Al Jazirah NewsPaper Thursday  30/07/2009 G Issue 13454
الخميس 08 شعبان 1430   العدد  13454

أثر الابتسامة في حياة الإنسان
سليمان بن محسن العريني

 

للابتسامة دور فعال على صحة الإنسان النفسية والبدنية، كما أن لها تأثيراً إيجابياً في مسيرته وحياته الاجتماعية وتشير الدراسات النفسية إلى أن الابتسامة تزيد من شعور الإنسان بالسعادة والثقة بالنفس، وهي صمام أمان بإذن الله من القلق والكبت والاكتئاب، كما أنها تزيد مناعة الجسم ضد الأمراض والضغوط النفسية وتخفف من حموضة المعدة، وهي سلاح ضد التجاعيد على الوجه، وتثير نشاط الذهن، وفوق هذا وذاك فإنها تزيد في الانتباه وتساعد على تعميق الفكر وتنمية القدرات الإبداعية.

كما أنها تجعل الإنسان دائماً متفائلاً، والتفاؤل مصدر مهم في حياة البشر، إذ يقول علماء جامعة لومايلند بكالفورنيا: إن التفاؤل عند المحن والشدائد وضغوط الحياة يزيد من قوة تحمل الإنسان، كما أن لها دوراً فاعلاً في العلاقات الاجتماعية والأسرية، وكذلك في الناحية الاقتصادية، فالمثل الصيني يقول: (الذي لا يحسن الابتسامة ينبغي ألا يفتح متجراً).

وأعدت دراسة في محل تجاري طلب من العاملين فيه بأن يوقفوا الابتسامة في وجوه العاملين لمدة شهرين، فقد لوحظ أن الدخل فيه قل بمعدل 60% والشريعة الإسلامية لم تترك شيئاً في حياة البشر إلا دلت عليه، وقد حث الإسلام قبل دراسات الغرب والشرق على الابتسامة وأهميتها النفسية والاجتماعية، إلا أن الدراسات الاجتماعية والنفسية في المجتمعات الإسلامية لم توضح ذلك حتى تختصر الطريق على الشرق والغرب، قال عليه السلام: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)، ويقول عليه السلام: (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، وقال رجل للرسول عليه الصلاة والسلام دلني على عمل من أعمال الطاعة قال: لا تغضب ورددها ثلاثاً. ولا شك أن الأحاديث كثيرة جداً، وقصدت في هذا المقال الاختصار.. وأختتم هذا الموضوع بالأبيات التالية للشاعر إيليا أبو ماضي:

قال الليالي جرعتني علقما

قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما

فلعل غيرك إن رآك مرنما

طرح الكآبة جانباً وترنما

فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى

متلاطم ولذا نحب الأنجما

قال البشاشة ليس تسعد كائنا

يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما

قلت ابتسم ما دام بيتك والردى

شبر فإنك بعد لن تتبسما

وقال:

كن بلسماً إن صار دهرك أرقما

وحلاوة إن صار غيرك علقما

وقال الشاعر:

اصح إن الكبر خلق سيئ

هيهات يوجد في سوى الجهلاء

والعجب داء لا ينال دواؤه

حتى ينال الخلد في الدنياء

فاخفض جناحك للأنام تعز بهم

إن التواضع شيمة الكرماء

وقال:

أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا

لولا الشعور الناس كانوا كالدمى

أحبب فيغدو الكوخ كوناً نيراً

وابغض فيمسى الكون سجناً مظلما

قال السماء كئيبة وتجهماً

قلت ابتسم يكفي التجهم في السماء

قال الصبا ولي فقلت له ابتسم

لن يرجع الأسف الصبا المنصرما

- جامعة الأمير سلطان


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد