Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/07/2009 G Issue 13454
الخميس 08 شعبان 1430   العدد  13454
السجين ودور المجتمع بعد الخروج!
سلمان بن عبدالله القباع

 

نعلم كثيراً دور المجتمع في رقي ونهوض الحياة اليومية ومواكبة ما يستجد من تقدم واستمرارية عجلة التنمية، والمجتمع سبب رئيس لخلق الجو اليومي للمبادئ والقيم، ووضع أسس الارتباط المباشر ما بين النجاح والتوافق لأي عناصر للنجاح.

المجتمع (منظومة تتكون من فكر) قد يكون موحداً لتعانق الأبجديات وفق التصورات التي يتمنى الإنسان أن يجدها في حراكه اليومي، دافعة كل المعاني والمعطيات، فالمجتمع هو النجاح للأفراد والأخذ بيد الأسرة للتعايش مع معطيات الزمن، والمؤسسات الإصلاحية من سجون وغيرها الموجودة لدينا تتسم بوحدات إصلاحية تدل على إعطاء السجين دروساً نتيجة لفعلة ما من سرقة أو تعاطي المخدرات أو ما شابه من الجرائم المتعددة، الإنسان بطبعه معرض للخطأ، هذا الخطأ من مصاحبة رفاق السوء أو الاختلاط مع بيئة اعتادت على السرقات حصل له ما حصل من التنفيذ ومد يده للسرقة أو البحث عما يحتاج إليه من تعاطٍ، وقد يصحب ذلك تبعات كثيرة من سرقة للحصول على المخدر أو التضحية بأحد أقرب ما لديه، نسأل الله العافية. ونعتبر القاطن أيضاً في (المستشفيات المتخصصة للمتعاطين) نعتبرهم في سجن ولكن يختلف المسمى (المكان).

ودور المؤسسات الإصلاحية تأتي (بحبس السجين) مدة معينة كما يراه الشرع والمختصون في تقنين ذلك، بالسجن لمدة شهر أو شهرين أو سنة، حسب نوع الجريمة وحيثياتها، ولا نرى أن تلك المدة بحبس السجين هي الحل الأمثل لعلاجه مما عليه، فهي مسألة وقت وقد يعود حيث كان، فلنبحث عن الأسباب الرئيسة والتساؤلات تتعدد: لماذا أقدم هذا الشخص لعمل جريمته؟ ولماذا قام بالسرقة والتعاطي؟

لا نريد جواباً تقليدياً: السبب بمصاحبة رفاق السوء!

نتساءل لماذا أقدم على التعاطي؟

هل لأسباب نفسية؟ هل لسبب عائلي؟ هناك أسباب عديدة دعت إلى عمل الجريمة وهي أسباب قد تكون (بمحيط أسري) وهي ضريبة التعامل مع الأسرة وفقدان العمل بوجود البطالة أو الحرمان من التفكك الأسري وغيره. يأتي أولاً دور المؤسسات الإصلاحية داخل كل مؤسسة إصلاحية من التوجيه والالتفاف للسجين وضخ أسئلة عديدة وإعطاء السجين أمثلة حية عن نهاية السارق أو المروج أو المتعاطي أو أي مثال عن نهاية مرتكب الجريمة، والدور الأكبر يأتي بعد الخروج وتأهيله ورعايته بالمؤسسات المعنية مثل ما تفضل أخي وشقيقي الأكبر الأستاذ مندل (الخبير في المجال الاجتماعي) وأحد الذين ترأسوا الرعاية اللاحقة في وزارة الشؤون الاجتماعية، يأتي دور الرعاية اللاحقة بتوفير ما يحتاج إليه السجين بعد الخروج، فقد يفتقد أشياء دعت إليه الحاجة إلى السرقة والقيام بفعلته، فنعالج تلك المسائل وبحثها مع المختصين بعلم الجريمة، والمجتمع له الدور الأكبر في اجتثاث نوع الجريمة وتمزيق آثارها السيئة من فكر الجاني، وهي تأتي باحتضان السجين من قِبل أسرته وعمل ما يلزم له من الابتسامة والأخذ بيده والوقوف معه في محنته، وقد تحدثت كثيراً مع أحد المختصين في المستشفيات المعالجة والمؤسسات الإصلاحية، وأفادوا بأن نسبة عودة الجاني لفعلته لا نستغربها بعد أن عملنا الواجب لها وهو في محيطنا ولكن يأتي الدور الأكبر من الأسرة وهي الكفيلة لنجاح وعلاج الجاني، حيث يقوم السارق بالرجوع لفعلته والسرقة والسبب بافتقاده للكثير، بعدم وجود ما يحتاج إليه من المال وعدم وجود الوظيفة، ووجود النهر والقذف والمسميات الأخرى، يجدها من القريب ويجد الحاجز المنيع للتواصل مع الحياة، حتى أقرب مثال لذلك وهو بعد خروج المتعاطي من المستشفى ومكوثه لمدة سنة وعودته لعمله ما هي نظرة الموظفين له؟ وكيف يتم استقبالهم له؟

إن متابعة أي سجين بعد خروجه هي من أهم الأسباب لكيلا يعود لفعلته السابقة، ليس السجن فقط هو (المؤسسة التربوية) والمنقذة، قد يكون لها حل وقتي ولكن حتى لو استمر السجين في الغياهب لمدة عشر سنوات ولم يجد الاحتضان بعد خروجه سوف يعود لفعلته!

المجتمع هو المُعالج الحقيقي وهي المؤسسة الحقيقية للرقي والتعامل مع أي شخص، المجتمع هو الجسر الممتد لأي عملية تكون منصبة لمصلحة المواطن.



s.a.q1972@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد