضي, كنا نعيش وهماً عريضاً, ثم عرف كل من كان يكتب في الإنترنت بشكل مستمر، بحيث صار عنده معرفة جيدة بهذا العالم أن كل تلك المقالات الإلحادية والمتزندقة التي تسب الله ورسوله, والتي تسب الإسلام وأهل الإسلام وتنعتهم بالتخلف والرجعية, أن المرأة السعودية كانت بريئة من كل هذا براءة الذئب من دم ابن يعقوب, ولعل غلطتها أنها كانت تتفرج وتسكت فلا تعلق على من كان يتحدث باسمها. منذ أن بدأ دخول عالم الإنترنت والمنتديات الفكرية في السعودية ونحن نعرف هذا الشيء, كانت هناك مُعرفات بأسماء نسائية تكتب وكان يراد لقرائها أن يعتقدوا أن من كتبتها هي امرأة سعودية، وكان هذا كذب لا نقاش في كذبه, كذب لا يحمل ذرة مسؤولية أو ذرة من ضمير أو احترام للذات في نقل صورة المرأة السعودية المثقفة المحترمة التي تقرأ بكثافة وعمق وتحلل وتريد أن تكون شريكة داخل هذا الوطن في أي مشاريع نهضوية تجعل حياتنا في هذا الوطن أكثر سعادة وأكثر توازناً مع نفسها؛ إذ ليس لنا هدف كلنا بكل ألواننا إلا أن نكون في حالة نظام اجتماعي محترم نقره ونعترف به كلنا ونحترمه بلا استثناءات.

المرأة السعودية ليست ساذجة, المرأة السعودية عاقلة جداً وتفهم ما يمكن أن يُراد بها وما يمكن أن تُزج فيه من معارك ليست معاركها، ولا يمكن لعاقلة أن تقبل أن تخوض في معارك يسارية ويمينية لا تفهمها, أو تفهمها ولا تقبلها, بطريقة استغلالية رخيصة. إذا كنا نتحدث عن وضع المواطنة السعودية والمواطن السعودي فلا بد أن تكون المرأة حاضرة، وإذا حضرت فلا بد أن يُحترم عقلها بحيث تُشرك في كل صغيرة وكبيرة كحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع عائشة وخديجة وأم سلمة اللواتي كان يشركهن بكل احترام في همومه وقضاياه, وما حكايته مع خديجة عند بداية الوحي إلا دليل على قدرتها في أن تكون دليلاً لنبي العالمين، وتشد من أزره. إن ما تريده النساء ليس بكثير، هو فقط الاحترام الذي نبحث عنه.

www.salmogren.net



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد