طالعتنا صحيفة الجزيرة بموضوع شيق كعادتها بالعدد رقم (13428) بتاريخ 11- 7-1430هـ وهو الجواب على التساؤل المطروح من الأخت منيرة المشخص وهو:
هل نحن نفتقد ثقافة الحوار؟ وأجاب عن التساؤل (متخصصون وإعلاميون).
إنني في استدراكي أضع نصب عيني المتخصصين الذين أجابوا عن التساؤل وما تحمله كلمة متخصص من معنى تجعل لي الحق بأن (أحاور) المتحدث المتخصص عن كل ما يذكر وسوف أجعلها في نقاط للفائدة المرجوة في نظري.
* أولاً:
موضوع التساؤل هل نحن نفتقد ثقافة الحوار؟
يجب أن نفرق بين وجود ثقافة الحوار كمعلومة ثقافية وتطبيق تلك المعلومة، فالمعلومة موجودة في مجتمعنا بدليل استنكار الصغير والكبير كل بطريقته عندما يرفض أحد سماع رأيه وإقصائه.
* ثانياً:
ذكر د. صالح العقيل أن التربية هي السبب الحقيقي في غياب لغة الحوار، ثم يذكر د. صالح العقيل العوامل المشتركة مع هذا السبب فيقول عدم الإنصات الجيد للمحاور والتفكير في التعليق أثناء الحديث وعدم الاستعداد المبكر لتغيير الرأي والاقتناع بالرأي الآخر.
وأنا أتساءل هل من اللائق الجزم بالتعميم على أفراد المجتمع بأنه مغيب لتطبيق لغة الحوار والنظر إلى أمور المجتمع بلونين (أبيض وأسود) أرى أنه يوجد عدة ألوان بينهما تجعل للمجتمع مساحة ينصف من خلالها. ثم إن العوامل المشتركة التي ذكرها د. العقيل تدل على وجود التطبيق لهذه الثقافة لكن يحتاج إلى تقويم.
* ثالثاً:
ثم أردف د. العقيل قائلاً إننا بحاجة إلى حوار قبل التفكير بثقافة الحوار.
وأنا أردف وأقول ما نتيجة تطبيق أي ثقافة قبل التفكير بها من جميع النواحي.
* رابعاً:
ذكر د. عبدالرحمن الوابلي مجتمعنا الأبوي وأن (الأب والمسئول والمدير والأخ الكبير ورئيس القبيلة) يحكمون على من يجادلهم بسوء الأدب.
وهل يساوي د. عبدالرحمن بين الجدل والحوار ويجعلهما لفظين مترادفين.
* خامساً:
ثم يقول د. الوابلي إن مفهوم إملاء الآراء والاستبداد بها تم تكريسه في التعليم وإن مآل (المحاور) الرسوب أو النجاح بتقدير مقبول في أحسن الأحوال.
الحقيقة عملت نوعاً من الاستفتاء لأفراد عينة عشوائية مكونة من (معلمين وطلاب ومتقاعدين) لأصل من خلالهم لأمثلة ما ذكر د. الوابلي فلم أجد منهم إلا الاتفاق على أن الطالب المحاور ينظر إليه بإيجابية ويحترم ويوضع في مكانه أفضل من الطالب الذي يفتقد تطبيق ثقافة الحوار إلا في حالات نادرة للأمانة العلمية لها أيضاً ظروف شخصية ليس لها في الإحصاء نسبة فكيف نعممها.
* سادساً:
ثم جعل د. عبدالرحمن الوابلي سبب تقديس الذهنية الأبوية هو تناولنا لتعاليم الدين من هذه الزاوية حتى تم إقصاء أي اجتهاد مخالف.
أقول للدكتور عبدالرحمن ارجع إلى كتب العلماء المؤلفة في العلوم الشرعية تجد المؤلف يذكر اجتهادات العلماء المخالفين وطرحها لطالب العلم أحياناً قبل ذكر الرأي الذي يراه صحيحاً.
اما صاحب الرأي المخالف ولو كان يتبعه أكثر المسلمين يعد خارجاً عن صحيح الدين، فهذا كلام يحتاج إلى دليل من (متخصص).
ثم لماذا لا يذكر د. الوابلي مثلاً لدمج المجتمع ما هو اجتماعي بما هو ديني وتعامله معه بأنه من الثوابت.
* سابعاً:
ان حكم د. الوابلي على الجيل الحاضر وهو منهم كما قال إن الوقت فات عليه لكي يقوم بنشر أساسيات ثقافة الحوار أصابنا بالإحباط إذا وافقنا الدكتور في رأيه وهل يفوت الوقت للتعلم إلا بالموت.
* ثامناً:
أتساءل كيف يدعو الدكتور الوابلي إلى تطبيق ثقافة الحوار ثم يقول الحل سن قوانين وأنظمة واضحة لا تقبل التأويل لعكسها هل هذا مصداق لرأي الأخت أسماء آل محمد في أفراد المجتمع الإعلامي.
إن هذه الملاحظات في رأيي نوعٌ من النقد الذي أتمنى أن يمد من خلالها جسور التواصل بين المتخصصين من أفراد المجتمع الإعلامي والقراء الذين يطالبون باحترام عقولهم.
سليمان بن عبدالعزيز الزايد
بريدة - الشؤون الاجتماعية
sralaa1398@hotmail.com