(الجزيرة) عبدالرحمن المصيبيح :
ثمن الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري إنشاء فروع لها في كافة مناطق المملكة لنشر رسالتها وتهيئة خدماتها للجميع وتيسير الحصول على المصادر الرئيسية لتستمر في أداء رسالتها الكبيرة الملقاة على عاتقها وترجمة لتطلعات وآمال القيادة الرشيدة بدعم واهتمام من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. لأن الكل يتابع كل ما أنجزته الدارة وتنجزه من المهام الموكلة إليها منوهاً بالدعم المتواصل والعطاء الكبير من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة.
وتناول الدكتور السماري في لقاء خاص لـ(الجزيرة) المشاريع والأنشطة الحالية والمستقبلية فقال: تتصف مشروعات الدارة العلمية بالاستمرارية، ما يعني استغراقها لوقت طويل يحتمه طبيعة أهداف الدارة ودائرة أعمالها، فبعضها ظل تحت التنفيذ لسنوات وبعضها مازال التنفيذ فيه جارياً، فمثلاً مشروع توثيق المصادر التاريخية ومازال العمل فيه جارياً بعد انتهاء المرحلة الميدانية حيث يتم تصنيف وفهرسة الوثائق والمخطوطات التي جمعتها الدارة من مناطق المملكة كما تم إضافة التسجيلات الصوتية إلى إدارة التاريخ الشفهي لتفريغها والتحقق منها ثم إضافتها إلى رصيد الدارة في هذا الجانب للاستفادة منها في مشروع توثيق الحياة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية وهو أحد المشروعات المستقبلية للدارة، كما أن الصور المتحصلة من هذا المشروع ضمت إلى أرشيف الصور والأفلام التاريخية بالدارة، كما أن اللجنتين العلميتين لقاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية وموسوعة الملك عبدالعزيز في الشعر تواصلان اجتماعاتهما للوصول إلى الصيغة الأمثل لعملهما لكي يحقق الشمولية والدقة حيث قام أعضاء اللجنة العلمية لقاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية بجولة على بعض المناطق للتعريف بالقاموس وتعزيز التفاعل مع المشروع، بالإضافة إلى العمل المتواصل في موسوعة الحج والحرمين الشريفين التي تواصلت مع كل ما يمكن خدمة المشروع من مؤرخين ومؤسسات علمية معنية في العالم بهذا الجانب، وعقدت لهذا المشروع ورش عمل عالمية داخل المملكة وخارجها، وكذلك التجهيز لقرب تشغيل مركز تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة العلمي بعد التجهيزات الإدارية، والذي يعد بحق أحد الأعمال المفصلية والمهمة في تاريخ دارة الملك عبدالعزيز، وكلا المشروعين؛ الموسوعة والمركز، تحت إشراف ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز لما لهما من الأهمية القصوى دينياً وعلمياً، كذلك تدرس الهيئة العلمية بالدارة البحوث المقدمة لها من مؤرخين وباحثين ومهتمين من الجنسين من داخل المملكة وخارجها للمشاركة في الندوة العلمية عن تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز والتي ستنظمها الدارة خلال شهر ربيع الأول من العام المقبل ضمن سلسلة الندوات الملكية لتاريخ الملوك من أبناء الملك عبدالعزيز، وهناك أيضاً مشروعات علمية مشتركة أخرى مع جهات حكومية مازالت في طور التشاور والدراسة مثل مشروع الأطالس التعليمية مع وزارة التربية والتعليم ومشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية، وغيرها من المشروعات والأنشطة الداخلية والخارجية التي تخدم تاريخنا الوطني وتستجلي مزيداً من الإنجاز فيه والمعاني والقيم ومنها معرض المخطوطات في المملكة العربية السعودية والذي ستنظمه الدارة قريباً إن شاء الله وسيضم مخطوطات نادرة لحفز الاهتمام بهذا المصدر التاريخي الثري، وهنا تجدر الإشارة إلى جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية التي لبت حاجة ملحة في مجالها وعززت دور المؤرخ والباحث داخل وسطه العلمي والفكري وستوزع جوائز دورتها الثالثة هذا العام إن شاء الله، كذلك فوق طاولة الهيئة العلمية عدد من الأفكار الجديدة لدراستها ثم عرضها على مجلس الإدارة.
وحول إمكانية افتتاح فروع للوزارة أجاب الدكتور السماري قائلاً: لا يوجد فروع لدارة الملك عبدالعزيز إلا أننا نأمل في القريب العاجل انشاء فروع لها في كافة المناطق لنشر رسالتها وتهيئة خدماتها للجميع وتيسير الحصول على المصادر التاريخية.
وتناول في معرض اجابته مجالات التعاون بين الدارة والجهات الخارجية فقال: بعد أن أنجزت الدارة عدداً من الأعمال والأنشطة العلمية والمشروعات العلمية داخل المملكة العربية السعودية رأت بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة - حفظه الله - أن تعزز تجربتها وتحدثها بالاحتكاك بتجارب دولية وخبرات عالمية في مجالها بما يسمى توطين التجارب العلمية الحديثة لتفعيل الدور الوطني والتاريخي والعلمي لها، فكانت أن تعاونت مع جمعية التاريخ الشفهي الأمريكية لتدريب موظفيها على المقابلات الشخصية مع كبار السن والمعمرين، كما تتعاون حالياً مع الأرشيف العثماني بتركيا في تصوير الوثائق وبعث باحثين سعوديين للاستفادة من مصادره التاريخية، كذلك تنظم الدارة مع جامعة أكسفورد البريطانية محاضرات دورية عن تاريخ المملكة العربية السعودية وفق برنامج تعاون علمي مستمر، كذلك وقعت الدارة عدداً من اتفاقيات التعاون العلمي مع مراكز مثيلة في العالم لخدمة التاريخ العربي والإسلامي ومنه تاريخنا الوطني، ولتيسير التبادل الوثائقي والمعلوماتي وتوطين التجارب المختلفة والاستفادة منها كان آخرها اتفاقية التعاون مع مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت والتي ستثمر عن مشروعات علمية مشتركة قريباً، كما أن الدارة تحتضن مقر جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والجمعية الجغرافية الخليجية، وترأس الدورة الحالية للأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتشترك الدارة في عضوية عدد من الهيئات العلمية الدولية وهي: المجلس الدولي للوثائق والفرع العربي الإقليمي، واتحاد المؤرخين العرب، وجمعية التاريخ الشفوي الأمريكية، وجمعية التاريخ الشفوي البريطانية، وجمعية دراسات الشرق الأوسط بالولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الشمالية، شبكة اليونسكو الدولية الالكترونية للحوار بين الحضارات، وهذه العضويات بلا شك دعمت وتدعم عمل الدارة في خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الجزيرة العربية من خلال توسيع دائرة الاتصال بأكثر من مركز ومؤسسة على مستوى العالم.